محمد عبدالله القرني

المخزون العسكري الغربي والمخاطر الوشيكة

الأربعاء - 01 فبراير 2023

Wed - 01 Feb 2023

أثار تصريح «وول ستريت جورنال» كثيرا من التساؤلات في ذهني بعد أن صرحت الصحيفة أن صناعة الأسلحة الأمريكية غير مستعدة لأي صراع مع الصين، وأن هنالك قصورا في المخزون العسكري الأمريكي للأسلحة حاليا بسبب حرب أوكرانيا، وبالطبع فإنه إذا كان هنالك قصور لدى أمريكا فهنالك قصور أيضا في العديد من دول الاتحاد الأوروبي.

التساؤل الأول الذي دار في ذهني هو هل الصين عملت على ذلك أو بالأحرى درست الأمر بشكل دقيق ولم تقم بغزو تايوان بعد أن أشارت عديد من توقعات المحللين العسكريين والسياسيين بقيام الصين بفعل ذلك بعد شن روسيا حربها على أوكرانيا في فبراير العام الماضي، وكذلك بعد إعلان زيارة نانسي بيلوسي لجزيرة تايوان، إلا أن الصين لم تقم بأية رد فعل عنيفة تجاه تايوان، هل كانت تراهن على تراجع المخزونات العسكرية الغربية؟ أم أنها لا تريد القيام بذلك بداعي الاستقرار الاقتصادي والتجاري؟ أم أنها محض صدفة ولم تخطر على المطبخ العسكري الصيني؟ هل تغتنم الصين الفرصة أم أنها لم تقرر بعد؟ أم أنها لن تقرر أبدا؟

كل تلك التساؤلات في جانب والتساؤل عن الاندفاع الغربي في جانب آخر، هل تعي الدول الغربية ما تقوم به من دعم لا محدود للجيش الأوكراني على حساب مخزونات جيوشها؟ أم أنها تدرك ذلك ولديها خططها واستراتيجياتها الخاصة؟ أم أن لديها ما تخفيه عن أنظار الصين وبقية دول العالم؟

المخاطر الوشيكة ليست غزو الصين لتايوان فحسب بل إن هنالك خطرا آخر يدور في منطقة الشرق الأوسط ما بين إسرائيل وإيران خاصة بعد تشكيل حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة قد تكون أكثر اندفاعا من سابقتها، خاصة في ظل تعنت إيران وتحايلاتها على وكالة الطاقة الذرية.

هل تستطيع أمريكا وحلفاؤها في الناتو أن توازن بين كل تلك الأزمات؟ ونقصد هنا التوازنات العسكرية تحديدا أم أن عصر الهيمنة الغربية قد بات قاب قوسين بسبب تفاقم الأزمات الدولية؟ على الرغم من أنه الحلف الأقوى حاليا إلا أنه يعاني كثيرا، فكيف بموسكو التي لا نعلم عن أوضاعها في الصناعة العسكرية في ظل طول أمد الحرب إلا أنه من المؤكد أن لديها من المشاكل ما لدى الجانب الآخر وخطورة ذلك يكمن في كونها دولة نووية لن تقبل أن تخسر الحرب أبدا، عزز ذلك تصريح الرئيس الروسي السابق «مدفيديف» بأن هزيمة أي قوة نووية في حرب تقليدية قد تؤدي لحرب نووية.

أخيرا الكثير من التساؤلات السياسية والعسكرية ستبقى مجرد تساؤلات حتى تكشفها الأيام وما يوجد في دهاليز السياسيين سيخرجه الوقت للعالم.