أحمد صالح حلبي

«نسك حج» بداية لخطوات قادمة

الاحد - 12 فبراير 2023

Sun - 12 Feb 2023

أطلقت وزارة الحج والعمرة الأربعاء الماضي منصة «نسك حج»، لتمكين الحجاج القادمين من 58 دولة من أوروبا وأمريكا وأستراليا من التقديم للحج عبر المنصة الالكترونية، والتي ستمكنهم من الاطلاع على حزم الخدمات المتضمنة خدمات الطيران، ووسائل النقل داخل المملكة والسكن، بمكة المكرمة والمدينة المنورة، والمخيمات بالمشاعر المقدسة، والإعاشة، واختيار الحزمة التي تناسب رغبة وقدرة كل حاج.

وتتضمن المنصة المتاحة بـ7 لغات «الحجاج بالدول المشمولة في المرحلة الأولى من الإطلاق من إنشاء الملف التعريفي (Profile) وإدخال كل بياناتهم، وفي المرحلة الثانية سيتم إتاحة استعراض وحجز حزم الخدمات، وإرفاق الوثائق والمستندات المطلوبة للتحقق منها، وإتمام عمليات الدفع للخدمات عبر (فيزا - ماستر كارد - التحويل البنكي - التحصيل النقدي من خلال مراكز الخدمات الموجودة في دول الحجاج - نظام سداد)».

وبروز المنصة يدعونا للرجوع قليلا إلى السنوات الماضية للتعرف على الأسباب التي استدعت بروز المنصة، وتحديدا مع بدء إنشاء مؤسسات الطوافة، ففي 1398هـ أنشئت مؤسسة مطوفي مسلمي أوروبا وأمريكا، وتولى رئاسة مجلس إدارتها فؤاد عبدالحميد عنقاوي، ويعد أول رئيس لمؤسسة طوافة، ولم يكن عدد الحجاج القادمين آنذاك من دول أوروبا وأمريكا يتجاوز 5 آلاف حاج، لكنها لم تستمر طويلا إذ ضم حجاج أوروبا وأمريكا لمؤسسة مطوفي حجاج تركيا التي أنشئت 1402هـ، وعاما تلو آخر ارتفع عدد الحجاج القادمين من هذه الدول إلى أكثر من 50 - 60 ألف حاج فظهرت عدة شركات سياحية بدول أوروبا وأمريكا تتولى تنظيم رحلة الحج، بدءا من حجز تذكرة السفر مرورا بوسائل النقل بالمملكة والسكن بمكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة، مما فتح المجال لمؤسسة مطوفي حجاج تركيا ومسلمي أوروبا وأمريكا وأستراليا للعمل على وضع برامج خدمات خاصة لهم تتضمن افتتاح مكاتب خدمات ميدانية، يشرف عليها مجلس تنفيذي يرأسه عضو مجلس إدارة، وتتولى مهمة استقبالهم أثناء وصولهم إلى مكة المكرمة، والإشراف على مساكنهم، وتأمين وسائل نقلهم إلى المشاعر المقدسة ومن بعد إلى المدينة المنورة أو جدة، وتجهيز مخيماتهم بعرفات ومنى.

ورغم عدم علاقة مؤسسة الطوافة بالسكن، إذ كانت الشركات السياحية والمنظمون هم المسؤولون عن ذلك، إلا أن عدم وفاء بعض الشركات السياحية والمنظمين بالعقود المبرمة بينهم وبين الحجاج أظهر ما يعرف بحالات رفض السكن فوقعت المؤسسة في إشكالية لا علاقة لها بها، وأوجد الحاجة لوضع أنظمة ولوائح تضمن حقوق الحاج، فعملت الوزارة على منح تراخيص وفقا لشروط خاصة للشركات السياحية ومنظمي رحلات الحجاج بدولهم، ورغم ذلك ظلت مشكلة حجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا قائمة.

ومع انطلاق معرض UMRAH+ CONNECT؛ الذي أقيم في العاصمة البريطانية لندن خلال نوفمبر الماضي، انطلقت منصة «نسك العمرة « كمنصة رسمية موحدة تمكن الراغبين في أداء العمرة أو الزيارة من إصدار التأشيرات والتصاريح اللازمة؛ وتثري تجارب الزوار عبر تقديم البرامج والخيارات المتنوعة، ومن بعدها أطلقت المنصة بعدة دول وبلغات متعددة.

وسعيا للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتحسين وإثراء تجربتهم خلال رحلتهم الإيمانية لأداء العمرة أو الحج، استدعت الحاجة إطلاق منصة «نسك حج» التي وإن أتاحت الفرصة للحاج لاختيار باقته ومنحته كافة الحقوق في الحصول على الخدمة المتفق عليها، كما أصبح من حقه اختيار الشركة التي تتولى خدمته، ولم يعد مقيدا بخدمة شركة محددة كما كان سابقا، وهذا يعني أن خدمات الحجاج دخلت مجال المنافسة والتطوير والخدمة الجيدة.

وقبل الختام، إن ما تقوم به وزارة الحج والعمرة خلال الفترة الحالية من جهود يأتي في إطار حرص حكومة المملكة العربية السعودية على الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتحسين وإثراء تجربتهم خلال رحلتهم الإيمانية لأداء فريضة الحج بطمأنينة ويسر باستخدام أحدث التقنيات. كما أطلقت وزارة الحج والعمرة تطبيق «نسك»، للراغبين بأداء مناسك الحج من المواطنين والمقيمين، ها هي اليوم تطلق منصة «نسك حج» لحجاج أوروبا وأمريكا وأستراليا، وقريبا سنرى ونقرأ إطلاق منصات أخرى لخدمة حجاج آخرين من دول أخرى، فالهدف هو العمل على تسهيل إجراءات أداء مناسك الحج وبخطوات سهلة ومُيسرة، ولرفع جودة الخدمات، وإثراء رحلة الحاج تحقيقا لمستهدفات برامج رؤية المملكة 2030.