الموت والفزع يحاصران العالم

آلاف الوفيات والجرحى في أكبر زلزال يهز تركيا وسوريا.. ومخاوف من توالي الهزات السعودية ودول العالم تتضامن مع الضحايا.. وتحرك دولي واسع لتخفيف الآلام
آلاف الوفيات والجرحى في أكبر زلزال يهز تركيا وسوريا.. ومخاوف من توالي الهزات السعودية ودول العالم تتضامن مع الضحايا.. وتحرك دولي واسع لتخفيف الآلام

الاثنين - 06 فبراير 2023

Mon - 06 Feb 2023

يعيش العالم حالة من الفزع والرعب في أعقاب الزلزال المدمر الذي هز المنطقة الحدودية بين تركيا وسوريا، ووصلت ارتداداته إلى لبنان وسوريا والعراق والأردن ومصر والأراضي الفلسطينية واليونان وقبرص وأرمينيا وجورجيا، وتسبب في وفاة ما يزيد على 2000 شخص، وإصابة أكثر من 10 آلاف، إضافة إلى انهيار آلاف المباني وخسائر اقتصادية مؤلمة في منطقة الشرق الأوسط.

واستنفرت الأزمة الإنسانية العالمية دول العالم من الشرق إلى الغرب، وتضامنت السعودية والإمارات ومصر والدول العربية وجميع دول العالم مع الضحايا والمتضررين في سوريا وتركيا، فيما تتواصل توابع الزلزال التي تجاوزت 100 تابع طوال أمس، وينتظر أن تستمر الأخبار السيئة على مدار الأيام المقبلة، حيث لم يستبعد خبراء الأرصاد وجود ارتدادات عنيفة وواسعة.

رعب تركي

وتناثرت رائحة الموت على صعيد واسع أمس، بعدما ضرب زلزال مدمر بقوة 7.8 على مقياس ريختر جنوب تركيا، وهي الهزة الأكبر في تركيا منذ زلزال 17 أغسطس 1999 الذي تسبب بمقتل 17 ألف شخص، بينهم ألف في إسطنبول وحدها. ووسط حالة من الرعب يعيشها الشعب التركي، قال الرئيس رجب طيب إردوغان أمس، إن 912 شخصا على الأقل لقوا مصرعهم، وأصيب أكثر من 5000 آخرين، مضيفا أن 2818 مبنى قد تعرض للانهيار نتيجة الزلزال الذي ضرب وسط البلاد بقوة 7.8 درجات.

وأضاف «زلزال مرعب الذي وقع فجر أمس، ويعد أكبر كارثة عشناها منذ زلزال أرزينجان عام 1939»، كما أكد أنه تلقى عروض المساعدة من 45 دولة إلى جانب دول الناتو والاتحاد الأوروبي، واختتم حديثه قائلا: دولتنا تحركت عبر كل مؤسساتها على الفور منذ لحظة وقوع الزلزال، وولاياتنا استنفرت كل إمكاناتها.

خسائر سوريا

في المقابل أعلنت وزارة الصحة السورية أمس ارتفاع حصيلة ضحايا الزلزال إلى 371 وفاة، و1089 إصابة في اللاذقية وحلب وحماة وطرطوس في حصيلة غير نهائية. ونقلت عن الدكتور أحمد ضميرية قوله إنه تم إرسال 4 سيارات شاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الجراحية والإسعافية إلى حلب واللاذقية وحماة، إضافة لإرسال القوافل الطبية من مديريات صحة دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس إلى محافظات حلب واللاذقية، وإرسال 28 سيارة إسعاف و7 عيادات متنقلة من دمشق وريف دمشق والقنيطرة وحمص وطرطوس، كمؤازرة إلى حلب واللاذقية. وأشار إلى أن غرفة إدارة الطوارئ في وزارة الصحة تقيم الوضع بشكل آني واستباقي، ويتم تنسيق الاستجابة المتواصلة في مختلف المحافظات، موضحا أن كل المنشآت الصحية العامة والخاصة بحالة استنفار مستمر في جميع المحافظات.

تزايد الضحايا

ويتوقع مراقبون أن يتضاعف عدد الضحايا في الساعات والأيام المقبلة، في ظل الإصابات الخطيرة والكبيرة لآلاف الضحايا، وقالت إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد)، إنها سجلت زلزالا ثانيا مركزه كهرمان مرعش جنوب شرق البلاد بقوة 7.6 درجات أمس، وأكدت أن الزلزال وقع على عمق 7 كلم، وكان مركزه منطقة البستان في إقليم كهرمان مرعش.

وجرى استشعار هزات أرضية في عدد من الدول المجاورة لتركيا، مثل لبنان والأردن ومصر، في حين تأثرت سوريا بشدة وسقط فيها مئات القتلى، حسب تقديرات أولية.

وتوقع المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل تزايد عدد الضحايا، نظرا لاستمرار جهود البحث عن الضحايا والناجين، وأشار إلى أن الزلزال وقع على بعد 67 كلم إلى الشمال والشمال الشرقي من كهرمان مرعش في تركيا على عمق كيلومترين.

إنقاذ هولندي

وقال المفوض الأوروبي لإدارة الأزمات يانس لينارسيك عبر موقع تويتر، إن فرق إنقاذ من هولندا ورومانيا في طريقها الآن إلى تركيا، للمشاركة في عمليات البحث والإنقاذ عقب الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد في وقت مبكر صباح اليوم.

وقال لينارسيك إن نشر فرق الإنقاذ يتم بالتنسيق مع المركز الأوروبي لتنسيق الاستجابة لحالات الطوارئ في بروكسل، وأضاف أنه في أعقاب وقوع الزلزال، تم تفعيل ما يطلق عليه اسم آلية الحماية المدنية الأوروبية، والتي من خلالها يمكن لدول أخرى طلب مساعدة طارئة من الاتحاد الأوروبي.

من جانبه قال وزير الداخلية التركي سليمان صويلو إن 6 زلازل تجاوزت قوتها 6 درجات على مقياس ريختر ضربت البلاد أمس، وأضاف: الزلازل أثرت على ولايات عدة، منها غازي عنتاب وعثمانية وملطية وأديامان وأضنة وديار بكر وكيليس وشانلي أورفا.

وأشار إلى أن البلاد أعلنت حالة الإنذار من المستوى الرابع، والذي يتضمن دعوة للمساعدات الدولية.

انهيارات مبان

وانهارت عشرات المباني وسقط عشرات القتلى والجرحى في مناطق ريف حلب شمال سوريا، وعدد من المدن السورية جراء الزلزال الذي ضرب تركيا وتأثرت به سوريا أمس.

وقالت وزارة الصحة السورية عبر صفحتها إنها تواصل استخراج الموتى والمصابين في محافظات حلب واللاذقية وحماه وطرطوس، وإنه تم إرسال فريق طوارئ (مسعفين وأطباء اختصاصيين) وعيادات متنقلة مجهزة وسيارات إمداد (أدوية ومستلزمات إسعافية وجراحية) من الإدارة المركزية في دمشق ومحافظات حمص وطرطوس إلى حلب واللاذقية.

وقال القيادي في الدفاع المدني التابع للمعارضة أبومحمد الإدلبي إن عشرات المباني انهارت في مناطق ريف حلب الشمالي فقد إنهار أكثر من 20 مبنى في منطقة الجمعيات بمدينة جنديرس في ريف عفرين الغربي، كما انهارت مبان في منطقة الاتارب والباب وجرابلس بريف حلب الشرقي إضافة إلى انهيار مبان في مدينة حارم بريف إدلب.

لماذا تركيا؟

تقع تركيا على العديد من الصفائح التكتونية، مما يجعلها نقطة ساخنة للنشاط الزلزالي. وضرب واحد من أخطر الزلازل في السنوات الماضية في أكتوبر 2020 مدينة إزمير على بحر إيجه، وتسبب في وفاة أكثر من 100 شخص.

وفي نوفمبر 1999 أسفر زلزال بلغت قوته 6.3 درجات عن مقتل نحو 900 شخص في دوزجه، وفي سبتمبر من العام نفسه أودى زلزال قوي بلغت شدته 7.4 درجات بحياة أكثر من 17 ألفا و100 شخص في المنطقة المحيطة بمدينة إزميت الصناعية.

هلع حماة

وتابع رواد مواقع التواصل الاجتماعي حالة الهلع التي أصابت سكان بعض محافظات سوريا، ورصد أحد المصورين عبر الفيديو صورة سقوط مبنى في مدينة حماة، وحالة الهلع التي سيطرت على الجميع.

وقال الدكتور محمد الأحمد في مشفى حماة إنهم استقبلوا 10 أشخاص بينهم 3 في وضع حرج جراء انهيار مبنى مؤلف من 8 طوابق في حي الأربعين وسط مدينة حماة، وإن فرق الدفاع المدني والإسعاف والأهالي تبحث، رغم برودة الطقس، عن ناجين تحت الأنقاض.

وفي محافظة حلب تضرر عدد من المباني في أحياء حلب الشرقي جراء الزلزال، وفرق الدفاع المدني والإسعاف تعمل على إزالة الأنقاض وانتشال العالقين.

وفي محافظة اللاذقية على الساحل السوري نقلت مصادر محلية أن عددا من المباني انهار في حي الرمل الجنوبي ودمسرخو مع وقوع عدد من الضحايا.

زلزال كهرمان مرعش

  • 7.8 قوة الزلزال على مقياس ريختر

  • 2000 وفاة وأكثر

  • 10,000 إصابة وأكثر

  • 10 دول تأثرت بالزلزال

  • 45 دولة سارعت لتقديم مساعدات


توابع الزلزال


  • سجل الأردن زلزالا بمقياس 6 ريختر مع هزات ارتدادية عدة دون إصابات

  • سارعت الكويت بإرسال طائرة خاصة إلى أنقرة لنقل عدد من رعاياها

  • أوقفت تركيا تدفقات النفط الخام إلى محطة »جيهان« للتصدير الواقعة على ساحل البحر المتوسط

  • أمر الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون بإرسال مساعدات إنسانية وفريق من الحماية المدنية والإنقاذ إلى تركيا

  • تعهدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر بتقديم مساعدات شاملة لضحايا الزلزال المدمر الذي ضرب منطقة الحدود التركية - السورية.