بسام فتيني

لا تصير كيوت!

الاحد - 12 فبراير 2023

Sun - 12 Feb 2023

مما يحز في نفسي وخاطري أن أكتشف الأخطاء متأخرا! لكن إصلاح متأخر خير من استمرار في السذاجة! نعم وللأسف هذا ما اكتشفته مؤخرا حين قمت بدراسة ميدانية من (كيسي) الموقر والذي أثق فيه وبه كثيرا؛ فالدراسات الحياتية التي تعلمتها من المواقف تعطيني قراءات صحيحة وواقعية ونتائجها ملموسة مني أنا شخصيا؛ لذلك أثق بها وبنتائجها وأحدث بها من يهمني أمره!

ولأن أمركم يهمني فدعوني أقص عليكم قصة تجربة اجتماعية قمت بها بنفسي في فضاء مواقع التواصل الاجتماعي وتحديدا في تطبيق الطائر الأزرق (تويتر) حيث قررت التوقف عن أن أكون ذا قلب طيب في التعامل مع المتجاوزين لفظيا وسلوكيا في حسابي، فقد لاحظت أن طيبتي هذه كانت تفسر تفسيرا خاطئا فيقال عني أني ضعيف لا أملك الرد على من يطعن في جنسيتي وهويتي بل وفي وطنيتي والله في بعض الأحيان!

وكنت أكتفي بحظر فقراء الأدب و(بزارين) مواقع التواصل الاجتماعي، لكن ماذا حدث؟ الذي حدث كان مؤسفا بكل المقاييس، فالتمادي زاد والحسابات التي تتخذ سوء اللفظ منهجا لم تتوقف! لذلك وفي ليلة ظلماء لم يفتقدها البدر قررت أن أشمر عن أكمامي وأخوض حرب الشوارع اللفظي ولكن (بمقدار) بحيث أرد على كل متجاوز بألفاظ فظة لا ترقى أن تكون نابية لكنها تتموضع في خانة القسوة الحارقة لمن يملك ذرة إحساس! بل ولأول مرة كتبت ألفاظا قاسية لم أستخدمها من قبل مثل (انقلع – انكتم – اخرس – خسئت.. إلخ إلخ) وهي ألفاظ لا تصل للسب والشتم ولكنها قاسية ولم أتعود أن أتعامل بها الكترونيا، لكن حين استخدمتها (ويا للعجب) كانت النتيجة مذهلة!

بعضهم اعتذر فورا! وبعضهم هرب فورا! وبعضهم أصبح أضحوكة في المنشن فألغى حسابه تماما و(هج) من تويتر!

ورغم متعة الانتصار اللحظية تلك التي شعرت بها في حينه، إلا أنني أصبت بإحباط من ما آل إليه حالنا والله.

فالطيب الهين اللين الهاش الباش قد يلقى أسوأ أنواع الظلم والعدوان اللفظي في هذا الزمان، لكن الشرس (الشراني) أبو لسان طويل يتقيه الناس ويحسبون له ألف حساب! بالله عليكم أليست هذه مصيبة؟ أيجب أن نتحول لكائنات فظة ترد الصاع صاعين حتى لا يتطاول علينا فقراء الأدب؟

للأسف هذا ما يحصل الآن والله المستعان.

BASSAM_FATINY@