الوهم المعرفي.. والمشاؤون على سطح الماء
السبت - 21 يناير 2023
Sat - 21 Jan 2023
ظهر مصطلح (وهم المعرفة) لأول مرة عام 2002 كنتيجة لسلسلة من دراسات ليونيد روزنبليت وفرانك كيل.
ومنذ عدة أشهر قرأت لديفيد روبسون قوله «إنه من السهل الاعتقاد أنك تمتلك المعرفة الكاملة، لكن الأمر المؤكد أن معرفتك أقل مما تعتقد»، ولسان حال اليوم يصادق على هذه المقولة.
دفعني لكتابة هذه الأسطر ما تشهده بعض المنابر على وسائل التواصل الاجتماعي من تزاحم وتدافع لبعض متصدري المشهد ممن ابتلوا بوهم المعرفة، وانعكاس أثر بعض الطروحات المغلوطة أو المشوهة في تجهيل العامة جهلا مركبا؛ بإدراك الأمور بخلاف حقيقتها.
الوهم المعرفي متمثل في الثقة التامة (الزائفة) لبعض الأشخاص بأن معرفتهم بما يمارسونه أو ما يحيط بهم شاملة ووافية، بل قد يتوهم البعض منهم أن معرفته شاملة لكل شيء تقريبا؛ كمن يتباهى في سيره ظننا منه بقدرته على المشي على الماء، وهذا ما يطلق عليه علماء الاجتماع والنفس المعاصرون (وهم المعرفة)، فيصبح البعض مقتنعا بكمال معرفته لكل المعلومات العامة، وأنه أكثر فهما لمحيطه ولما يحدث في العالم سياسيا واقتصاديا وبيئيا وثقافيا واجتماعيا.. إلخ.
راقب بعناية حين يظهر على السطح موضوع ما يهتم له المجتمع، حتما ستجد من ينطلق مزهوا عبر بعض قنوات التواصل الاجتماعي مفسرا ومفندا -كمن يمارس المشي على سطح الماء- ويتحدث من خلال معلومات عامة غير متخصصة وأحيانا مغلوطة، يمجد بعض أصحاب العلاقة بالموضوع ويوزع اللوم ويكيل الاتهامات على البعض الآخر، ومع بداية النقاش وطرح الأسئلة لن تجد إجابات عن معرفة حقيقية، فمنهم من يهرع للحديث عن مواضيع جانبية لا علاقة لها بالموضوع الأساس، ويلوذ بعضهم بالتدثر خلف غموض المفاهيم وبعض الأحداث محاولا ستر جهله بالموضوع المطروح وأهدافه وهو يغرق في (شبر مويه) بعد عجزه عن المشي على سطحه. حينها تقف متحيرا من الجراءة البالغة والثقة الزائفة التي يتحدث بها البعض.
منابر الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي بما يبث من خلالها أمانة، يجب أن يتوقف مدعي المعرفة من القفز عليها، فمن المعيب التحدث عن الأشياء خارج سياقها جهالة، ورد في الأثر قول الإمام مالك: من فقه العالم أن يقول لا أعلم.
وأخيرا أقول: لا يعيب المرء قلة معرفته ببعض الأمور، لكن يعيبه أن يعمل أو يتحدث عنها بجهالة!
@Salem_Humaidan
ومنذ عدة أشهر قرأت لديفيد روبسون قوله «إنه من السهل الاعتقاد أنك تمتلك المعرفة الكاملة، لكن الأمر المؤكد أن معرفتك أقل مما تعتقد»، ولسان حال اليوم يصادق على هذه المقولة.
دفعني لكتابة هذه الأسطر ما تشهده بعض المنابر على وسائل التواصل الاجتماعي من تزاحم وتدافع لبعض متصدري المشهد ممن ابتلوا بوهم المعرفة، وانعكاس أثر بعض الطروحات المغلوطة أو المشوهة في تجهيل العامة جهلا مركبا؛ بإدراك الأمور بخلاف حقيقتها.
الوهم المعرفي متمثل في الثقة التامة (الزائفة) لبعض الأشخاص بأن معرفتهم بما يمارسونه أو ما يحيط بهم شاملة ووافية، بل قد يتوهم البعض منهم أن معرفته شاملة لكل شيء تقريبا؛ كمن يتباهى في سيره ظننا منه بقدرته على المشي على الماء، وهذا ما يطلق عليه علماء الاجتماع والنفس المعاصرون (وهم المعرفة)، فيصبح البعض مقتنعا بكمال معرفته لكل المعلومات العامة، وأنه أكثر فهما لمحيطه ولما يحدث في العالم سياسيا واقتصاديا وبيئيا وثقافيا واجتماعيا.. إلخ.
راقب بعناية حين يظهر على السطح موضوع ما يهتم له المجتمع، حتما ستجد من ينطلق مزهوا عبر بعض قنوات التواصل الاجتماعي مفسرا ومفندا -كمن يمارس المشي على سطح الماء- ويتحدث من خلال معلومات عامة غير متخصصة وأحيانا مغلوطة، يمجد بعض أصحاب العلاقة بالموضوع ويوزع اللوم ويكيل الاتهامات على البعض الآخر، ومع بداية النقاش وطرح الأسئلة لن تجد إجابات عن معرفة حقيقية، فمنهم من يهرع للحديث عن مواضيع جانبية لا علاقة لها بالموضوع الأساس، ويلوذ بعضهم بالتدثر خلف غموض المفاهيم وبعض الأحداث محاولا ستر جهله بالموضوع المطروح وأهدافه وهو يغرق في (شبر مويه) بعد عجزه عن المشي على سطحه. حينها تقف متحيرا من الجراءة البالغة والثقة الزائفة التي يتحدث بها البعض.
منابر الإعلام وقنوات التواصل الاجتماعي بما يبث من خلالها أمانة، يجب أن يتوقف مدعي المعرفة من القفز عليها، فمن المعيب التحدث عن الأشياء خارج سياقها جهالة، ورد في الأثر قول الإمام مالك: من فقه العالم أن يقول لا أعلم.
وأخيرا أقول: لا يعيب المرء قلة معرفته ببعض الأمور، لكن يعيبه أن يعمل أو يتحدث عنها بجهالة!
@Salem_Humaidan