«هابي نيو يير» المبتعث والحياة في الغربة
الاثنين - 30 يناير 2023
Mon - 30 Jan 2023
ألهمتني بداية السنة الميلادية الجديدة وما يدور حولها في وسائل التواصل الاجتماعي لكتابة هذه المقالة، وهي ضمن سلسلة ذكرياتي وتجاربي السابقة التي شاهدتها كمبتعث قديم في أمريكا.
فمالا يدركه الكثير من أبناء الوطن العربي أن الحياة في الغرب كمقيم أو مبتعث تختلف اختلافا كبيرا عن زيارة تلك الدول كسائح، فالأهداف وأسلوب الحياة والتفاعل مع الناس وكل ما يتعلق بها تختلف اختلافا جذريا. فعلى المبتعث للدراسة والمقيم أن يتأقلم في فترة قصيرة نسبيا على أسلوب الحياة والتفاعل مع مواطني البلد الذي اختاره للعيش والدراسة أو العمل قبل فوات الأوان، وعليه أن يتعلم بسرعة كيف يصل إلى احتياجاته واحتياجات أسرته للعيش، وتعلم مهارات التغلب على الصعاب التي تشمل اللغة والثقافة وتجنب ما يعرضه وأسرته للمخاطر.
التأقلم يشمل التخلص من بعض الأفكار في بلده الأصلي التي قد تعتبر من المسلمات المقبولة في ثقافته الأصلية بينما التعبير عن هذه الأفكار أثناء الحديث مع مواطني البلد الجديد قد يخلق الكثير من المشاكل والمصاعب الاجتماعية وربما القانونية. فعلى سبيل المثال قد يقود التعبير عن آراء متشددة في مواضيع كالمثلية والأديان وتعاطي الكحول إلى مصاعب كثيرة، أقلها أن يكون الشخص منبوذا في مجتمع قد ينظر للمجتمعات العربية أو الإسلامية نظرة غير صحيحة أو حتى عنصرية بسبب الجهل أو الإعلام الخاطئ.
نفس الصورة تنطبق على أطفالنا في المدارس وخاصة المراهقين منهم الذين قد يعانون اجتماعيا بسبب لونهم، لغتهم أو لكنتهم أو ثقافتهم المختلفة، ويحتاجون لبعض الوقت للتأقلم. ويبقى الوالدان يعانون الكثير من القلق خوفا من أن يتخلى أطفالهم عن المبادئ الدينية والثقافة التي ربوهم عليها، فهم يحتاجون أن يكونوا جزءا من هذا المجتمع الجديد وعليهم اكتساب الأصدقاء كيلا يحسوا بأنهم منبوذين.
ونرى الكثير من المغتربين وخاصة ممن أقاموا في الغرب فترات طويلة يبدؤون في الاندماج في المجتمع ثقافيا وحضاريا بدرجة كبيرة وفي نواح عدة من حياتهم وتصرفاتهم كيلا ينظر لهم المجتمع بنظرة غريبة. فيتغير ملبس الفرد رجلا كان أو امرأة وتتغير اللكنة والطباع وقد يصل ذلك إلى ممارسات قد تعتبر غير إسلامية أو عربية. فيتعود الرجل شرب الكحول في المناسبات الاجتماعية، وتتخلى المرأة عن النقاب ويستخدمون أسماء غربية، فسامي يصبح «سام» ومحمد قد يصبح «مو» كي يندمجوا في المجتمع وتتحسن فرصهم في التوظيف والعلاقات الاجتماعية. وتصبح تهنئة الأصدقاء بعيد الكريسماس ورأس السنة عادة بل وحتى تهنئة اليهود بعيدهم «يوم كيبور» من الممارسات الطبيعية، بينما أفتى كثير من شيوخنا بتحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم. قد تنظرون لهذه الأمور بكثير من الاستغراب والتندر ولكن هذه الأمور هي من الممارسات التي نشاهدها كثيرا مما يفعله المسلمون في الغرب لكي يتجنبوا اتهامهم بالعنصرية والتطرف.
وبالمقارنة نجد أن هناك الجانب الآخر من الملتزمين الذين يعيشون بنفس تقاليد مجتمعات الوطن الأصلي وقد يقود ذلك للعيش في مجتمع إسلامي حصري والاختلاط بأسر وأشخاص محدودين.
ويبرز التحدي هنا في تحقيق الاعتدال في التأقلم بدون فقدان الهوية والثقافة. ومن المفارقات المضحكة المبكية مشاهد في الأسواق والأماكن العامة مثل رؤية الزوجة المنقبة التي ترتدي حتى «الجوانتي» لكيلا تظهر منها حتى أصابعها، بينما يرى الزوج بجانبها وهو يرتدي الكاب والشورت القصير والـ «تي شيرت» وحتى سلسلة ذهبية في العنق تتوسط الصدر، وعجبي وكأن المظهر الإسلامي يطبق حصريا على السيدات دون الرجال.
نحمد الله أن وفرت لنا قيادتنا الحكيمة فرصة التعليم في الغرب ولكن علينا مسؤولية المحافظة على هويتنا وثقافتنا.
@almaiahmad2
فمالا يدركه الكثير من أبناء الوطن العربي أن الحياة في الغرب كمقيم أو مبتعث تختلف اختلافا كبيرا عن زيارة تلك الدول كسائح، فالأهداف وأسلوب الحياة والتفاعل مع الناس وكل ما يتعلق بها تختلف اختلافا جذريا. فعلى المبتعث للدراسة والمقيم أن يتأقلم في فترة قصيرة نسبيا على أسلوب الحياة والتفاعل مع مواطني البلد الذي اختاره للعيش والدراسة أو العمل قبل فوات الأوان، وعليه أن يتعلم بسرعة كيف يصل إلى احتياجاته واحتياجات أسرته للعيش، وتعلم مهارات التغلب على الصعاب التي تشمل اللغة والثقافة وتجنب ما يعرضه وأسرته للمخاطر.
التأقلم يشمل التخلص من بعض الأفكار في بلده الأصلي التي قد تعتبر من المسلمات المقبولة في ثقافته الأصلية بينما التعبير عن هذه الأفكار أثناء الحديث مع مواطني البلد الجديد قد يخلق الكثير من المشاكل والمصاعب الاجتماعية وربما القانونية. فعلى سبيل المثال قد يقود التعبير عن آراء متشددة في مواضيع كالمثلية والأديان وتعاطي الكحول إلى مصاعب كثيرة، أقلها أن يكون الشخص منبوذا في مجتمع قد ينظر للمجتمعات العربية أو الإسلامية نظرة غير صحيحة أو حتى عنصرية بسبب الجهل أو الإعلام الخاطئ.
نفس الصورة تنطبق على أطفالنا في المدارس وخاصة المراهقين منهم الذين قد يعانون اجتماعيا بسبب لونهم، لغتهم أو لكنتهم أو ثقافتهم المختلفة، ويحتاجون لبعض الوقت للتأقلم. ويبقى الوالدان يعانون الكثير من القلق خوفا من أن يتخلى أطفالهم عن المبادئ الدينية والثقافة التي ربوهم عليها، فهم يحتاجون أن يكونوا جزءا من هذا المجتمع الجديد وعليهم اكتساب الأصدقاء كيلا يحسوا بأنهم منبوذين.
ونرى الكثير من المغتربين وخاصة ممن أقاموا في الغرب فترات طويلة يبدؤون في الاندماج في المجتمع ثقافيا وحضاريا بدرجة كبيرة وفي نواح عدة من حياتهم وتصرفاتهم كيلا ينظر لهم المجتمع بنظرة غريبة. فيتغير ملبس الفرد رجلا كان أو امرأة وتتغير اللكنة والطباع وقد يصل ذلك إلى ممارسات قد تعتبر غير إسلامية أو عربية. فيتعود الرجل شرب الكحول في المناسبات الاجتماعية، وتتخلى المرأة عن النقاب ويستخدمون أسماء غربية، فسامي يصبح «سام» ومحمد قد يصبح «مو» كي يندمجوا في المجتمع وتتحسن فرصهم في التوظيف والعلاقات الاجتماعية. وتصبح تهنئة الأصدقاء بعيد الكريسماس ورأس السنة عادة بل وحتى تهنئة اليهود بعيدهم «يوم كيبور» من الممارسات الطبيعية، بينما أفتى كثير من شيوخنا بتحريم تهنئة غير المسلمين بأعيادهم. قد تنظرون لهذه الأمور بكثير من الاستغراب والتندر ولكن هذه الأمور هي من الممارسات التي نشاهدها كثيرا مما يفعله المسلمون في الغرب لكي يتجنبوا اتهامهم بالعنصرية والتطرف.
وبالمقارنة نجد أن هناك الجانب الآخر من الملتزمين الذين يعيشون بنفس تقاليد مجتمعات الوطن الأصلي وقد يقود ذلك للعيش في مجتمع إسلامي حصري والاختلاط بأسر وأشخاص محدودين.
ويبرز التحدي هنا في تحقيق الاعتدال في التأقلم بدون فقدان الهوية والثقافة. ومن المفارقات المضحكة المبكية مشاهد في الأسواق والأماكن العامة مثل رؤية الزوجة المنقبة التي ترتدي حتى «الجوانتي» لكيلا تظهر منها حتى أصابعها، بينما يرى الزوج بجانبها وهو يرتدي الكاب والشورت القصير والـ «تي شيرت» وحتى سلسلة ذهبية في العنق تتوسط الصدر، وعجبي وكأن المظهر الإسلامي يطبق حصريا على السيدات دون الرجال.
نحمد الله أن وفرت لنا قيادتنا الحكيمة فرصة التعليم في الغرب ولكن علينا مسؤولية المحافظة على هويتنا وثقافتنا.
@almaiahmad2