قصص مأساوية تدمي القلوب

الأم تفارق الحياة بعد ولادتها بدقائق.. وطفلها الرضيع ينجو من الموت بمعجزة مشاهد حزينة لعائلات ضاع أملها في العثور على أبنائها تحت ركام زلزال تركيا وسوريا أب يحتضن ابنته الميتة بعدما علقت بين عمودي خرسانة.. ودموع دامية لأمهات مكلومات أرقام الوفيات والمصابين تتضاعف.. والأمل يتضاءل في العثور على أحياء
الأم تفارق الحياة بعد ولادتها بدقائق.. وطفلها الرضيع ينجو من الموت بمعجزة مشاهد حزينة لعائلات ضاع أملها في العثور على أبنائها تحت ركام زلزال تركيا وسوريا أب يحتضن ابنته الميتة بعدما علقت بين عمودي خرسانة.. ودموع دامية لأمهات مكلومات أرقام الوفيات والمصابين تتضاعف.. والأمل يتضاءل في العثور على أحياء

الأربعاء - 08 فبراير 2023

Wed - 08 Feb 2023

قصص مأساوية تكسر القلوب.. مشاهد حزينة ومؤلمة لعائلات تبحث عن خيط أمل للوصول لذويها.. آباء يلتحفون الثلج والبرد والدموع تنهمر من عيونهم.. صرخات استغاثة لا تتوقف، ومواقف صادمة ومؤلمة ما زالت تسيطر على العالم بعد ثلاثة أيام من زلزال تركيا وسوريا.

أب يحتضن ابنته الميتة التي علقت بين عمودين من الخرسانة، طفلة حديثة الولادة ما زالت على قيد الحياة بعد 52 ساعة تحت الأنقاض، مسنة تقاوم الموت وتخرج حية بعد ثلاثة أيام عاشتها تحت ركام عمارة من 20 طابقا.

حكايات دامية تملأ مواقع التواصل الاجتماعي، فيما يتضاءل الأمل في خروج أحياء، وتشير الأرقام الرسمية أن الوفيات اقتربت من 10 آلاف شخص، في مقابل ما يزيد عن 50 ألف مصاب وجريح، وتضرر أكثر من 23 مليون شخص في واحدة من أكبر الكوارث البشرية التي شهدها التاريخ.

رائحة الموت

وسط رائحة الموت التي سيطرت على أماكن الانهيارات في جنوب شرق تركيا، انتشلت خدمات الطوارئ امرأة، بعد أن حوصرت تحت أنقاض مبنى، انهار قبل 52 ساعة، بسبب الزلزال المدمر بجنوب شرق تركيا.

وأظهرت صور بثتها قناة «إن. تي. في» التلفزيونية رجال الإنقاذ بمحافظة «كهرمان مرعش»، بالقرب من الحدود مع سوريا، وهم يحملون المرأة على نقالة إلى سيارة إسعاف، وتردد أنه تم إنقاذ المرأة (58 عاما) من فندق منهار يتجاوز ارتفاعه 20 طابقا.

وتضررت المحافظة بشدة بسبب الزلازل، بلغت شدة أقوى واحد منها 7.7 فجر الاثنين الماضي، كما شهدت زلزالا قويا آخر، كانت شدته أقل بشكل طفيف، حيث بلغت 7.5 درجات، وتوفي الآلاف في تركيا وسوريا المجاورة.

نجاة طفلة

ورصد تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية لعديد من القصص والحكايات الحزينة تحت ركام الزلزال المدمر الذي ضرب جنوبي تركيا، ونشر قصة طفلة حديثة الولادة تم انتشالها حية من تحت أنقاض مبنى انهار في الجانب السوري.

انتشلت الرضيعة حديثة الولادة من تحت الأنقاض. وكانت لا تزال متصلة بالحبل السري بوالدتها التي لقيت مصرعها مثل جميع أفراد الأسرة الآخرين، وقال خليل سوادي أحد أفراد الأسرة لوكالة فرانس برس «سمعنا صوتا بينما كنا نحفر، نظفنا ووجدنا هذه الطفلة الصغيرة التي نقلت إلى المستشفى وحالتها مستقرة»، بحسب طبيب.

وتم انتشال الطفلة خلال عمليات الإنقاذ التي تجري في أجواء البرد القارص وهطول الثلوج، وبعدما تسببت الأحوال الجوية في تعقيد عمليات الإنقاذ.

يكسر القلب

وبينما قالت امرأة من سكان غازي عنتاب التركية إنها فقدت الأمل في العثور على خالتها العالقة تحت الأنقاض على قيد الحياة، خرج مسعود هانجر وهو يضم بصمت ابنته الميتة التي انتشلت من تحت أنقاض مبنى في كهرمان مرعش في مشهد يكسر القلب، وبعدما فقد الأمل في العثور على ابنه إيرماك (15 عاما)، ويقول الأهالي إنه لم تصل أي المدينة المدمرة التي يبلغ عدد سكانها أكثر من مليون نسمة وتغطيها الثلوج.

وتساءل علي أين الدولة؟ أين هي؟ مر يومان ولم نر أحدا، تجمد الأطفال حتى الموت، مؤكدا أنه هو أيضا ينتظر تعزيزات وما زال يأمل في رؤية شقيقه وابن أخيه العالقين تحت أنقاض المبنى الذي يقيمون فيه.

معجزة حقيقية

وفي مشهد وصفه كثيرون بالمعجزة، احتفى نشطاء بعملية إنقاذ محمد سليمان بيكيانيك من تحت الأنقاض بعد 27 ساعة من وقوع الزلزال الذي طال مدينته الجبلية بمحافظة ديار بكر جنوب شرق تركيا.

وفي مشهد مشابه، تمكنت فرق الإغاثة من إنقاذ طفل ووالدته بعد أكثر من 20 ساعة قضياها تحت ركام المنازل في بلدة سرمدا السورية، كما رصدت عدسات ناشطين في كلا البلدين عمليات إنقاذ أطفال ظلوا عالقين لساعات طويلة. ووثق بعضهم محاولات المسعفين لاستخدام أساليب مبتكرة في تخفيف الصدمة عن الأطفال.

ونشر نشطاء سوريون مقطعا قالوا إنه لسيدة مهجرة من منطقة دير الزور وهي تلد طفلها وسط الدمار والركام الذي يملأ الأرجاء، ونجا الرضيع من الزلزال لكن الأم فارقت الحياة بعد الولادة بدقائق.

تدمير كامل

وفي مدينة صوران بشمالي سوريا سقط محمود بريمو على ركبتيه أمام أنقاض منزله، وعلى مسافة غير بعيدة، تشهد القبة الرمادية على وجود مسجد هناك، وقال «سنوات من الحرب لم تدمرنا بهذه الطريقة»، وأضاف «خسرنا كل شيء في لحظة، دمرنا بالكامل».

وخوفا من العودة إلى ديارهم لجأ ناجون إلى مطار غازي عنتاب التركي، وقال زاهد سوتكو الذي فر من شقته مع طفليه الصغيرين متسائلا «إن حياتنا الآن تتسم بعدم اليقين. كيف سأعتني بهؤلاء الأطفال؟».

وبدأت تركيا نشر آلاف الجنود في المناطق التي ضربها زلزالان هائلان، عقب إعلان الرئيس رجب طيب إردوغان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر في 10 محافظات تركية هي الأكثر تضررا، وتعاني الحكومة التركية من حدة الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والمشاكل اللوجستية والمساعدات اللازمة لمساعدة 4. 13 مليون شخص يعيشون في منطقة الكارثة.

وقد عرضت عشرات الدول تقديم المساعدات حتى الآن.

أرقام صادمة

ووفقا لبيانات نشرت صباح أمس، تأكد مقتل أكثر من 9500 شخص، في الزلزال الذي وقع بالقرب من الحدود التركية السورية، حيث يسابق رجال الإنقاذ الزمن للعثور على ناجين محاصرين، تحت الأنقاض، وسط درجات حرارة تقل عن الصفر، ويتوقع أن يكون الرقم تجاوز 12 ألفا بحلول اليوم.

وتجاوز عدد القتلى في تركيا وحدها، حيث تحولت شوارع المجمعات السكنية إلى أنقاض 7100، طبقا لأرقام رسمية، وأصيب أكثر من 40 ألفا.

وفي سوريا المجاورة، قتل 2470 شخصا، طبقا لأحدث الأرقام الصادرة عن وزارة الصحة ومنظمة «الخوذ البيضاء» للإنقاذ، التي تحصي أعداد القتلى في مناطق تسيطر عليها الحكومة والمعارضة على التوالي، مع إصابة ما يزيد عن 10 آلاف شخص.

وتوجه فريق مساعدة من الولايات المتحدة الأمريكية إلى تركيا للمشاركة في أعمال البحث والإنقاذ، حيث انطلقت طائرة الشحن العسكرية التي تحمل الفريق المؤلف من 161 عنصرا رفقة 12 كلبا مدربا، بالإضافة إلى أكثر من 85 طنا من المعدات الخاصة من قاعدة دوفر الجوية في ولاية ديلاوير.

ضحايا الزلزال (التقريبية):

  • 12 ألف حالة وفاة.

  • 50 ألف مصاب وجريح.

  • 23 مليون متضرر.

  • 5 مليارات دولار حجم المساعدات.

  • 90 مليار دولار حجم الخسائر.