وجدان مقبول المسعودي

مقبرة الطموح

الاحد - 05 فبراير 2023

Sun - 05 Feb 2023

قد يتحول الطموح من حياة ورؤية جديدة إلى مقبرة أو رؤية مشرقة تعرضت للاندثار.

ويرجع اضمحلال الطموح في ذات القائد إلى عدة أسباب وعوامل والتي تؤثر بدورها على إنجازه وقوة إرادته، فجميعنا يدرك أن شعلة الطموح تساعد على الارتقاء، بعكس الطموح الخامل الذي يتمحور حول نقطة واحدة دون تقدم للأمام، فضلا عن تنفيذ المهام الرئيسة دون التطرق إلى أي نوع من أنواع المهام الثانوية (الإبداعية) ذات المستقبل المشرق.

لكن يا ترى كيف لنا ألا نسهم في قتل أحلامنا فنقبرها قبل تحقيقها؟

- ثق بقدراتك وإمكاناتك: استخدمها وضعها في نصابها السليم للحصول على النتيجة المرجوة ولا تزعزعها بتسليط الضوء على العيوب فقط (جلد الذات)، واحذر من فقدان الثقة بالنفس حتى لا تخطو خطواتك الأولى لوضع الطموح داخل التابوت المظلم.

- كن واسع الأفق متجددا: ذو الطموح والرؤية المستقبلية الواعدة هو الذي يتمتع بتفكير متجدد ومختلف من نوعه، وبالتالي فإن كان الشخص يستند بشكل جذري إلى الأفكار التقليدية القديمة فهو يقتل طموحه بيده فيصبح بذلك مقلدا لا مجددا.

- احذر من التسويف: أحد العوامل المحورية في قبر الطموح ألا وهو تأجيل المهام أو الأعمال، حيث يؤثر اتباع نمط التأجيل على إتمام الأعمال بصورة جذرية، بالإضافة إلى ارتفاع معدل الضغوط، فلا تؤجل عمل اليوم إلى الغد، تخلص من الشعور بالكسل، حدد الفترة الزمنية الخاصة بكل مهمة، خذ قسطا جيدا من الراحة الجسدية والذهنية والنفسية، ولا تنس محفزاتك الذاتية التي تساعد على تصفية الذهن وتجديد الحيوية والنشاط.

- لا تثبط عزيمتك: أحد أكثر الأسباب التي تثبط العزيمة والطموح هو عدم تسليط الضوء على الأهداف المراد تحقيقها، فتحديد الهدف هو الخطوة الأولية المعنية بتنفيذ ما يريده الفرد بل هو بمثابة الدرج الذي يصعده القائد كي يصل إلى الهدف المرجو تحقيقه، ويفترض أن تتسم الأهداف التي يضعها الفرد بالشفافية والوضوح والدقة مع مراعاة ما يتمتع به المرء من قدرات وإمكانيات، كي لا يشعر بالخزي حال الإخفاق في تطبيق الهدف المراد، نسبة إلى عدم توافق الأهداف مع القدرات، ولا ننسى أهمية التخطيط الجيد والدقيق الذي يعمل على إيضاح المهام والخطوات الواجب مراعاتها للوصول إلى النتيجة المرجوة، بجانب المدة الزمنية المعنية بانتهاء المهام.

- احذر من الطمع المباح: رغبتك بتحقيق أهدافك وسعيك الحثيث لذلك أمر جيد بل رائع؛ لكن احذر أن تكون من الأشخاص الذين يسهل تشتيتهم فتتخبط بالسعي لتحقيق عدة أهداف في نفس الوقت وبالكاد لن تتمكن من تحقيق المهام المنوه بها؛ لأن التشتت وعدم التركيز يؤديان إلى تدمير التقدم والإنجاز جراء الإحالة دون تنفيذ الخطوات العملية اللازمة لتحقيقه.

- كن أكثر جراءة: لا يمتلكك الخوف ويؤثر على قراراتك، فعندما يذعن المرء لمخاوفه ويبدأ في التهرب من مسؤولياته والمخاطر التي تعتريها فهو يقتل طموحه بيده دون دراية، ولذلك نلاحظ أن القادة الناجحين هم الذين يتسمون بالإصرار والشغف حال تحقيق الأهداف المحددة بشكل مسبق بل يواجهون الصعاب بشجاعة وبتخطيط محنك.

- احذر من رفع سقف التوقعات: إحدى النقاط التي تعد سلاحا ذا حدين فيما يتعلق بالطموح، فهي إما أن تسهم في تحقيق الهدف المرجو وإما أن تضع الطموح في مقبرته الخاصة، وهذه النقطة هي رفع سقف التوقعات كما يقول البعض في اللغة الدارجة، كن أكثر واقعية ولا تجعل أهدافك تنقلب ضدك فتبني على هذه التوقعات آمالا كبيرة تنتظر وقوعها لا محالة وعندما لا تحدث وفقا للتخطيط الموضع مسبقا تشعر بالخيبة والهزيمة، بل قد يتطرق الأمر في بعض الأحيان إلى التعرض للسخرية والنقد الهدام مما يثبط من عزيمتك وطموحك.

خطط للأسوأ: نرى بعض الأشخاص يفكرون في بعض السيناريوهات السيئة أو غير الجيدة لخطة ما أو لمهمة ما سواء كان بالفشل أو التعرض لمعضلة، والتي تحول بدورها دون تنفيذ المهمة، وهذه إحدى العوامل الرائعة التي يمكن أن يعتمد عليها للسير قدما نحو تحقيق أحلامك. فحينما تأخذ في الحسبان أسوأ الأحداث تهيئ بذلك الذهن للتعرض لأي مشكلة مع إيجاد الحل لها بصورة منطقية، وبذلك لن تشعر بالصدمة التي تقتل الطموح وتضعه في طيات النسيان، ولهذا تعتبر هذه النقطة إحدى الاستراتيجيات الهامة التي يتبناها العديد من القادة.

وأخيرا.. أترك لك حرية التأمل والإجابة على السؤال التالي: هل فعلا قد يتحول الطموح المشرق إلى اندثار فتقبر الأحلام قبل تحقيقها؟