«لا» كلمة صعبة ولكنها ثمينة
الثلاثاء - 07 فبراير 2023
Tue - 07 Feb 2023
مر على الكثير منا؛ في لحظة ما شعور بالندم؛ لأنه قال «نعم» في موضع كان يتمنى أن قال «لا» أو فكر في الموضوع قبل الموافقة لما سببت له كلمة «لا» من معاناة كثيرة.
كلمة «لا» كلمة ثقيلة على القائل وعلى من تقال له، وهي منفرة من الإنسان الذي يعتادها، ونقطة ضعف في الإنسان الذي لا يستطيع قولها، ويصعب أن تعطي وصفا دقيقا لمتى يقولها أو مع من؟ فهذه خاضعة لعوامل متعددة تتحكم بها، فقد تقال لأحدهم ولا تقال لآخر للموضوع ذاته، وقد تتمكن من قولها في موقع لا تستطيع قوله في آخر، وهي في النهاية قرار شخصي يتخذه الشخص ويتحمل جميع تبعاته سواء في الأمور الشخصية أو العائلية أو العملية، وسنحاول هنا أن نسلط الضوء على قول «لا» كونها كلمة سحرية إن وقعت في محلها، وخطيرة إن كان غير ذلك، ولكل مستوى يتعامل معه الإنسان طرق للتعامل مع «لا».
على المستوى الشخصي لا بد أن يعي الإنسان أن له طاقة ومسؤولية محدودة، وعندما يكون متاحا لأي أحد وفي أي وقت ولا يراعي حاجاته ووقته ولا يستطيع قول «لا» -دون شعور بتأنيب الضمير- عندما يتطلب ذلك؛ فإنه سيغرق في خدمة الآخرين بشكل سيؤذيه نفسيا وصحيا واجتماعيا.
وعلى مستوى الأصدقاء يتحكم بمدى رسم حدود واضحة للعلاقة، ودرجة تقارب أو تباعد تلك العلاقة مع كل صديق، وهل هي علاقة متزنة قائمة على الاحترام والتقدير؟ أم لا؟ وبناء على تلك المعرفة لأصدقائه يستطيع فهم طبيعة ما قد يطلب منه وهل هي حاجة حقيقة لا يستطيع قول «لا» أمامها، أم ناتجة عن اتكال وكسل في أداء عمل واستغلال له كونه لا يرفض لأحد طلبا.
أما على مستوى العمل، تشكل معرفة الموظف بمهام عمله ومسؤولياته بحيث يعرف ما له وما عليه، وما يتوجب عليه عمله، وما قد يمكن أن يساعد غيره فيه دون استدامة لتلك المساعدة، وأن يكون لدى الموظف مهارات التعامل مع الرئيس والزملاء في العمل تمكنه من الخروج من أي موقف بلطف بقول «لا» بطريقة مؤدبة ولينة يمكن قبلوها من الآخرين.
وعلى مستوى الأسرة، تعتبر مهارات التواصل الأسري القائمة على تفهم كل فرد من أفراد الأسرة، لطبيعة كل منهم الآخر، ووجود الفضل بينهم في القرابة والعمر والمكانة والحالة الصحية، مما يجعل قول كلمة «لا» قد تكون أكثر تقبلا عندما تأتي من الأب لابنه أو الأم لولدها أو الزوج لزوجته، ولكن يبقى من جمال التواصل وديمومته أن يكون الرفض مبررا ولطيفا قدر الإمكان، وعلى الآخر أن يقدر ذلك، ويعتبره جزءا من التراتب العائلي المقبول، ولا ما نع من مناقشة ذلك عندما يكون الوقت متاحا لاحقا.
وختاما، يبقى الاتزان هو الميزان الأفضل في حياة الإنسان الأسرية والاجتماعية والعملية، فلا تكن «لا» هي عادة دائمة فيصبح الإنسان أنانيا متفردا يبتعد عنه الناس وعندما يحتاج لا يجد من يقول له «نعم»، ولا تنعدم لديه كلمة «لا» عندما يحين وقتها فيكون حاضرا في أي وقت وتحت أي ظرف لأي أحد فيستغل عمليا وشخصيا وماليا، وقد يعاني من تبعاتها في حياته وتصبح هذه التضحيات المستمرة مؤذية له فيتمنى أنه كان لديه شيء من الشجاعة في قول «لا».
salehsalmanalen@
كلمة «لا» كلمة ثقيلة على القائل وعلى من تقال له، وهي منفرة من الإنسان الذي يعتادها، ونقطة ضعف في الإنسان الذي لا يستطيع قولها، ويصعب أن تعطي وصفا دقيقا لمتى يقولها أو مع من؟ فهذه خاضعة لعوامل متعددة تتحكم بها، فقد تقال لأحدهم ولا تقال لآخر للموضوع ذاته، وقد تتمكن من قولها في موقع لا تستطيع قوله في آخر، وهي في النهاية قرار شخصي يتخذه الشخص ويتحمل جميع تبعاته سواء في الأمور الشخصية أو العائلية أو العملية، وسنحاول هنا أن نسلط الضوء على قول «لا» كونها كلمة سحرية إن وقعت في محلها، وخطيرة إن كان غير ذلك، ولكل مستوى يتعامل معه الإنسان طرق للتعامل مع «لا».
على المستوى الشخصي لا بد أن يعي الإنسان أن له طاقة ومسؤولية محدودة، وعندما يكون متاحا لأي أحد وفي أي وقت ولا يراعي حاجاته ووقته ولا يستطيع قول «لا» -دون شعور بتأنيب الضمير- عندما يتطلب ذلك؛ فإنه سيغرق في خدمة الآخرين بشكل سيؤذيه نفسيا وصحيا واجتماعيا.
وعلى مستوى الأصدقاء يتحكم بمدى رسم حدود واضحة للعلاقة، ودرجة تقارب أو تباعد تلك العلاقة مع كل صديق، وهل هي علاقة متزنة قائمة على الاحترام والتقدير؟ أم لا؟ وبناء على تلك المعرفة لأصدقائه يستطيع فهم طبيعة ما قد يطلب منه وهل هي حاجة حقيقة لا يستطيع قول «لا» أمامها، أم ناتجة عن اتكال وكسل في أداء عمل واستغلال له كونه لا يرفض لأحد طلبا.
أما على مستوى العمل، تشكل معرفة الموظف بمهام عمله ومسؤولياته بحيث يعرف ما له وما عليه، وما يتوجب عليه عمله، وما قد يمكن أن يساعد غيره فيه دون استدامة لتلك المساعدة، وأن يكون لدى الموظف مهارات التعامل مع الرئيس والزملاء في العمل تمكنه من الخروج من أي موقف بلطف بقول «لا» بطريقة مؤدبة ولينة يمكن قبلوها من الآخرين.
وعلى مستوى الأسرة، تعتبر مهارات التواصل الأسري القائمة على تفهم كل فرد من أفراد الأسرة، لطبيعة كل منهم الآخر، ووجود الفضل بينهم في القرابة والعمر والمكانة والحالة الصحية، مما يجعل قول كلمة «لا» قد تكون أكثر تقبلا عندما تأتي من الأب لابنه أو الأم لولدها أو الزوج لزوجته، ولكن يبقى من جمال التواصل وديمومته أن يكون الرفض مبررا ولطيفا قدر الإمكان، وعلى الآخر أن يقدر ذلك، ويعتبره جزءا من التراتب العائلي المقبول، ولا ما نع من مناقشة ذلك عندما يكون الوقت متاحا لاحقا.
وختاما، يبقى الاتزان هو الميزان الأفضل في حياة الإنسان الأسرية والاجتماعية والعملية، فلا تكن «لا» هي عادة دائمة فيصبح الإنسان أنانيا متفردا يبتعد عنه الناس وعندما يحتاج لا يجد من يقول له «نعم»، ولا تنعدم لديه كلمة «لا» عندما يحين وقتها فيكون حاضرا في أي وقت وتحت أي ظرف لأي أحد فيستغل عمليا وشخصيا وماليا، وقد يعاني من تبعاتها في حياته وتصبح هذه التضحيات المستمرة مؤذية له فيتمنى أنه كان لديه شيء من الشجاعة في قول «لا».
salehsalmanalen@