علي المطوع

مغامرات الفضاء في إصدارها الجديد

الاحد - 19 فبراير 2023

Sun - 19 Feb 2023

الأخبار المثيرة التي أشغلت الناس هذه الأيام، تقول إن أطباقا طائرة تم رصدها وإسقاط بعضها في كل من كندا وأمريكا، قبل ذلك كانت هناك مشكلة المنطاد الصيني، الذي أسقط على الأرض الأمريكية من خلال صاروخ لمقاتلة عسكرية محت أثره وتأثيره.

على خلفية هذه الحادثة، نشأ تأزم جديد في العلاقات الأمريكية مع الصين، فالأولى ترى فيه انتهاكا لسيادتها وهذا أمر مرفوض، والثانية تقول إنه مخصص للأبحاث العلمية، وأن عملية ضربه وإسقاطه مخالف للأعراف والمواثيق كونه مخصصا لأغراض سلمية!

أما الأجسام الطائرة التي سقطت أو أسقطت فمازال كنهها غير معلوم، لا من حيث هويتها، ولا نوعها بعد إسقاطها، فلم يتم نشر صور لحطامها، أو أخبار تؤكد أو تشير إلى وجود مثل هذا الحطام.

هنا تنتهي الأخبار و تبدأ التكهنات، وربما الذكريات عندي وعند جيلي ممن يذكر المسلسل الياباني المدبلج الشهير؛ مغامرات الفضاء، وبطله الفريد جرانديزر وقائده الدوكفليد، وملخص حكايات هذا الفيلم الكرتوني الخيالي، هو أن أشرارا يريدون تدمير كوكب الأرض، وهنا يحضر مصطلح الـ UFO الذي كان يردده العجوز دامبي من على برجه العالي، وهو يحاول رصد هذه الأطباق والتواصل معها، ومعلوم أن الـ UFO هو اختصار لمصطلح (Unidentified Flying Obgeect)‏ والتي تعني الأجسام الطائرة المجهولة.

وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال غريب لماذا كانت هذه الأجسام كما يقال على شكل صحون طائرة، لماذا لم تكن مثلثة أو مربعة، وماهي الدلالة الرمزية لتخيلها أو رصدها بهذا الشكل إن كانت أصلا من وحي الخيال أو الواقع الذي سيثبت في قادم الأيام؟!

بعض المصادر تقول إنها شوهدت بهذا الشكل والبعض الآخر يراها من الخيال العلمي الذي ربما تثبت صحته مع الزمان وتقادم أيامه، من يدري؟

أسئلة كثيرة تطرح وأجوبة تتناثر في كل مكان، كل جواب ينشطر إلى إجابات كثيرة لا تقودنا إلى الحقيقة، بل إلى الغوص أكثر في ذلك الغموض والإبهام، الذي بات يغلف كل تساؤل يحاول إماطة اللثام عن كنه وحقيقة ما يقال عن هذه الأشياء من أنها أجسام طائرة.

ولأن الأحداث غامضة، فدعوني أعود بكم وخاصة جيلي جيل الطيبين إلى ذكريات تلك المغامرات الفضائية وخيالها الخصب، لن أنسى ذلك الصوت الجميل الذي قام بأداء دور الدوكفليد، إنه المبدع اللبناني القدير جهاد الأطرش، صوت كان يبهرنا وكأنه قادم من كهوف وأساطير الخرافة، صوت جعلنا نعيش معنى الخيال العلمي بفصاحته وحدته ووضوحه، لعل جيلي يذكر تلك اللغة العربية الباسقة والواضحة في نبرات صوته، لا زلنا نذكر طريقة تعاطيه مع الأحداث، وطريقة أدائه المبهر وهو يجهز على خصومه من خلال أسلحته الفتاكة، كان ذلك الفنان قادرا على تجسيد الخيال، وجعله شيئا يعاش بل ويحمل إلى المستقبل البعيد، ليكون لبنة أولى لنا في مخيالنا الثقافي كجيل سابق يحاول تفسير ظواهر بعثت من جديد، ولكن هذه المرة عبر روايات البنتاجون والميديا الأمريكية، التي ما زالت تحتفظ وتتحفظ على كنه هذه الأجسام، ومدى صحة ما تم رصده من صور لتلك المركبات، التي ربما تشي بشيء قادم جديد، ربما تكون كذبة تضاف لمسلسل الافتراءات التي يمارسها الغرب تجاه الإنسانية، وربما تكون بداية لتداخل عوالم أخرى مع عالمنا الأرضي الذي نعيش فيه.

ترى لو سئل جهاد الأطرش (الدوكفليد) عن هذه الأجسام الطائرة وحقيقتها وتصوراته لهذه الأحداث، ما عساه أن يقول، وخاصة وأنه قد أخذنا في الماضي القريب إلى رحلات خيالية عذبة ومشوقة، ما زالت جل صورها ومعانيها عالقة بذاكرة كل جيلي، الذين ما فتئوا يستحضرونها في كل مناسبة تحضر فيها مثل هذه الأخبار الغريبة، مقرونة بمقولات ولزمات هذا الفنان الجميل، مثل؛ الويل للغزاة والصحن الدوار ورعد الفضاء!