تراجع الديمقراطية يتحول إلى مرض معد
بيلار: استخدام أساليب الثواب والعقاب استراتيجية ناجحة في منع السلطوية
بيلار: استخدام أساليب الثواب والعقاب استراتيجية ناجحة في منع السلطوية
الثلاثاء - 24 يناير 2023
Tue - 24 Jan 2023
يرى المحلل الأكاديمي الأمريكي الدكتور بول بيلار أنه يمكن للدور الأمريكي الريادي في تعزيز الديمقراطية بأنحاء العالم أن يتم بطريقة أو طريقتين، وتتمثل إحدى الطريقتين في التواصل، باستخدام أي من أدوات السياسة الخارجية المتعددة، لتشكيل الأحداث في أي دولة في اتجاه نحو الديمقراطية، وتراوح سياق السياسة الأمريكية في مثل هذه الجهود بين أجندة جيمي كارتر الخاصة بحقوق الإنسان، وأهداف المحافظين الجدد الأكثر تشددا لنشر الديمقراطية.
ويقول بيلار، الذي عمل لـ28 عاما في أجهزة المخابرات الأمريكية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه يمكن أن يشمل التواصل إقناع قادة الحكومات خلال الدبلوماسية، واستخدام أساليب الثواب والعقاب اقتصاديا، مثل تقديم المساعدات وفرض العقوبات، لمكافأة التحركات نحو الديمقراطية ومعاقبة التراجع نحو السلطوية.
كما يمثل ما تقوم به منظمتان مرتبطتان بالأحزاب السياسية الأمريكية - المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني - مثل تعليم المرشحين المحتملين المهارات الأساسية فيما يتعلق بالانتخابات الحرة، جهدا أمريكيا فعالا لتعزيز الديمقراطية بالخارج.
والطريقة الأخرى، التي يمكن أن تؤثر بها الولايات المتحدة على قوة أو ضعف الديمقراطية في الدول الأخرى، هي أن تكون قدوة يحتذى بها. ويرى بعض المحللين أن هذه هي الوسيلة الأكثر فعالية التي يمكن أن تؤثر بها الولايات المتحدة على مستقبل الديمقراطية في الدول الأخرى.
والولايات المتحدة، باعتبارها دولة عظمى، من المحتم أن يكون أي نموذج تتخذه - سواء عن قصد أو دون قصد، للأفضل أو للأسوأ - أمرا مؤثرا. ولكونها نموذجا يحتذى به على قمة جبل، فإنها تتجنب ردود الفعل العكسية من جانب أولئك الذين قد يعتبرون أنشطة تعزيز الديمقراطية الأكثر فعالية تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة أخرى.
وفي الوقت الحالي، يتعلق الأمر الرئيسي بالنسبة للديمقراطية، ليس بتعزيزها ولكن بانهيارها. وتركز تحليلات كثيرة تتعلق بأسباب هذا التدهور على الظروف والتطورات داخل الدول نفسها التي تتعرض فيها الديمقراطية في الغالب للهجوم.
ولكن كما هو الحال بالنسبة لتعزيز الديمقراطية، يشمل تراجعها تأثيرات عابرة للحدود الدولية، ومرة أخرى، تعتبر الولايات المتحدة لاعبا رئيسا في هذه العملية. ومرة أخرى، يتم بذل النفوذ خلال العمل المباشر وخلال وضع نموذج للاقتداء به.
وكان هجوم أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونار، على مكاتب الحكومة في العاصمة البرازيلية، مطلع هذا الشهر، مثالا عنيفا لتأثير النموذج. فقد كان الهجوم صورة طبق الأصل للهجوم الذي قام به أنصار دونالد ترامب على مبنى الكابيتول الأمريكي قبل عامين. وشكل الهجومان محاولتين لمؤيدي غوغائي مهزوم، لتغيير نتيجة انتخابات حرة. حتى بولسونارو نفسه قلد الرئيس الأمريكي السابق، خاصة بالنسبة لمزاعمه بشأن تزوير الانتخابات.
ومن أوضح الحالات الأوروبية بالنسبة للانزلاق من الديمقراطية إلى السلطوية، النظام المجري بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان. والمجر تحت قيادة أوربان هي الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي، التي لم تصنفها منظمة فريدوم هاوس دولة حرة ، بل دولة» حرة جزئيا». وكان الاتحاد الأوروبي عاجزا إلى حد كبير في عمل كثير إزاء التراجع المجري، لأن حزب القانون والعدالة في بولندا - ذات النظام الذي يميل إلى السلطوية أيضا - وقف في طريق معظم الإجراءات ضد أوربان.
وأشار بيلار إلى أن أوربان وحزبه جزء من ظاهرة القومية العرقية اليمينية المتشددة العابرة للدول، وقد قام فيها اليمين الأمريكي بدور كبير، فقد عزز ترمب وأوربان ترشيح كل منهما الآخر، ومنح ترامب رئيس الوزراء المجري فرصة اجتماع معه في البيت الأبيض عام 2019، وهي المرة الأولى التي يحظى فيها أوربان بهذه الميزة منذ 1998.
ويقول بيلار، إن المعلقين الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق إزاء تراجع الديمقراطية في الخارج، ركزوا أخيرا بوجه خاص على حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي تم تعيينها أخيرا.
ويختم تقريره بالقول، إن الولايات المتحدة لا تزال هي صاحبة أكثر تأثير منفرد بالنسبة للديمقراطية في أنحاء العالم، خلال كونها قدوة أو خلال تصرفاتها المباشرة بالخارج. ولكنها في الحالتين كانت في الغالب خطرا على الديمقراطية أكثر منها معززة لها.
ويقول بيلار، الذي عمل لـ28 عاما في أجهزة المخابرات الأمريكية، في تقرير نشرته مجلة ناشونال إنتريست الأمريكية، إنه يمكن أن يشمل التواصل إقناع قادة الحكومات خلال الدبلوماسية، واستخدام أساليب الثواب والعقاب اقتصاديا، مثل تقديم المساعدات وفرض العقوبات، لمكافأة التحركات نحو الديمقراطية ومعاقبة التراجع نحو السلطوية.
كما يمثل ما تقوم به منظمتان مرتبطتان بالأحزاب السياسية الأمريكية - المعهد الجمهوري الدولي، والمعهد الديمقراطي الوطني - مثل تعليم المرشحين المحتملين المهارات الأساسية فيما يتعلق بالانتخابات الحرة، جهدا أمريكيا فعالا لتعزيز الديمقراطية بالخارج.
والطريقة الأخرى، التي يمكن أن تؤثر بها الولايات المتحدة على قوة أو ضعف الديمقراطية في الدول الأخرى، هي أن تكون قدوة يحتذى بها. ويرى بعض المحللين أن هذه هي الوسيلة الأكثر فعالية التي يمكن أن تؤثر بها الولايات المتحدة على مستقبل الديمقراطية في الدول الأخرى.
والولايات المتحدة، باعتبارها دولة عظمى، من المحتم أن يكون أي نموذج تتخذه - سواء عن قصد أو دون قصد، للأفضل أو للأسوأ - أمرا مؤثرا. ولكونها نموذجا يحتذى به على قمة جبل، فإنها تتجنب ردود الفعل العكسية من جانب أولئك الذين قد يعتبرون أنشطة تعزيز الديمقراطية الأكثر فعالية تدخلا في الشؤون الداخلية لدولة أخرى.
وفي الوقت الحالي، يتعلق الأمر الرئيسي بالنسبة للديمقراطية، ليس بتعزيزها ولكن بانهيارها. وتركز تحليلات كثيرة تتعلق بأسباب هذا التدهور على الظروف والتطورات داخل الدول نفسها التي تتعرض فيها الديمقراطية في الغالب للهجوم.
ولكن كما هو الحال بالنسبة لتعزيز الديمقراطية، يشمل تراجعها تأثيرات عابرة للحدود الدولية، ومرة أخرى، تعتبر الولايات المتحدة لاعبا رئيسا في هذه العملية. ومرة أخرى، يتم بذل النفوذ خلال العمل المباشر وخلال وضع نموذج للاقتداء به.
وكان هجوم أنصار الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونار، على مكاتب الحكومة في العاصمة البرازيلية، مطلع هذا الشهر، مثالا عنيفا لتأثير النموذج. فقد كان الهجوم صورة طبق الأصل للهجوم الذي قام به أنصار دونالد ترامب على مبنى الكابيتول الأمريكي قبل عامين. وشكل الهجومان محاولتين لمؤيدي غوغائي مهزوم، لتغيير نتيجة انتخابات حرة. حتى بولسونارو نفسه قلد الرئيس الأمريكي السابق، خاصة بالنسبة لمزاعمه بشأن تزوير الانتخابات.
ومن أوضح الحالات الأوروبية بالنسبة للانزلاق من الديمقراطية إلى السلطوية، النظام المجري بقيادة رئيس الوزراء فيكتور أوربان. والمجر تحت قيادة أوربان هي الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي، التي لم تصنفها منظمة فريدوم هاوس دولة حرة ، بل دولة» حرة جزئيا». وكان الاتحاد الأوروبي عاجزا إلى حد كبير في عمل كثير إزاء التراجع المجري، لأن حزب القانون والعدالة في بولندا - ذات النظام الذي يميل إلى السلطوية أيضا - وقف في طريق معظم الإجراءات ضد أوربان.
وأشار بيلار إلى أن أوربان وحزبه جزء من ظاهرة القومية العرقية اليمينية المتشددة العابرة للدول، وقد قام فيها اليمين الأمريكي بدور كبير، فقد عزز ترمب وأوربان ترشيح كل منهما الآخر، ومنح ترامب رئيس الوزراء المجري فرصة اجتماع معه في البيت الأبيض عام 2019، وهي المرة الأولى التي يحظى فيها أوربان بهذه الميزة منذ 1998.
ويقول بيلار، إن المعلقين الأمريكيين الذين يشعرون بالقلق إزاء تراجع الديمقراطية في الخارج، ركزوا أخيرا بوجه خاص على حكومة بنيامين نتنياهو الإسرائيلية اليمينية المتطرفة، التي تم تعيينها أخيرا.
ويختم تقريره بالقول، إن الولايات المتحدة لا تزال هي صاحبة أكثر تأثير منفرد بالنسبة للديمقراطية في أنحاء العالم، خلال كونها قدوة أو خلال تصرفاتها المباشرة بالخارج. ولكنها في الحالتين كانت في الغالب خطرا على الديمقراطية أكثر منها معززة لها.