دحام مبارك الغالب

الثقة بالنفس وبناء الشخصية القوية

الخميس - 02 فبراير 2023

Thu - 02 Feb 2023

تعد الشخصية القوية جاذبة للجميع، فلا يوجد إنسان منا يحب الشخص الضعيف، فنحن دائما نستمد قوتنا من الأقوياء المحيطين بنا، لكن قوة الشخصية لا ترتبط أبدا بالظلم أو التسلط، بل على العكس، فالقوة في الشخصية تجعل صاحبها عادلا ولا يخشى في الحق لومة لائم، ويتكيف مع مشكلات الحياة ويقبلها بطريقة مختلفة للوصول إلى هدفه الرئيس في الحياة، فالعثرات غير موجودة في قاموسه وأساليب تقوية وبناء شخصيته لا تخرج عن ممارسات تدريب وتقوية ثقته بنفسه.

عزيزي القارئ اسمح لي قبل أن أخوض في ممارسات وأساليب تقوية وبناء الثقة بالنفس أن أسهب في شرح مزايا الشخصية القوية حتى تكون شغوفا بتطبيق هذه الأساليب، فالشخصية القوية تتاح لها الكثير من الفرص في العمل والدراسة، فهي مؤهلة للمناصب الإدارية والقيادية في أي مكان توجد فيه.

شخصيتك القوية تعطيك تفكيرا مستقلا، وتجعلك أقل تأثرا بالعوامل الخارجية والكلام المحيط، فالشخص القوي لا يهتم بانتقادات الناس؛ لأن قوته نابعه من داخله وليس بحاجة إلى قوة خارجية تدعم ثقته بنفسه، صاحب الشخصية القوية يكون عادة مجتهدا في عمله ومحط أنظار الجميع في أي مكان يوجد فيه، فالجاذبية والكاريزما تعتمد اعتمادا أساسيا على ثقة الشخص بنفسه وقوته الداخلية.

أما بالنسبة للثقة بالنفس فهي ثقة الفرد في قدراته وإمكانياته وقراراته أو الاعتقاد بأنه قادر على مواجهة تحديات ومتطلبات الحياة اليومية بنجاح، وتجلب الثقة بالنفس أيضا السعادة للشخص، فعندما يكون واثقا من قدراته، فإنه يكون أكثر سعادة بسبب نجاحه، وكلما شعر بشعور أفضل حول إمكانياته وقدراته، زاد نشاطه وحماسه لاتخاذ القرارات والشروع بتحقيق الأهداف، ولكن يمكن أن تتناقص الثقة بالنفس بمرور الوقت إذا لم يمارس الشخص المهارات التي يكتسبها أو إذا واجه بعض الانتكاسات مؤخرا في حياته، فعليه تطوير مهارات ثقته بنفسه ليصبح شخصا قوي الشخصية.

يجب تحديد بعض أهداف الثقة بالنفس التي تتطلب من الشخص الخروج من منطقة راحته وتجربة أشياء تقوي وتعزز الثقة بالنفس:

- بدء مهمة أو مشروع أجله الشخص لفترة طويلة، فنحن نؤجل بدء المهام المهمة؛ لأنها تبدو صعبة ومن الاستحالة إكمالها، ومجرد البدء بتنفيذ مثل هذه المهمة يمكن أن يعزز الثقة بالنفس ويزيد احتمالات إكمالها.

- تقديم شكوى في أي مكان عند مواجهة مشكلة تقصير جدية من قبل موظفي المكان، فإذا كان الشخص عادة لا يشكو من المشاكل التي تواجهه في مطعم مثلا أو مكان ما، فإن القيام بذلك يعد وسيلة جيدة لتحسين مهارتي الثقة بالنفس والإصرار.

- الوقوف وطرح سؤال في جلسة عامة أو في مجموعة، فمن خلال القيام بذلك فإن الشخص يجعل من نفسه مركزا للاهتمام لبضع دقائق مما ينمي عنده الشعور بالثقة.

- التطوع لشرح محاضرة أو إلقاء خطاب، بالنسبة للعديد من الأشخاص، إن التحدث إلى مجموعة من الأشخاص يعد أمرا مخيفا للغاية، وأفضل طريقة للتغلب على هذا الخوف واكتساب الثقة هي من خلال التجربة.

- التعرف على شخص جديد، يمكن تطبيق هذه المهارة في الحفلات أو المؤتمرات، مما يزيد من احتمال إجراء محادثة، أو يمكن التحدث مع شخص غريب في المصعد أو أي مكان آخر.

- الانضمام إلى مجموعة ما أو دورة، سيستفيد الشخص من عدة نواح من خلال مقابلة أشخاص جدد وتعلم أشياء جديدة والأهم من ذلك تحسين ثقته بنفسه.

ختاما، لم أجد أفضل مما قاله أحد الحكماء عن تعزيز ثقتك بنفسك: لو أن شخصا استطاع قبلك أن يفعل شيئا، فاعلم أنك قادر على عمل هذا الشيء نفسه؛ لأن هذا الشخص ليس أفضل منك، أما إذا كان هذا الشيء لم يفعله أحد قبلك، فستكون أنت الأول.

Daham9920@