السيارة مرسيدس - واللاعب كريستيانو
الاثنين - 23 يناير 2023
Mon - 23 Jan 2023
بعض الحكايا تصلح مقدمات موثوقة، فعلى سبيل المثال شركات التأمين لا تستقطع مبلغا كبيرا على السيارات الفارهة إن كان التأمين للغير (الطرف الثالث)؛ لأنها ومن خلال خبرة وإحصائيات معا، فإن أصحاب السيارات الفارهة أكثر عناية بسياراتهم وأكثر عناية بالطريق على أنفسهم وسياراتهم، بينما يرتفع قسط التأمين على السيارات تلك التي في أيد الشباب والمراهقين والتي هي عرضة للأخطار، وكظرف شرطي؛ فإن سيارات الشباب والمراهقين هي سيارات بسيطة، ومهما يكن؛ فإن هذا يقودنا للاستنتاج التالي: الجودة ترفع القيمة، وانخفاض سقف الجودة يعني التنازلات في كل الاتجاهات.
الإضاءة الرديئة أرخص لكنها تجبرك على صيانة متعددة في العام الواحد حتى تكاد تدفع قيمة الإضاءة الجيدة مقابل تعدد الصيانة للإضاءة الرخيصة، والسيارة المرسيدس تبدو غالية الثمن لكنها تحتفظ برونقها وأصالتها أعواما عديدة، وإن كنت قادرا على التحكم في صيانتها والعناية بها، تعتبر خيارا جيدا للمالكين القادرين عليها، ويشبه هذا المثل تماما.
ومثال آخر، فالصيانة هي الأخرى شكل من أشكال الحلول المرتبطة بشكل الجودة، فالمؤسسات والأفراد التي تهمل الصيانة (الدورية – الوقائية – العامة) تتوقع أن تنهار مكتسباتها أسرع بكثير من تلك المكتسبات التي لها برامج صيانة متقنة وعالمية ودورية، فالمباني في بعض الدول عمرها مئة عام ولا تزال في بهاء ينافس الحديث، بل لا نبالغ إن قلنا كلما تقادم بها العمر زادت قيمتها، بالرغم من أنه لا يخلو من التقنية الحديثة التي تم إدخالها دون أن ينال من أصالته شيئا، بينما مباني أخرى لا يتجاوز عمرها العشرين عاما لا تزال جديدة وعصرية بلغة «عمر المباني»، متهالكة بسبب الإهمال وضعف شروط الجودة والسقف المتردي لشروط الحياة لدى أصحابها.
سابقا عندما كان الدوري السعودي بسيطا، كان يجلب لاعبين من الأنصاف، وكان المسوق للاعبين يلعب على أوتار متعددة مقابل مكاسب مادية للاعب والوكلاء على حد سواء، وهو البقاء مع النادي سنة واحدة ثم افتعال مشكلة بطريقة قانونية، ثم خروج بشرط جزائي يدفع للاعب دون أن يلعب (وهو دفع قيمة العقد كاملة)، وخلال العام الأول وأثناء لعب اللاعب مع النادي بشكل طبيعي كان الوكيل يبحث له عن ناد آخر بنفس مواصفات النادي الأول، فدورة اللاعبين الأجانب كانت قصيرة جدا مقابل مكاسب يكسبها اللاعب (من فسخ العقد) والوكيل (من قيمة التسويق وسرعة دوران اللاعب في الأندية)، وأشار إلى هذه النقطة الراحل ماردونا قبل رحيله.بينما لما ارتفع مستوى الدوري السعودي صرنا نرى لاعبين يحترمون عقودهم حتى نهايتها، ويعرفون أن أحد مزاياهم هي التزاماتهم بعقودهم وعدم افتعال المشاكل، فالأندية الجيدة تبحث عن هذه النوعية، ورأينا كيف ارتفع مستوى لويس جستافو وبيتي مارتينز أمام البي جي اس، بهدف إظهار الجودة وأنهم قادرون على العطاء، والأمر نفسه مع كريستيانو، لقد أضاف وجوده، واسمه، ولعبه وحضوره للدوري السعودي كل مصطلحات الجودة والالتزام، لسبب بسيط هو أن القائمين على العمل في الاتحاد السعودي والأندية الرياضية بدؤوا يلتزمون بلاعبين ذوي معايير وجودة عالية.. بالضبط كالعنوان تماما.
السيارة واللاعب، هما أمثلة للجودة وكلما ارتفع سقف الجودة لديك، ارتفعت شروطك ومعها مكتسباتك، والأمر ليس سيارة ولا لاعبين، بل هو تربية وشروط حياة ومقاييس، كلما ارتفعت مقاييسك وكانت الجودة أولا، حصلت على الجودة أولا، وإن كانت المظاهرة هي الأولوية لديك حتما ستكون الأفضل في الظاهر، وسيكون جمهورك هم من يقدرون المظاهر لا أكثر، لأن لكل هدف جمهوره، أما إن كانت الحلول المؤقتة الرخيصة هي حلولك في الحياة فلا تتوقع أكثر من حل مؤقت لكل مشاكلك، ولا أكثر من راحة مؤقته مقابل تعب مستمر، فشروطك تحدد شكل حياتك!
Halemalbaarrak@
الإضاءة الرديئة أرخص لكنها تجبرك على صيانة متعددة في العام الواحد حتى تكاد تدفع قيمة الإضاءة الجيدة مقابل تعدد الصيانة للإضاءة الرخيصة، والسيارة المرسيدس تبدو غالية الثمن لكنها تحتفظ برونقها وأصالتها أعواما عديدة، وإن كنت قادرا على التحكم في صيانتها والعناية بها، تعتبر خيارا جيدا للمالكين القادرين عليها، ويشبه هذا المثل تماما.
ومثال آخر، فالصيانة هي الأخرى شكل من أشكال الحلول المرتبطة بشكل الجودة، فالمؤسسات والأفراد التي تهمل الصيانة (الدورية – الوقائية – العامة) تتوقع أن تنهار مكتسباتها أسرع بكثير من تلك المكتسبات التي لها برامج صيانة متقنة وعالمية ودورية، فالمباني في بعض الدول عمرها مئة عام ولا تزال في بهاء ينافس الحديث، بل لا نبالغ إن قلنا كلما تقادم بها العمر زادت قيمتها، بالرغم من أنه لا يخلو من التقنية الحديثة التي تم إدخالها دون أن ينال من أصالته شيئا، بينما مباني أخرى لا يتجاوز عمرها العشرين عاما لا تزال جديدة وعصرية بلغة «عمر المباني»، متهالكة بسبب الإهمال وضعف شروط الجودة والسقف المتردي لشروط الحياة لدى أصحابها.
سابقا عندما كان الدوري السعودي بسيطا، كان يجلب لاعبين من الأنصاف، وكان المسوق للاعبين يلعب على أوتار متعددة مقابل مكاسب مادية للاعب والوكلاء على حد سواء، وهو البقاء مع النادي سنة واحدة ثم افتعال مشكلة بطريقة قانونية، ثم خروج بشرط جزائي يدفع للاعب دون أن يلعب (وهو دفع قيمة العقد كاملة)، وخلال العام الأول وأثناء لعب اللاعب مع النادي بشكل طبيعي كان الوكيل يبحث له عن ناد آخر بنفس مواصفات النادي الأول، فدورة اللاعبين الأجانب كانت قصيرة جدا مقابل مكاسب يكسبها اللاعب (من فسخ العقد) والوكيل (من قيمة التسويق وسرعة دوران اللاعب في الأندية)، وأشار إلى هذه النقطة الراحل ماردونا قبل رحيله.بينما لما ارتفع مستوى الدوري السعودي صرنا نرى لاعبين يحترمون عقودهم حتى نهايتها، ويعرفون أن أحد مزاياهم هي التزاماتهم بعقودهم وعدم افتعال المشاكل، فالأندية الجيدة تبحث عن هذه النوعية، ورأينا كيف ارتفع مستوى لويس جستافو وبيتي مارتينز أمام البي جي اس، بهدف إظهار الجودة وأنهم قادرون على العطاء، والأمر نفسه مع كريستيانو، لقد أضاف وجوده، واسمه، ولعبه وحضوره للدوري السعودي كل مصطلحات الجودة والالتزام، لسبب بسيط هو أن القائمين على العمل في الاتحاد السعودي والأندية الرياضية بدؤوا يلتزمون بلاعبين ذوي معايير وجودة عالية.. بالضبط كالعنوان تماما.
السيارة واللاعب، هما أمثلة للجودة وكلما ارتفع سقف الجودة لديك، ارتفعت شروطك ومعها مكتسباتك، والأمر ليس سيارة ولا لاعبين، بل هو تربية وشروط حياة ومقاييس، كلما ارتفعت مقاييسك وكانت الجودة أولا، حصلت على الجودة أولا، وإن كانت المظاهرة هي الأولوية لديك حتما ستكون الأفضل في الظاهر، وسيكون جمهورك هم من يقدرون المظاهر لا أكثر، لأن لكل هدف جمهوره، أما إن كانت الحلول المؤقتة الرخيصة هي حلولك في الحياة فلا تتوقع أكثر من حل مؤقت لكل مشاكلك، ولا أكثر من راحة مؤقته مقابل تعب مستمر، فشروطك تحدد شكل حياتك!
Halemalbaarrak@
