أمان وإحسان لحسان

غادرنا منذ عدة أيام إلى دار القرار أستاذنا سعادة الدكتور حسان عبد الجبار استشاري النساء والولادة.

تتلمذنا على يد الدكتور عندما كنا ندرس بكلية الطب بجامعة المؤسس منذ أكثر من 25 عاما. وعندما تخرجنا فرقتنا الأيام كعادتها وبحكم التخصص لم نلتق كثيرا، وعلى الرغم من ذلك كله كانت سمعته ومنجزاته ومسيرته العلمية تسبقه إلينا وتقربه منا، وكنت أرى تارة إصدار الكتاب له، وترؤسه لجمعية علمية، وكنت أسمع مرات عن عمليات ناجحة أنقذ فيها حياة سيدة من الأهل والأصدقاء.

كان لي شرف العمل مع المرحوم في عدة مشاريع تعليمية خلال السنوات الأخيرة وبرفقة سعادة الأستاذة الفاضلة الدكتورة سامية العمودي.

وهو الداعم الكبير للتمكين الصحي على المستوى المحلي وعلى مستوى الوطن العربي. شاركنا المرحوم مؤخرا في مراجعة خطة كلية الطب بجامعة جدة من خلال عضويته في المجلس الاستشاري للكلية بكل تواضع وكرم. تعلمت منه أن القامات تنحني لتخدم البشر، وأن العلم مفتاح لقلوب الناس، وأن الكلمة الطيبة مصباح يضئ لنا القلوب ويسهل لنا السير في دروب الحياة المظلمة. مواقفه معي ومع الكثير من الزملاء والزميلات ومرضاه وأسرهم لا تنسى.

تلقيت خبر وفاتك من ابنتي التي تدرس في كندا، فلم أذكر لك إلا كل إحسان يا حسان.. وأصبحت أحدث نفسي ماذا فعل من خبيئة جعلتني أذكر له كل مواقفه الإيجابية كفيلم سينمائي، وفي حينها تذكرت كل نصيحة سمعتها منه ووجهها لي أو لأحد من فريق العمل معه.. نعم رحل الطبيب الإنسان ولكن ترك بصمة وأثرا لا يمكن أن يمحى.

وأخيرا نسأل الله التوفيق لابنته غالية الغالية صديقة بناتي، طبيبة المستقبل، وأن تكون هي وإخوتها خير خلف لوالدها. وأن يرحم الدكتور حسان رحمة الأبرار وأن يبعثه آمنا مطمئنا ويبشره بأعلى الجنان وأن يجمعنا به في جنات النعيم.