فقه الكوارث
الأحد - 12 فبراير 2023
Sun - 12 Feb 2023
خلق الله هذا الكون بتقدير منه وحكمة «بديع السموات والأرض»، ولم يجعل فيه شائبة أو ثغرة أو نقصا، بل خلق كل شيء في أحسن تقدير «الذي أحسن كل شيء خلقه»، وجعله آية لأولي الألباب فهو القائل سبحانه «إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب»، كذلك الظواهر الطبيعية هي من تدبير الله وصنعه، لكنه جعلها حالة استثنائية، وجعل حصولها أمرا لا بد منه لحكمة بالغة، كخسوف القمر وكسوف الشمس والهزات الأرضية والزلازل والبراكين وغيرها، وهي مدعاة للتفكر والتأمل، مصداقا لقوله تعالى «سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم».
الظواهر الطبيعية آيات أم عذاب؟
ينظر الدين إلى الظواهر الطبيعية على أنها آيات الله وفيها الرحمة والحكمة، وعلينا الرضا والقبول بقضاء الله وقدره، وهي لا شك تذكرنا بقدرة الله القوي الجبار، وتذكرنا بضعفنا وذلنا وعجزنا وافتقارنا وعبوديتنا لله عز وجل، فدعانا إلى النظر إلى الجبال العظيمة قائلا جل وعلا «وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون» فالتأمل في عظمة الله يعيدنا إلى حقيقتنا التي نسيناها، أننا عبيد لله تعالى، كما أن كل آية فيها دروس وفتح لها بها لخلقه آفاقا للعلم والمعرفة وهو القائل سبحانه «وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا»، إلا أن البعض يربطها جهلا بالأساطير والخزعبلات، والقصص والخيال كالتي تروى عن مثلث برمودا، وعن النيل وعن العواصف وحركة الكواكب وخسوف القمر وقد قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد أو لحياته».
ويعتقد البعض أنها سخط من الله وعذاب على خطايا عباده، لكن الأصل في هذه الظواهر أنها ليست سخطا وعذابا من الله، وإن كانت في بعض الأزمنة تشكل عذابا لأقوام معينة في حينها «فدمدم عليهم ربهم بذنبهم» نتيجة عقر ناقة صالح، كما أرسل الله طيرا أبابيل لمن أراد أن يهدم الكعبة، إلا أن هذه كانت لها أسبابها ومسبباتها، ومقرونة بادعاءات النبوة ولكن بمجيء خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، فقد أرسله الله رحمة للعالمين فجاءت الآية واضحة «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون».
أهمية إعمال العقل في تفسير الظواهر الطبيعية
إن القرآن الكريم يؤكد أهمية إعمال العقل والأخذ بالعلم ونتائجه في كثير من الآيات «أفلا يتدبرون..» و»أفلا يتفكرون..»، «وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون»، ومن هنا يتبين لنا جيدا دور الدين الذي دعانا للتفكر والتأمل والتدبر بدل الانسياق إلى تفسير الظواهر تفسيرا سطحيا، والأخذ بالنظريات العلمية، فإن طبيعة الأرض وتكوينها تتطلب أن تكون فيها هذه الظواهر، فالأرض بحاجة إلى أن تتنفس أو ستنفجر بسبب الحرارة العالية تحت الأرض أو لتخفيف ما يعرف بالإجهاد عبر سطح الأرض.
والمطلوب منا أن نبحث في تطوير طرق التنبؤ بهذه الظواهر لتجنب الأضرار الكثيرة والجسيمة التي تتسبب فيها البعض منها كالزلازل والبراكين التي تشكل في بعض الأحيان كوارث حقيقية تودي بحياة الكثيرين، ولكنها في نفس الوقت تعد من ألطاف الله، كما أنه من الضروري تحفيز مراكز الرصد ودعمها للخروج بنتائج علمية تستفيد منها البشرية، وفي كل الأحوال من غير الممكن إيقاف هذه الظواهر، ولكن من المهم تفسيرها علميا والوقوف عند أسبابها ومسبباتها.
@sayidelhusseini
الظواهر الطبيعية آيات أم عذاب؟
ينظر الدين إلى الظواهر الطبيعية على أنها آيات الله وفيها الرحمة والحكمة، وعلينا الرضا والقبول بقضاء الله وقدره، وهي لا شك تذكرنا بقدرة الله القوي الجبار، وتذكرنا بضعفنا وذلنا وعجزنا وافتقارنا وعبوديتنا لله عز وجل، فدعانا إلى النظر إلى الجبال العظيمة قائلا جل وعلا «وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب صنع الله الذي أتقن كل شيء إنه خبير بما تفعلون» فالتأمل في عظمة الله يعيدنا إلى حقيقتنا التي نسيناها، أننا عبيد لله تعالى، كما أن كل آية فيها دروس وفتح لها بها لخلقه آفاقا للعلم والمعرفة وهو القائل سبحانه «وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلا من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلا»، إلا أن البعض يربطها جهلا بالأساطير والخزعبلات، والقصص والخيال كالتي تروى عن مثلث برمودا، وعن النيل وعن العواصف وحركة الكواكب وخسوف القمر وقد قال رسولنا الأكرم صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم «إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينخسفان لموت أحد أو لحياته».
ويعتقد البعض أنها سخط من الله وعذاب على خطايا عباده، لكن الأصل في هذه الظواهر أنها ليست سخطا وعذابا من الله، وإن كانت في بعض الأزمنة تشكل عذابا لأقوام معينة في حينها «فدمدم عليهم ربهم بذنبهم» نتيجة عقر ناقة صالح، كما أرسل الله طيرا أبابيل لمن أراد أن يهدم الكعبة، إلا أن هذه كانت لها أسبابها ومسبباتها، ومقرونة بادعاءات النبوة ولكن بمجيء خاتم الأنبياء محمد (صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم)، فقد أرسله الله رحمة للعالمين فجاءت الآية واضحة «وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون».
أهمية إعمال العقل في تفسير الظواهر الطبيعية
إن القرآن الكريم يؤكد أهمية إعمال العقل والأخذ بالعلم ونتائجه في كثير من الآيات «أفلا يتدبرون..» و»أفلا يتفكرون..»، «وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون»، ومن هنا يتبين لنا جيدا دور الدين الذي دعانا للتفكر والتأمل والتدبر بدل الانسياق إلى تفسير الظواهر تفسيرا سطحيا، والأخذ بالنظريات العلمية، فإن طبيعة الأرض وتكوينها تتطلب أن تكون فيها هذه الظواهر، فالأرض بحاجة إلى أن تتنفس أو ستنفجر بسبب الحرارة العالية تحت الأرض أو لتخفيف ما يعرف بالإجهاد عبر سطح الأرض.
والمطلوب منا أن نبحث في تطوير طرق التنبؤ بهذه الظواهر لتجنب الأضرار الكثيرة والجسيمة التي تتسبب فيها البعض منها كالزلازل والبراكين التي تشكل في بعض الأحيان كوارث حقيقية تودي بحياة الكثيرين، ولكنها في نفس الوقت تعد من ألطاف الله، كما أنه من الضروري تحفيز مراكز الرصد ودعمها للخروج بنتائج علمية تستفيد منها البشرية، وفي كل الأحوال من غير الممكن إيقاف هذه الظواهر، ولكن من المهم تفسيرها علميا والوقوف عند أسبابها ومسبباتها.
@sayidelhusseini