حول السعادة ندندن
الخميس - 09 فبراير 2023
Thu - 09 Feb 2023
بعيدا عن تكريس مفهوم حب الذات وهي إحدى الموجات التي لاقت صدى وتهافتا كبيرا في مختلف دوائر المجتمع، نجد أن موضوع إسعاد الذات يرتبط بالنفس الإيجابية، التي تنزع إلى ذلك اليقين بأن أمر الله كله خير، وأن اتخاذ الأسباب هو ما سيغير الحال، المهم النظر دوما إلى النصف الممتلئ من الكوب.
وإن تكرس البحث في مشوار الحياة عن السعادة دوما فيصبح المرء في شقاء كبير، فيا ترى لماذا؟ وهل اخترعنا السعادة اختراع؟ إن انتظار الإنسان لسعادة أكبر أو حدث أجمل بشكل دائم سيقود إلى تفويت الاستمتاع بالذي بين أيدينا، تماما كمن ينتظر السعادة أن تحل عليه من الخارج، كأن يحدث له أمر ما أو ينتظر ظهور شخص ما في حياته، بينما تعلمنا الحياة أن السعادة تنبع من الداخل، من الذات الراضية، من أن ما بين أيدينا هو قسمتنا المكتوبة، وتصاريف قدرنا المحتوم، السعادة هي أن تحيا بعلاقات قوية فيها الهدوء، المساندة، الاضطراب، الأعباء، الصراعات، الإنجازات، النكسات والقفزات إلى الأمام.
إذن ما الذي يجعل الحياة جيدة؟ وهل للسعادة أسرار وممارسات لا يعرفها إلا الناضجون؟ وفقا لدراسة استمرت 80 عاما أجرتها جامعة هارفارد لتنمية جودة الحياة، وهي من بين أطول دراسات حياة البالغين، حيث تتبعت الدراسة حياة 724 رجلا من بوسطن منذ عام 1938م ثم استمرت في دراسة أطفالهم في فترة طفرة المواليد. أكبر النتائج المفاجئة أن العلاقات الجيدة هي التي تجعلنا سعداء فقط في هذه الحياة، فالروابط والصداقات والصلات الاجتماعية الجيدة تحافظ على صحة أجسامنا وأدمغتنا وتجعلنا نعيش لفترة أطول.
العلاقات والروابط الجيدة تعتبر أكثر أهمية من المال والنجاح بالنسبة لتحقق السعادة.
أما عن وصفتي الخاصة للدخول في دوائر السعادة. فأنا أجاهد نفسي لأفعل التالي:
أنني في أوج ذروة الحزن أو الغم؛ أجد نفسي أتبسم، نعم أتبسم، أجبر زوايا فمي على التمدد في اتجاهاتها المضادة حتى يخيل إلى أني «مبسوطة».
أرى أنه بالإمكان تزييف وجه السعادة وتكرار صنعه حتى يصبح المرء قادرا على التحكم في حالاته الشعورية فلا يقوده مزاجه ولا تقتاده ظروفه لأن يكون عابسا متجهما على الدوام.
جرب أن تتبسم ابتسامة رضا دون أن يظهر صف الأسنان العلوي، ستشعر فورا بسكينة غريبة وتتذكر مواقف مفرحة ترتبط وثيقا بمسببات هذه الابتسامة، ثم ستحمد الله على عطاياه، تلكم هي الحيلة الأولى.
أما الممارسة الثانية لإسعاد نفسي فهي جلسة الشاطئ على كرسي حتى لو خلوة؛ هدوء اللحظة ومتعة الشعور بأن هناك أفقا يؤنسك مد البصر، وشمس تستأذنك بخجل قبل أن تغيب راحلة.. نحن نستحق هذا النوع من الدلال ولو على الأقل مرة واحدة أسبوعيا، فإن لم يكن في مدينتك بحر أو شاطئ، فالمسابح والبحيرات قد تفي بالغرض.
غير أن أفضل ما يسعدني من ممارسة هو أن أصنع طعاما من أصناف مختلفة لأناس أحبهم أو حتى لا أعرفهم ولو وقفت لساعات في المطبخ، يكفيني أن أرى ابتسامة رضا على وجه جائع بعد لقمة لذيذة، يحقق ذلك أوج السرور والسعد بالنسبة لي.
نحن السيدات ترضينا السعادات البخيلة حتى لو كانت عابرة، نحن ذو قدرة جبارة على تجاوز المنغصات وصنع الإنجازات المفرحة، نعيش على ذلك، نقتات كفراش الضوء، نحوم حول مصادر متناثرة، نحن من يمنحها مكانتها الملتهبة، ونحن من يتركها تنسب لنفسها الفخر بأنها محرقة الفراشات، لكننا في النهاية ننشر الألق ونبقى محلقين مع نشوة الممكن وصيرورة المحتم. السعادة في ألا ننتظر وألا نتوقع وألا نودع، أن نفعل الأشياء ونمضي، ونحن حول ذلك ندندن. دمتم في سعادة.
smileofswords@
وإن تكرس البحث في مشوار الحياة عن السعادة دوما فيصبح المرء في شقاء كبير، فيا ترى لماذا؟ وهل اخترعنا السعادة اختراع؟ إن انتظار الإنسان لسعادة أكبر أو حدث أجمل بشكل دائم سيقود إلى تفويت الاستمتاع بالذي بين أيدينا، تماما كمن ينتظر السعادة أن تحل عليه من الخارج، كأن يحدث له أمر ما أو ينتظر ظهور شخص ما في حياته، بينما تعلمنا الحياة أن السعادة تنبع من الداخل، من الذات الراضية، من أن ما بين أيدينا هو قسمتنا المكتوبة، وتصاريف قدرنا المحتوم، السعادة هي أن تحيا بعلاقات قوية فيها الهدوء، المساندة، الاضطراب، الأعباء، الصراعات، الإنجازات، النكسات والقفزات إلى الأمام.
إذن ما الذي يجعل الحياة جيدة؟ وهل للسعادة أسرار وممارسات لا يعرفها إلا الناضجون؟ وفقا لدراسة استمرت 80 عاما أجرتها جامعة هارفارد لتنمية جودة الحياة، وهي من بين أطول دراسات حياة البالغين، حيث تتبعت الدراسة حياة 724 رجلا من بوسطن منذ عام 1938م ثم استمرت في دراسة أطفالهم في فترة طفرة المواليد. أكبر النتائج المفاجئة أن العلاقات الجيدة هي التي تجعلنا سعداء فقط في هذه الحياة، فالروابط والصداقات والصلات الاجتماعية الجيدة تحافظ على صحة أجسامنا وأدمغتنا وتجعلنا نعيش لفترة أطول.
العلاقات والروابط الجيدة تعتبر أكثر أهمية من المال والنجاح بالنسبة لتحقق السعادة.
أما عن وصفتي الخاصة للدخول في دوائر السعادة. فأنا أجاهد نفسي لأفعل التالي:
أنني في أوج ذروة الحزن أو الغم؛ أجد نفسي أتبسم، نعم أتبسم، أجبر زوايا فمي على التمدد في اتجاهاتها المضادة حتى يخيل إلى أني «مبسوطة».
أرى أنه بالإمكان تزييف وجه السعادة وتكرار صنعه حتى يصبح المرء قادرا على التحكم في حالاته الشعورية فلا يقوده مزاجه ولا تقتاده ظروفه لأن يكون عابسا متجهما على الدوام.
جرب أن تتبسم ابتسامة رضا دون أن يظهر صف الأسنان العلوي، ستشعر فورا بسكينة غريبة وتتذكر مواقف مفرحة ترتبط وثيقا بمسببات هذه الابتسامة، ثم ستحمد الله على عطاياه، تلكم هي الحيلة الأولى.
أما الممارسة الثانية لإسعاد نفسي فهي جلسة الشاطئ على كرسي حتى لو خلوة؛ هدوء اللحظة ومتعة الشعور بأن هناك أفقا يؤنسك مد البصر، وشمس تستأذنك بخجل قبل أن تغيب راحلة.. نحن نستحق هذا النوع من الدلال ولو على الأقل مرة واحدة أسبوعيا، فإن لم يكن في مدينتك بحر أو شاطئ، فالمسابح والبحيرات قد تفي بالغرض.
غير أن أفضل ما يسعدني من ممارسة هو أن أصنع طعاما من أصناف مختلفة لأناس أحبهم أو حتى لا أعرفهم ولو وقفت لساعات في المطبخ، يكفيني أن أرى ابتسامة رضا على وجه جائع بعد لقمة لذيذة، يحقق ذلك أوج السرور والسعد بالنسبة لي.
نحن السيدات ترضينا السعادات البخيلة حتى لو كانت عابرة، نحن ذو قدرة جبارة على تجاوز المنغصات وصنع الإنجازات المفرحة، نعيش على ذلك، نقتات كفراش الضوء، نحوم حول مصادر متناثرة، نحن من يمنحها مكانتها الملتهبة، ونحن من يتركها تنسب لنفسها الفخر بأنها محرقة الفراشات، لكننا في النهاية ننشر الألق ونبقى محلقين مع نشوة الممكن وصيرورة المحتم. السعادة في ألا ننتظر وألا نتوقع وألا نودع، أن نفعل الأشياء ونمضي، ونحن حول ذلك ندندن. دمتم في سعادة.
smileofswords@