كلهم مذنبون في حرب أوكرانيا

محلل ألماني: بوتين ليس وحده.. جميع حسابات قادة أوروبا وأمريكا خاطئة
محلل ألماني: بوتين ليس وحده.. جميع حسابات قادة أوروبا وأمريكا خاطئة

الأحد - 19 فبراير 2023

Sun - 19 Feb 2023

يرى المحلل السياسي الألماني أندرياس كلوث المعني بالشأن الأوروبي أن هناك درسا كبيرا يتعين علينا جميعا - وخاصة من في السلطة - تعلمه من هجوم فلاديمير بوتين على أوكرانيا قبل عام مضى، وهو درس له علاقة بالتواضع الفكري، والتداعيات الكارثية لغيابه. ذلك لأنه ليس فقط الرئيس الروسي بل تقريبا الجميع كانوا مخطئين تماما بالنسبة لكل شيء تقريبا. ويوضح كلوث، رئيس التحرير السابق لصحيفة هاندلسبلات الألمانية، في تقرير نشرته وكالة بلومبيرج للأنباء أنه من الواضح للغاية أن بوتين كان مخطئا في تصوره الخاطئ لأوكرانيا كدولة، ففي ظل انغماسه في التأريخ المزيف للدجالين، أقنع نفسه بأن أوكرانيا ليست دولة في حد ذاتها، ولكن مجرد ملحق لروسيا الكبرى، ففي خلال العام الماضي، أثبت الأوكرانيون عكس ذلك وهو أنهم دولة مستقلة تماما، ذات هوية محددة تتعارض مع إمبريالية الكرملين.

أوهام ومغالطات

ووفقا لكلوث، واصل بوتين في تصوراته الخاطئة للوقوع في مئات من المغالطات، والأوهام والأخطاء الصريحة والضمنية، فقد افترض على سبيل المثال، أن الأوكرانيين إما سيرحبون بالغزاة الروس كمحررين أو أنهم سوف يسارعون بالفرار بمجرد رؤية دبابة روسية، وما حدث هو أنهم يقاتلون كأبطال. وكان بوتين متأكدا بالمثل من أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إما ستتم تصفيته في غضون ساعات من الهجوم، أو أنه سيصحب أسرته ويفر إلى الخارج، وبدلا من ذلك، لم يصمد زيلينسكي فحسب، لكنه أصبح أحد أكثر القادة إلهاما في التاريخ. كما كان بوتين مخطئا فيما يتعلق بالغرب، فقد استخلص من اعتداءاته السابقة - ضد جورجيا عام 2008، أو شبه جزيرة القرم ودونباس عام -2014 أن الناتو والاتحاد الأوروبي لن يتحدا مطلقا لمواجهته، وكان متأكدا من أن العواصم الغربية سوف ترتعد من تنمره النووي، وأنها لن تخاطر مطلقا نيابة عن دول في منطقة نفوذه وليس في مناطق «نفوذها».

تدهور وضعف

بالإضافة إلى ذلك، كان بوتين واثقا من أنه بدبلوماسيته الطويلة المتعمدة الخاصة بخط الأنابيب، اعتبر أن دولا مثل ألمانيا تعتمد تماما على النفط والغاز الروسي لدرجة أنها لن تجرؤ على معارضته بالنسبة لأي شيء، لذلك لم يكن لديه أدنى شك في أن الغرب، المتدهور والضعيف كما كان يراه، سوف يفضل الربح والراحة على المبادئ مثل السيادة الوطنية ونظام السلام الدولي.

ويؤكد كلوث أن خطأ بوتين كان بالنسبة لكل الحسابات، فالناتو - وهو دائما تحالف مفكك - نادرا ما كان متحدا مثلما هو عليه الآن، ومن المقرر أن يضم عضوين آخرين، هما فنلندا والسويد، في رد مباشر على غزو بوتين، ويقوم الاتحاد الأوروبي وشركاؤه في مجموعة السبع بفرض حزمة عقوبات واحدة تلو الأخرى، وأنهت ألمانيا، خلال العام الأول من الحرب فقط اعتمادها على الغاز الروسي، وفوق كل ذلك، يمد الغرب الأوكرانيين، في كل مرة يصعد فيها بوتين حربه، بمزيد من الأسلحة- مدافع هاوتزر، ودفاعات صاروخية والآن يمدهم بأكبر وأشرس الدبابات القتالية.

تهديدات مفزعة

ويواصل: أخطأ بوتين في فهم باقي العالم، فقد كان متأكدا من أنه بعد أن أعلن هو وزملاؤه أعداء الغرب في بكين عن تشكيل «صداقة.. بدون حدود» قبل هجومه مباشرة، بأن الصين ستقف دائما وراءه، ولكن نظيره شي جين بينج، فوجئ بالغزو، وأفزعته تهديدات بوتين اللاحقة، لكن لم ينقلب الصينيون على روسيا حتى الآن، ولكنهم بدؤوا بذكاء يحدون من خيارات بوتين (فيما يتعلق بمقولة: بدون حدود). ومن ناحية أخرى، فإن الدول التي كانت تحت رهن إشارة بوتين مثل كازاخستان - تقوم بعيدا عن الارتعاش في خوف من قوته، كما كان يتوقع بوتين - بتأمين ضمانات جديدة من جانب أنقرة، وبكين، وغيرهما. وقال كلوث «جميعنا كنا مخطئين بطرق لا حصر لها في الشهور التي سبقت الهجوم، فمعظم الناس في الغرب كما هو الحال في الصين وباقي العالم شعروا بأنهم واثقون - رغم تقارير المخابرات الأمريكية التي أوضحت أن هناك حشدا للقوات الروسية - من أن بوتين لن يقوم مطلقا بالغزو، حتى أن كثيرا من الروس لم يتوقعوا أنه سيكون هناك هجوم، حتى زيلينسكي نفسه لم يستطع تصور سيناريو شنيع مثلما أصبح حقيقة واقعة، واتضح أنه لم يفهم أحد ما يدور بخلد بوتين».

كلهم مخطئون

وأضاف كلوث «إن الجميع مذنبون ومخطئون بالنسبة لفهم عقلية بوتين التي تمرست في جهاز المخابرات؛ فالكثيرون كانوا يعتقدون بعد سنوات من مشاهدة محاولاته في إفساد الانتخابات الغربية وغرس نظريات المؤامرة، أنه سيفوز دائما في حملات الدعاية ضد المجتمعات المفتوحة، ولكن هذا لم يحدث، وعموما كان الكثيرون واثقين من أنه فني واستراتيجي بارع، ودائما متقدم خطوة على أعدائه».

كيف أخطأ قادة العالم؟

  • بوتين توقع إنهاء مهمته في أيام وهروب زيلينسكي

  • المخابرات الأمريكية أكدت أن روسيا لن تشن حربا

  • الغرب لم يفهم عقلية الرئيس الروسي وخطواته المقبلة