رسائل من تحت الأنقاض

أعداد الأموات تقترب من 50 ألفا.. والأمم المتحدة تؤكد فوات أوان الأحياء أربعينية تركية تضرب رقما قياسيا وتبقى حية 175 ساعة تحت الأنقاض إشارة حياة واتصال مدته 19 ثانية من أسفل مبنى من 5 طوابق يدميان القلوب العالم يظهر أكثر اتحادا وإنسانية و100 دولة تشارك في تضميد الجراح
أعداد الأموات تقترب من 50 ألفا.. والأمم المتحدة تؤكد فوات أوان الأحياء أربعينية تركية تضرب رقما قياسيا وتبقى حية 175 ساعة تحت الأنقاض إشارة حياة واتصال مدته 19 ثانية من أسفل مبنى من 5 طوابق يدميان القلوب العالم يظهر أكثر اتحادا وإنسانية و100 دولة تشارك في تضميد الجراح

الاثنين - 13 فبراير 2023

Mon - 13 Feb 2023

تتوالى القصص المأساوية والإعجازية تحت أنقاض الزلزال المدمر الذي ضرب سوريا وتركيا قبل أكثر من أسبوع، في حين ضربت سيدة تركية رقما قياسيا غير مسبوق في البقاء على قيد الحياة تحت الأنقاض لمدة 175 ساعة.

انفطرت قلوب الجميع وهم يتابعون قصة فتاة أرسلت إشارة حياة لرجل الإنقاذ من تحت الأنقاض وردت على هاتفها لمدة ثوان قبل أن تتوارى إلى الأبد.

وبينما تؤكد الأمم المتحدة أن أمل خروج أحياء فات أوانه، ويواصل عداد الموت الدوران بسرعة مهولة، في حين وصل إلى 37.5 ألف وفاة أمس، يتوقع أن يكون قد اقترب من الـ50 ألفا اليوم، في ظل وجود العديد من المصابين بحالات خطرة، ومع استمرار رفع الأنقاض.

وبين آلاف القصص المأساوية المؤلمة ينبت الأمل، ويبدو العالم أكثر اتحادا بعد الأزمة التي ألمت بسوريا وتركيا، حيث تجاوزت الدول التي شاركت بفاعلية في تضميد جراح المكلومين 100 دولة، في ظل التفاف إنساني ومشاهد غير مسبوقة.

رسالة الأنقاض

أكثر القصص حزنا وألما تابعتها قناة «العربية»، حيث أرسلت فتاة تركية إشارة حياة لرجال الإنقاذ في مدينة هطاي وردت على هاتفها لثوان معدودة لكنها اختفت بعد ذلك ولم يجدوا لها أثرا.

وأكد ضابط تركي أن الفتاة أجابت على هاتفها وفتحت الخط لمدة 19 ثانية مع فرق الإنقاذ، لكن الخط انقطع بسبب نفاد بطاريتها على ما يبدو، وبالتالي لم يستطيعوا التواصل معها، كما أوضح أن رجال الإنقاذ كانوا في الموقع بهدف تفكيك الركام، وسمعوا صوتا لفتاة فخاطبوها وطلبوا منها إعطاء إشارة معينة للتأكد أنها على قيد الحياة، بعد ذلك، اتصلوا بضابط تركي حدد سكان البناية واتصل بأقارب الفتاة وعثر على رقمها ليتم التواصل معها، وردت الفتاة لمدة 19 ثانية فقط.

وجاء فريق كوري جنوبي للتأكد أن الفتاة على قيد الحياة وهو ما ثبت، ليأتي فريق صيني يعمل بأجهزة حرارية لمعرفة مكان تواجدها لكنهم فقدوا أثرها، وقال الفريق الصيني «لم نتمكن من العثور عليها».

موت العروس

وضمن المشاهد الأكثر ألما، قصة الشاب «أوزان» الذي نشرت صورته على تويتر الصحفية التركية ربيعة جتين، حيث بدا الرجل المفجوع ممسكا بقميص خطيبته زينب البالغة من العمر 24 عاما، باكيا ينتظر معرفة الخبر عنها، وهي الراقدة منذ أيام تحت الركام.

زينب التي كان من المفترض أن يقترن بها في مايو المقبل، لفتها الأنقاض وخنقت أنفاسها، كان ينتظر خروجها حية، لكنه الآن وبعد مرور أيام على الكارثة، لم يبق له إلا قميص من أثرها، وجثة يزفها إلى مثواها الأخير.

ومع عبرات الألم قفزت حصيلة الوفيات الناتجة عن الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا أمس أكثر من 37 ألفا و500 شخصا، بعد يوم من توقع مسؤول بارز بالأمم المتحدة بأن الحصيلة النهائية سوف تصل إلى أكثر من 50 ألفا على الأرجح، ففي تركيا أعلنت إدارة الكوارث والطوارئ التركية «آفاد»، ارتفاع حصيلة الوفيات، إلى 31 ألفا و643 شخصا، بحسب وكالة أنباء الأناضول. وأصيب 80 ألف شخص آخر، وفي سوريا لقي 5900 شخص على الأقل حتفهم.

المرأة المعجزة

ومع صرخات الألم ينبت الأمل، وتظهر الكثير من المعجزات بين الأنقاض، كان أبرزها قصة سيدة تركية تدعى نائدة إيماي، حيث خرجت من تحت الأنقاض في محافظة هطاي، بعد مرور 175 ساعة على الزلزال المدمر، وأظهرت لقطات مصورة، فرق الإسعاف تنقل المرأة التي لقبت بالسيدة المعجزة، بحسب ما أفادت وكالة أنباء رويترز.

وتم انتشال سيدة أخرى تدعى سيبال كايا، تبلغ من العمر 40 عاما، على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى مكون من 5 طوابق في قضاء إصلاحية بغازي عنتاب، بعد 170 ساعة على الكارثة.

وانتشل طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، حيا من تحت الركام في هطاي، بعد مرور 166 ساعة على الزلزال، وقبله سحب المسعفون رجلا على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى منهار بعد 160 ساعة من المأساة، وأكدت السلطات التركية أنها لن توقف مرحلة الإنقاذ من المناطق المنكوبة بدون أدلة قاطعة على عدم وجود ناجين»، حيث يواصل قرابة 34 ألف عامل عمليات البحث عن عالقين في المناطق المنكوبة رغم الظروف الصعبة.

طفل الأنقاض

وتابع رواد مواقع التواص الاجتماعي قصة طفل الأنقاض الذي خطف قلوب الملايين حول العالم، بضحكاته البريئة بعد أن انتشله عمال الإغاثة في منطقة أنطاكيا بهاتاي، إحدى أكثر المدن التركية تضررا من الزلزال المدمر. وبعد 5 أيام قضاها تحت الركام حيا بلا جرح أو خدش، نقل الطفل إلى مستشفى التدريب والأبحاث، بمدينة أضنة، بواسطة مروحية الإسعاف، لكن الصغير خطف هناك أيضا على ما يبدو قلوب الأطباء والممرضات.

وأوضحت نورسا كسكين، نائبة رئيس الأطباء في المستشفى، أنه لم يتم التوصل إلى والدة الطفل ووالده بعد، وقالت «بقي الصغير تحت الأنقاض لمدة 5 أيام. ثم نقل إلى المستشفى بواسطة الإسعاف الجوي، لكن حالته العامة جيدة، فهو بخير». وأشارت أن علاجه ومراقبته مستمرة حتى تستقر حالته بشكل تام، وشددت على أن طاقم المستشفى يعمل من أجل تحديد هوية أهله.

الوقت فات

وفيما لا تزال عمليات البحث جارية في جنوب تركيا من أجل العثور على ناجين من الزلزال المدمر، أعلن منسق الأمم المتحدة للإغاثة مارتن غريفيث خلال زيارة إلى سوريا أمس، أن مرحلة الإنقاذ تقترب من نهايتها وأن الوقت فات، والجميع في حاجة ماسة لتوفير الملاجئ والطعام والتعليم والرعاية النفسية والاجتماعية.

أرقام من الزلزال:

  • 86 مليار دولار خسائر تركيا من الزلزال.

  • 20 مليار دولار خسائر سوريا من الزلزال.

  • 37.5 ألف وفاة حتى أمس.

  • 110 آلاف إصابة حتى أمس.

  • 50 ألف وفاة الرقم المتوقع.

  • 100 دولة أرسلت مساعدات.

  • 137 ألف شخص شاركوا في الإنقاذ.