العبرة بالنهايات
الأحد - 19 فبراير 2023
Sun - 19 Feb 2023
اعتزل الروائي الشهير غابرييل غارسيا ماركيز الحياة العامة لأسباب صحية بسبب معاناته من مرض عضال، ومن على فراش المرض أرسل رسالة وداع إلى أصدقائه، ومنهم إلى ملايين الأصدقاء والمحبين في العالم. يقول في رسالته: «لو شاء الله أن يهبني شيئا من حياة أخرى، فإنني سوف أستثمرها بكل قواي، ربما لن أقول كل ما أفكر به لكنني حتما سأفكر في كل ما سأقوله، سأمنح الأشياء قيمتها، لا لما تمثله، بل لما تعنيه، سأنام قليلا، وأحلم كثيرا، مدركا أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعني خسارة ستين ثانية من النور.
سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام. لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضا. لقد تعلمت الكثير.. تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سر السعادة تكمن في تسلقه. تعلمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف».
كنت أتأمل كلمات غارسيا وأنا على أعتاب الانتهاء من عمل كلفت نفسي به في الثلاث سنوات الماضية في قطاع الاستشارات الأكاديمية والإدارية، وقررت أن أغادر بعد أن أنهيت واجبي بشرف وفخر، لأني كنت أنتظر هذا اليوم، وأعلم علم اليقين أن أماكن العمل محطات تنتظرنا لنعبرها، وأننا وحدنا من نقرر الاستمتاع بالرحلة رغم صعوباتها وتحدياتها، وأن الحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، سيأتي اليوم الأخير في أي مشوار عمل.. وستأتي المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين نحبهم من زملاء وأصدقاء، والذين أساؤوا لك أيضا وتعلمت من إساءتهم. وحده التخطي والتخلي هو من يصنع الأثر الطيب.
التحدي هو أن تجد الوقت للاستماع لموظفيك بالرغم من ضغط العمل.. وأن تزرع الإيجابية والمساندة حتى لو كانت بتربيتة حانية على كتف أحدهم، أن ترسل لهم الأماني عبر الامتنان لوجودهم معك، وأن تشرح عن الاستراتيجيات والخطط التنفيذية ومؤشرات قياس الأداء وتعزز روح الفريق، أن ترشدهم كيف تُكْتب التقارير الإدارية، وكيف تستخدم لغة الجسد بشكل أمثل في بيئة العمل، أن تكرر كلمات مثل: أفهمك.. شكرا.. أثق في قرارك، وجهة نظرك ثاقبة.. أخطأت ولكن يمكنك فعلها فحاول.. وكرر المحاولة حتى تنجح.
لن يتذكرك أحد ممن تعمل معهم أو ممن يعملون تحت إمرتك من أجل ما تضمر من نوايا وأفكار... فقط سيتذكرونك عندما يتعلمون منك الجديد بالرغم من مقاومة البدايات.. وكيف أنك ساعدتهم على زيادة الإنتاجية.. وأعطيتهم الفرص للعمل بأريحية ودقة.. وكيف أرشدتهم إلى كيفية الفصل بين تداخل العمل مع الحياة الشخصية وساعدتهم لتحقيق الأمان الوظيفي في القطاع الخاص. فمن أعظم حقوق الموظف هو الحق في أن يخطئ ليتعلم دون أن يكلف ذلك المنظمة الكثير من الخسارات.
عليك أن تغرز فيهم الابتعاد عن محاولة إرضاء الجميع فهو جهد ضائع، وأن عليهم استخدام مواهبهم مهما كانت لتصبح المنظمة ناجحة، فتغريد الطيور الأفضل صوتا هو الذي تسمعه جهة عملك.. وأن جودة الأداء والنظرة الأبعد لتحقيق الأهداف الشخصية المتحدة مع أهداف المنظمة هي ما يبرهن عن أهميتك بالنسبة لمكان عملك، فالموظف المحسن هو الذي يتقن ما يفعل ويدع الآخرين يتكلمون، فهم سيتكلمون على أي حال. فابتعد عن المنافقين و»المطبلين» وأصحاب الأقنعة.. وحدها الحكمة الصبورة هي الأداة الناجعة في كيفية تطبيق كل ذلك، فركز على أهدافك وانطلق.
ها أنا أغادر وأعلم أن انتصاري كان كبيرا على وهني من الارتحال.. على تجاوزي بنفسي سقف توقعاتي.. على أن أناسا حقيقين يحبون طيفي على حقيقته، أن الأيام تطوى بالأثر الجميل والعمل المتقن الذي تتركه.
وأنك تزرع التميز فيما تصنعه فتحصده مجدا وامتنانا، النضج مكلف والخذلان يجعلك أقوى.. ففي النهاية علينا أن ننجح من أجل أنفسنا أولا، ومن أجل هؤلاء الذين كانوا يتمنون لنا الفشل، وإن أُغلق في وجهك باب واحد أو أغلقته أنت بنفسك سيفتح الله لك النوافذ؛ فلا تركز على الباب المغلق.. تذكر أن الله يخلق ما لا تعلمون.
ففي العمل القضية ليست قضية بدايات ونهايات بل حقيقة وجوهر ما نصنع، ما تغرسه وتتركه لينفع الناس.
فاللهم حسّن الخواتيم في الأمور كلها.
سوف أسير فيما يتوقف الآخرون، وسأصحو فيما الكلّ نيام. لو شاء ربي أن يهبني حياة أخرى، فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقي على الأرض ليس فقط عاري الجسد وإنما عاري الروح أيضا. لقد تعلمت الكثير.. تعلمت أن الجميع يريد العيش في قمة الجبل غير مدركين أن سر السعادة تكمن في تسلقه. تعلمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف».
كنت أتأمل كلمات غارسيا وأنا على أعتاب الانتهاء من عمل كلفت نفسي به في الثلاث سنوات الماضية في قطاع الاستشارات الأكاديمية والإدارية، وقررت أن أغادر بعد أن أنهيت واجبي بشرف وفخر، لأني كنت أنتظر هذا اليوم، وأعلم علم اليقين أن أماكن العمل محطات تنتظرنا لنعبرها، وأننا وحدنا من نقرر الاستمتاع بالرحلة رغم صعوباتها وتحدياتها، وأن الحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل، سيأتي اليوم الأخير في أي مشوار عمل.. وستأتي المرة الأخيرة التي ترى فيها أولئك الذين نحبهم من زملاء وأصدقاء، والذين أساؤوا لك أيضا وتعلمت من إساءتهم. وحده التخطي والتخلي هو من يصنع الأثر الطيب.
التحدي هو أن تجد الوقت للاستماع لموظفيك بالرغم من ضغط العمل.. وأن تزرع الإيجابية والمساندة حتى لو كانت بتربيتة حانية على كتف أحدهم، أن ترسل لهم الأماني عبر الامتنان لوجودهم معك، وأن تشرح عن الاستراتيجيات والخطط التنفيذية ومؤشرات قياس الأداء وتعزز روح الفريق، أن ترشدهم كيف تُكْتب التقارير الإدارية، وكيف تستخدم لغة الجسد بشكل أمثل في بيئة العمل، أن تكرر كلمات مثل: أفهمك.. شكرا.. أثق في قرارك، وجهة نظرك ثاقبة.. أخطأت ولكن يمكنك فعلها فحاول.. وكرر المحاولة حتى تنجح.
لن يتذكرك أحد ممن تعمل معهم أو ممن يعملون تحت إمرتك من أجل ما تضمر من نوايا وأفكار... فقط سيتذكرونك عندما يتعلمون منك الجديد بالرغم من مقاومة البدايات.. وكيف أنك ساعدتهم على زيادة الإنتاجية.. وأعطيتهم الفرص للعمل بأريحية ودقة.. وكيف أرشدتهم إلى كيفية الفصل بين تداخل العمل مع الحياة الشخصية وساعدتهم لتحقيق الأمان الوظيفي في القطاع الخاص. فمن أعظم حقوق الموظف هو الحق في أن يخطئ ليتعلم دون أن يكلف ذلك المنظمة الكثير من الخسارات.
عليك أن تغرز فيهم الابتعاد عن محاولة إرضاء الجميع فهو جهد ضائع، وأن عليهم استخدام مواهبهم مهما كانت لتصبح المنظمة ناجحة، فتغريد الطيور الأفضل صوتا هو الذي تسمعه جهة عملك.. وأن جودة الأداء والنظرة الأبعد لتحقيق الأهداف الشخصية المتحدة مع أهداف المنظمة هي ما يبرهن عن أهميتك بالنسبة لمكان عملك، فالموظف المحسن هو الذي يتقن ما يفعل ويدع الآخرين يتكلمون، فهم سيتكلمون على أي حال. فابتعد عن المنافقين و»المطبلين» وأصحاب الأقنعة.. وحدها الحكمة الصبورة هي الأداة الناجعة في كيفية تطبيق كل ذلك، فركز على أهدافك وانطلق.
ها أنا أغادر وأعلم أن انتصاري كان كبيرا على وهني من الارتحال.. على تجاوزي بنفسي سقف توقعاتي.. على أن أناسا حقيقين يحبون طيفي على حقيقته، أن الأيام تطوى بالأثر الجميل والعمل المتقن الذي تتركه.
وأنك تزرع التميز فيما تصنعه فتحصده مجدا وامتنانا، النضج مكلف والخذلان يجعلك أقوى.. ففي النهاية علينا أن ننجح من أجل أنفسنا أولا، ومن أجل هؤلاء الذين كانوا يتمنون لنا الفشل، وإن أُغلق في وجهك باب واحد أو أغلقته أنت بنفسك سيفتح الله لك النوافذ؛ فلا تركز على الباب المغلق.. تذكر أن الله يخلق ما لا تعلمون.
ففي العمل القضية ليست قضية بدايات ونهايات بل حقيقة وجوهر ما نصنع، ما تغرسه وتتركه لينفع الناس.
فاللهم حسّن الخواتيم في الأمور كلها.