العراق.. إفاقة من غيبوبة قسرية
الاثنين - 23 يناير 2023
Mon - 23 Jan 2023
لم تكد أعيننا تصدق ما كان يحدث لعراق العز والعروبة والمجد والشموخ في الأسبوعين الماضيين، بل إن أدمع بهجتنا غسلت حسرات قلوبنا من جماليات وشاعرية الحدث.
تجمع إخوته الخليجيون في غرفة الإفاقة مستبشرين وغير مصدقين بجماليات اللحظة، ولو أن في دواخلهم يقين ثابت بأن العراق لا يموت، وحتى لو تكالبت عليه مشارط وحقن وتداخلات الشر، وأدمى الجارحون أطرافه، وحاولوا الوصول إلى قلبه لقطع الشرايين، وحقن أوردته بالسموم والخوف والقهر والدحر والتخدير، إلا أن عراق حضارات عشرة قرون قاوم وعاد مثل أبطال الأساطير مدركا بأن من يحيطون به من الأشقاء الأحبة مخلصون، ويميز يقينا من اختبؤوا تحت سريره، مختفين بثياب الأطباء، وهم كاذبون أشرار، يسعون لجعل غيبته دائمة، لسرقة أعضائه وممتلكاته وإرثه، وإذلال وتشتيت شعبه العراقي الأبي، الذي لا ولن تتبدل نبضات عراقيتهم، وعروبتهم، ومهما حاول أعداؤهم وكذبوا وكادوا وتآمروا.
كرة القدم كانت مادة النشادر، التي أعادت العملاق للحركة، والبركة، وحسن الاحتواء وكرم الضيافة، فكأن العراق لم يغب لعقدين، فقد فيهما الكثير وحيكت عليه الخطط، وتدخل المدعون والمنظرون، والمغرضون، وكل منهم يدعي أن المريض قد كتب له في وصيته جزءا من أملاكه، وقيمته وتراثه.
ولكن السندباد العراقي أفاق ليقول لهم: «بلوا أوراق وصاياكم المزورة واشربوا ماءها، فأنا عائد، لحياتي وممتلكاتي وأرضي ومياهي المسروقة من عروق دجلة والفرات، وسأستعيد حريتي وخيراتي، وحبي لإخوتي العرب، فقربي لهم يسدد خطواتي، بدليل تزاحم شعبي على الطرقات للوصول إلى ملعبي جذع النخلة والميناء، ومن هتفوا على كل شبر أحرقتموه، وكل زاوية وبيت ومصنع ومزرعة، وسأستعيد أبناء لي هجرتموهم بما صنعتم من مرتزقة وميليشيات ودواعش.
خسئتم، فلن تجدوا الوسيلة للتعمق في جوفي، ولن تحكموا قدراتي وقراري، ولن تخلقوا الفوارق بين تنوع شعبي سنة وشيعة وأكرادا وفسيفساء أقليات الأصالة التاريخية.
نعم لقد عاد رونقي مع هذه الدورة الخليجية العربية، التي صنعت فيها المستحيل بمجرد الحب، فكنت التنظيم والحارس والدفاع، والوسط، والأطراف، وكنت رأس الحربة تكتب النصر، ليس في كرة القدم فقط، ولكن بما كان من وهج حضور أخوي لن يغيب بعد اليوم، فأنا شباب العراق وعنفوانه وطموحه، ولن أحتاج مداويين ومشعوذين يتفتفون، ويكذبون، ويدسون، ويخنقون، ويمنعون، ويحتلون.
أنا بنيتي الطيبة قمت ماردا، وأدهشت العالم بعودة هي الأفضل، والأقرب للأصدقاء، والرد على كل خائن مانع معتد أثيم، يخطط لمسخ عروبتي وعراقيتي وقيمتي القديمة المتجددة بإبصار القادم.
صحوت بافتتاح يليق بي، فوجدت الشوارع ممتلئة بالمحبين، في البصرة، وسائر محافظاتي، وعلى امتداد شط الخليج، وفي عواصم العروبة، التي اشتاقت لعودتي، بسعادة لا توصف من قلوب صدق ومحبة.
العظماء في داخلي تفاعلوا وغردوا غبطة، وليس فقط مقتدى الصدر، أو عدنان درجال، ولكن كل شريف، وأصيل، وكل مسؤول شعر بتقصير نحوي في غيبوبتي.
حقيقة إننا -نحن العرب- رأينا بأعيننا وعشنا في الأيام الماضية جمالية عودة هذا الشعب العظيم لأحضاننا، وشهدنا ثورة تقويم المسار والأولويات، وكم نتمنى أن يستمر ذلك ويتعمق، لصالح عراق يظل سيدا، مهما تكالبت عليه المؤامرات، وكثرت الذئاب المسعورة؛ لأنه الشامخ الأصيل المهم المحوري الكريم القوي العربي داحر الأعداء.
ومبروك عليه وعلى شعبه العظيم أجمل وأعظم استفاقة، وفوز بما فاق معاني بطولة الخليج العربي.
shaheralnahari@
تجمع إخوته الخليجيون في غرفة الإفاقة مستبشرين وغير مصدقين بجماليات اللحظة، ولو أن في دواخلهم يقين ثابت بأن العراق لا يموت، وحتى لو تكالبت عليه مشارط وحقن وتداخلات الشر، وأدمى الجارحون أطرافه، وحاولوا الوصول إلى قلبه لقطع الشرايين، وحقن أوردته بالسموم والخوف والقهر والدحر والتخدير، إلا أن عراق حضارات عشرة قرون قاوم وعاد مثل أبطال الأساطير مدركا بأن من يحيطون به من الأشقاء الأحبة مخلصون، ويميز يقينا من اختبؤوا تحت سريره، مختفين بثياب الأطباء، وهم كاذبون أشرار، يسعون لجعل غيبته دائمة، لسرقة أعضائه وممتلكاته وإرثه، وإذلال وتشتيت شعبه العراقي الأبي، الذي لا ولن تتبدل نبضات عراقيتهم، وعروبتهم، ومهما حاول أعداؤهم وكذبوا وكادوا وتآمروا.
كرة القدم كانت مادة النشادر، التي أعادت العملاق للحركة، والبركة، وحسن الاحتواء وكرم الضيافة، فكأن العراق لم يغب لعقدين، فقد فيهما الكثير وحيكت عليه الخطط، وتدخل المدعون والمنظرون، والمغرضون، وكل منهم يدعي أن المريض قد كتب له في وصيته جزءا من أملاكه، وقيمته وتراثه.
ولكن السندباد العراقي أفاق ليقول لهم: «بلوا أوراق وصاياكم المزورة واشربوا ماءها، فأنا عائد، لحياتي وممتلكاتي وأرضي ومياهي المسروقة من عروق دجلة والفرات، وسأستعيد حريتي وخيراتي، وحبي لإخوتي العرب، فقربي لهم يسدد خطواتي، بدليل تزاحم شعبي على الطرقات للوصول إلى ملعبي جذع النخلة والميناء، ومن هتفوا على كل شبر أحرقتموه، وكل زاوية وبيت ومصنع ومزرعة، وسأستعيد أبناء لي هجرتموهم بما صنعتم من مرتزقة وميليشيات ودواعش.
خسئتم، فلن تجدوا الوسيلة للتعمق في جوفي، ولن تحكموا قدراتي وقراري، ولن تخلقوا الفوارق بين تنوع شعبي سنة وشيعة وأكرادا وفسيفساء أقليات الأصالة التاريخية.
نعم لقد عاد رونقي مع هذه الدورة الخليجية العربية، التي صنعت فيها المستحيل بمجرد الحب، فكنت التنظيم والحارس والدفاع، والوسط، والأطراف، وكنت رأس الحربة تكتب النصر، ليس في كرة القدم فقط، ولكن بما كان من وهج حضور أخوي لن يغيب بعد اليوم، فأنا شباب العراق وعنفوانه وطموحه، ولن أحتاج مداويين ومشعوذين يتفتفون، ويكذبون، ويدسون، ويخنقون، ويمنعون، ويحتلون.
أنا بنيتي الطيبة قمت ماردا، وأدهشت العالم بعودة هي الأفضل، والأقرب للأصدقاء، والرد على كل خائن مانع معتد أثيم، يخطط لمسخ عروبتي وعراقيتي وقيمتي القديمة المتجددة بإبصار القادم.
صحوت بافتتاح يليق بي، فوجدت الشوارع ممتلئة بالمحبين، في البصرة، وسائر محافظاتي، وعلى امتداد شط الخليج، وفي عواصم العروبة، التي اشتاقت لعودتي، بسعادة لا توصف من قلوب صدق ومحبة.
العظماء في داخلي تفاعلوا وغردوا غبطة، وليس فقط مقتدى الصدر، أو عدنان درجال، ولكن كل شريف، وأصيل، وكل مسؤول شعر بتقصير نحوي في غيبوبتي.
حقيقة إننا -نحن العرب- رأينا بأعيننا وعشنا في الأيام الماضية جمالية عودة هذا الشعب العظيم لأحضاننا، وشهدنا ثورة تقويم المسار والأولويات، وكم نتمنى أن يستمر ذلك ويتعمق، لصالح عراق يظل سيدا، مهما تكالبت عليه المؤامرات، وكثرت الذئاب المسعورة؛ لأنه الشامخ الأصيل المهم المحوري الكريم القوي العربي داحر الأعداء.
ومبروك عليه وعلى شعبه العظيم أجمل وأعظم استفاقة، وفوز بما فاق معاني بطولة الخليج العربي.
shaheralnahari@