هزة لضمير الإنسانية
الأربعاء - 08 فبراير 2023
Wed - 08 Feb 2023
ترددت كثيرا قبل الكتابة عن حادثة زلازل سوريا وتركيا الحالية، التي تشيب منها الولدان.
فهل سأكتب من زاوية دينية، أو إنسانية، أو للعبرة، أو من زاوية سياسية تخص دولا بعينها، ومدى تفاعلها المتأخر مع الحدث المريع، أو من زوايا ضعف البشرية، وعدم قدرتها على التحرك السريع، لإنقاذ ما يمكن إنقاذهم من بشر ليس لهم حيلة، وجدوا الأرض تميد من تحت أقدامهم، لأقل من دقيقة كانت كفيلة بأن تسقط العالي، وتدفن الأنفس بكل معطياتها، وتسحق كينونة الحياة.
هل أكتب عمن وجدوا أنفسهم منقذين، وهم لم يتعلموا ذلك ولم يزاولوه طوال حياتهم، أو من وجدوا أنفسهم ينجون بأعجوبة، ويتمنون لو أنهم لم ينجوا، وهم يجلسون باكين على جبال من الخرسانات الصماء، يصدر من تحتها أنين وصراخ أفراد أسرهم، وجيرتهم، وبقية من شملتهم الكارثة.
هل أكتب من جانب من نجا من تحت الركام، أو من وجد نفسه مجروحا أو معاقا، أو من وجد العبرة تحكي عن حياته البائسة، التي شهد فيها ما لم يشهده المليارات من البشر من الألم والخوف والكآبة والشتات.
هل أكتب عن مساعدات إنسانية ووعود دولية، وتحركات بطيئة، أو مساعدات تصل، أو يتعثر وصولها بأسباب جغرافية أو سياسية، أو حدودية أو بتعقيدات خلافات وتوجهات؟
هل أكتب عن جيوش من الإعلاميين توافدوا على الأمكنة المنكوبة، وأعملوا آلات تصويرهم، ينقلون الحدث إلى أطراف العالم، وهم يخشون في أي لحظة، أن تنزلق بهم طبقات أرضية جديدة، فيغدون هم عين من يتم تصويرهم، والبحث عنهم بين الركام؟
هل أكتب عن حسرات بشرية من غباء سلطات وحكومات كان كل همها السياسة المريضة الحاقدة، والمنافسات وكراسي السلطة المتحكمة، والظهور الإعلامي المبهرج، وهم يعتقدون أنهم قد قاموا بالواجب وأكثر، بينما هم ظلمة لم يحسنوا الولاية على البشر، ولم يعملوا جهدهم في حماية الناس ورعايتهم، ولم يتنبهوا لتهيئة بلدانهم ليوم مثل هذا.
هل أكتب عن حكام ظلمة يظلون ثابتين مهما تزلزلت الأرض من تحتهم، فلا يصيبهم الشعور بالذنب والتقصير، ولا يفكرون في ترك المسؤولية لغيرهم؟
هل أكتب عن الفقد المؤلم، وأم لا تجد ضناها، وطفل لا يعود يرى أيدي من ربوه وحملوه وأحبوه، وكان حنانهم وعطفهم ورعايتهم كل حياته، وكيف أن محبوسا بين الأعمدة والتراب والظلمة لا يعود يدري أحلم يعيشه، أو حقيقة ببشاعتها لا تصدق؟
هل أكتب عن الخوف الأعمق، لمن شهد الكارثة وسيعيشها مدى دقائق حياته الباقية، كلما سكن تحت سطح خرساني، وكلما صعدت أقدامه سلمة، ينظر تحتها، فيعرف أنه يصعد للخوف، وإمكانية الدفن حيا.
هل أكتب عن قلوب بشرية منحوسة تتراكم عليهم المآسي فوق المآسي، وتحتها، وجوارها من حروب وهجرة وملاجئ، أو عن متفائل يحاول التأقلم مع المشاهد البشعة وتعودها، ويسكن الفقد الأبشع، والعجز بأكبر صوره؟
هل أعزي أهل الضحايا، أم أنهم لن يسمعوا، وأن ملجأ حصينا لهم أو لقمة دافئة، أو معالجا ودواء أو معينا أفضل ملايين المرات من كلمات عزاء ننثرها حسرة من قلوبنا، المرتعبة من كوارث الدهر المريعة؟
هل ندعو لهم، أو على من زاد في شقائهم؟
عموما، كان الله في عونهم جميعا.
shaheralnahari@
فهل سأكتب من زاوية دينية، أو إنسانية، أو للعبرة، أو من زاوية سياسية تخص دولا بعينها، ومدى تفاعلها المتأخر مع الحدث المريع، أو من زوايا ضعف البشرية، وعدم قدرتها على التحرك السريع، لإنقاذ ما يمكن إنقاذهم من بشر ليس لهم حيلة، وجدوا الأرض تميد من تحت أقدامهم، لأقل من دقيقة كانت كفيلة بأن تسقط العالي، وتدفن الأنفس بكل معطياتها، وتسحق كينونة الحياة.
هل أكتب عمن وجدوا أنفسهم منقذين، وهم لم يتعلموا ذلك ولم يزاولوه طوال حياتهم، أو من وجدوا أنفسهم ينجون بأعجوبة، ويتمنون لو أنهم لم ينجوا، وهم يجلسون باكين على جبال من الخرسانات الصماء، يصدر من تحتها أنين وصراخ أفراد أسرهم، وجيرتهم، وبقية من شملتهم الكارثة.
هل أكتب من جانب من نجا من تحت الركام، أو من وجد نفسه مجروحا أو معاقا، أو من وجد العبرة تحكي عن حياته البائسة، التي شهد فيها ما لم يشهده المليارات من البشر من الألم والخوف والكآبة والشتات.
هل أكتب عن مساعدات إنسانية ووعود دولية، وتحركات بطيئة، أو مساعدات تصل، أو يتعثر وصولها بأسباب جغرافية أو سياسية، أو حدودية أو بتعقيدات خلافات وتوجهات؟
هل أكتب عن جيوش من الإعلاميين توافدوا على الأمكنة المنكوبة، وأعملوا آلات تصويرهم، ينقلون الحدث إلى أطراف العالم، وهم يخشون في أي لحظة، أن تنزلق بهم طبقات أرضية جديدة، فيغدون هم عين من يتم تصويرهم، والبحث عنهم بين الركام؟
هل أكتب عن حسرات بشرية من غباء سلطات وحكومات كان كل همها السياسة المريضة الحاقدة، والمنافسات وكراسي السلطة المتحكمة، والظهور الإعلامي المبهرج، وهم يعتقدون أنهم قد قاموا بالواجب وأكثر، بينما هم ظلمة لم يحسنوا الولاية على البشر، ولم يعملوا جهدهم في حماية الناس ورعايتهم، ولم يتنبهوا لتهيئة بلدانهم ليوم مثل هذا.
هل أكتب عن حكام ظلمة يظلون ثابتين مهما تزلزلت الأرض من تحتهم، فلا يصيبهم الشعور بالذنب والتقصير، ولا يفكرون في ترك المسؤولية لغيرهم؟
هل أكتب عن الفقد المؤلم، وأم لا تجد ضناها، وطفل لا يعود يرى أيدي من ربوه وحملوه وأحبوه، وكان حنانهم وعطفهم ورعايتهم كل حياته، وكيف أن محبوسا بين الأعمدة والتراب والظلمة لا يعود يدري أحلم يعيشه، أو حقيقة ببشاعتها لا تصدق؟
هل أكتب عن الخوف الأعمق، لمن شهد الكارثة وسيعيشها مدى دقائق حياته الباقية، كلما سكن تحت سطح خرساني، وكلما صعدت أقدامه سلمة، ينظر تحتها، فيعرف أنه يصعد للخوف، وإمكانية الدفن حيا.
هل أكتب عن قلوب بشرية منحوسة تتراكم عليهم المآسي فوق المآسي، وتحتها، وجوارها من حروب وهجرة وملاجئ، أو عن متفائل يحاول التأقلم مع المشاهد البشعة وتعودها، ويسكن الفقد الأبشع، والعجز بأكبر صوره؟
هل أعزي أهل الضحايا، أم أنهم لن يسمعوا، وأن ملجأ حصينا لهم أو لقمة دافئة، أو معالجا ودواء أو معينا أفضل ملايين المرات من كلمات عزاء ننثرها حسرة من قلوبنا، المرتعبة من كوارث الدهر المريعة؟
هل ندعو لهم، أو على من زاد في شقائهم؟
عموما، كان الله في عونهم جميعا.
shaheralnahari@