حاتم المسعودي

الاختلاف تميز.. والقيادة أن تكون مختلفا

الأربعاء - 15 فبراير 2023

Wed - 15 Feb 2023

ليس بالضرورة إذا كنت طبيبا متميزا، أن تكون مديرا لمستشفى بشكل ناجح، ليس بالضرورة أن كنت مهندسا جيدا، أن تكون أستاذا في الهندسة بشكل جيد، ليس بالضرورة إذا كنت لاعب كرة قدم جيد، أن تكون مدربا جيدا، ليس بالضرورة إذا كنت أستاذا في الإعلام جيدا أن تكون قائدا لمنظومة إعلامية بشكل جيد، ليس بالضرورة إذا كان إلقاؤك جيدا، أن تكون كتاباتك جيدة، وقد يكون كل ما كتبته ونماذج أخرى مشابهة ضرورة أو قدرة لاختلاف الإمكانيات والقدرات بين شخص وآخر.

لكل شخص إمكانات، وقدرات مختلفة عن غيره؛ لذلك الاختلاف ميزة بين البشر، حتى اختلاف أعضائك في جسدك، لذلك لو تخيلت أن يديك الاثنتين يمين، أو رجليك الاثنتين يسار، من المؤكد أن حركتك غير طبيعية، وستواجه مشاكل كثيرة؛ لذلك الاختلاف هو نعمة، وحكمة من الله في نفسك أولا، ومع البشر بشكل عام.

دائما ما أشبه فريق العمل بيد الإنسان، أصابعك كل منها مختلف عن الآخر، وكل أصبع منها له دور مختلف عن الآخر، ولا يمكن مهما حاولت، أو أقنعت نفسك أن أحد الأصابع الخمسة غير مهم في يدك، لذلك فريقك في العمل جميعهم مهمون باختلاف صفاتهم، وقدراتهم، وإمكاناتهم.

الاختلاف في العمل تميز؛ لأنك لا تريد كل المجموعة مدراء، ورؤساء، أو كلهم صناع محتوى، أو جميعهم مصورين، أو مصممين، أو منتجين، هذا على مستوى الصنعة أو الحرفية، في حين على مستوى الانضباط لن تجد الجميع يداوم الثامنة صباحا، وليسوا جميعا يبقون 9 ساعات متواصلة، كما لن تجدهم كلهم في مزاج جيد بشكل يومي، وهنا يكمن دور القائد.

الطبيعي إذا عينت على منصب أن يكون مسماك مديرا، الاختلاف بأن يكون مسماك قائدا، طبعا لا يكتب بل تعرف به، من خلال إظهار الأفضل، وأن تجد من اختلاف موظفيك ميزة، وتصنع من كل شخص منهم موظفا متميزا، بالحصول على الجانب المميز الموجود فيه، والذي قد لا يعرفه الموظف عن نفسه، وتخلق من اختلافهم دورا يحقق من خلاله نتائج متميزة على مستوى المنشأة، لأن الاختلاف تميز، والتميز عمل مختلف.

hatim_almsaudi@