دحام مبارك الغالب

الإرادة كنز له أسرار

الخميس - 19 يناير 2023

Thu - 19 Jan 2023

إن حياتنا ليست دائما مثالية كما نتخيل، سنقابل عقبات ومشكلات كثيرة، المهم هو أن نغذي قوة إرادتنا وعزيمتنا على التغلب على كل هذه المشكلات، ويتعين على كل شخص أن يعمل باستمرار لتقوية عزيمته وإرادته لتحقيق كل أهدافه والتغلب على مصاعب الحياة.

إن قوة الإرادة هي الدافع لممارسة كل شيء في حياتنا، فعندما نمتلك إرادة قوية، سنتمكن من اتخاذ قرارات ذكية على الرغم من العوامل السلبية المختلفة التي تواجهنا، والشخص الذي لديه إرادة ضعيفة سيكون أكثر تشككا في نفسه ويستسلم بسهولة لما يمر به في حياته.

ولتحقيق ما نريده في الحياة من نجاحات علينا أن نمتلك قوة إرادة إلى حد القيام بأشياء تتجاوز الروتين اليومي المعتاد، لجعل الأهداف ناجحة، عليك أن تعرف أولا ما تريده، إن تحديد ما تريد تحقيقه سيجعلك جاهزا حتى في مواجهة أشد الصعوبات.

والعزم هو القدرة على بذل قصارى جهدك لمواصلة القيام بشيء ما حتى لو كان ذلك يمثل تحديا كبيرا، وعندما نرغب في تحقيق تغيير كبير في الحياة، ومع ذلك فإنها تتطلب طاقة مستمرة للحفاظ عليها.

والمتأمل في القرآن الكريم يدرك أن الله سبحانه وتعالى يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالمبادرة والمضي قدما حين العزم وبعد المشاورة مع أصحابه، قال تعالى «فإذا عزمت فتوكل على الله». فكان صلى الله عليه وسلم من أولي العزم من الرسل، وصاحب عزيمة لا تعرف الكلل والملل.

إن الفرص الكبيرة للنجاح والعطاء والمجد والترقي تتاح للإنسان نادرا أو مرة واحدة، ولا تستمر أبد الدهر وطوال العمر، فإذا أتيحت لك فرصة للترقية الوظيفية، وتحسين الوضع، من خلال مشروع يمكن أن يؤثر إيجابيا على حياتك العلمية والعملية، فلا تسوف، ولا تستحسن البقاء في منطقة الأمان، فتفقد قوة الإرادة، وصدق العزيمة، فاستخر واستشر، ولا تتأخر وتحجم، وتعيش في الأوهام والظنون حتى يفوتك القطار.

وليس الهدف من انتهاز الفرص واقتناصها دفع النفس للمغامرة والإقدام والاندفاع والمخاطرة دون دراسة وتأمل، فهو غير محمود العواقب كذلك، لكن القصد اغتنامها بالشكل السليم، وطرح التذبذب، أو التأخر عن اتخاذ القرار، وضع في اعتبارك أنه من النادر أن تطرق الفرصة باب أحد إلا إذا كان متميزا جدا ويستحق ذلك.

إن مشكلة أغلب الناس تتلخص في الإرادة وليس القدرة؛ فإن الإرادة القوية تصنع المعجزات، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن العديد من المخترعين والنوابغ فشلوا في إنجاز شيء يذكر ليس بسبب ضعف قدراتهم ولكن بسبب ضعف إرادتهم، إن الإرادة كنز سره أنها قدرة يمكن تعلمها بالممارسة اليومية ولكن أولا عليك الاعتراف بعيوبك، اكتبها على ورقة ثم ابدأ بعلاج نفسك.

طور نفسك بالشعور الدائم بالإنجاز، بالنجاح في تحقيق شيء محدد، وخاصة إذا كان صغيرا، مما يؤدي إلى تقوية إرادتك وعزيمتك في تحقيق النجاح فيما هو أكبر من هذا.

عالج نفسك بمخالفة ما تشتهيه وتحبه بمعنى في حالة أنك تحب الذهاب إلى مكان ما فقم بمخالفة هذا، ولا تذهب إليه وتحمل قليلا، وضع في اعتبارك أنك تفعل هذا على سبيل التدريب تجد نفسك وقد تولد لديك عزم سيغير حياتك. أيضا صاحب أقوياء الإرادة وتجنب ضعافها، اقرأ دائما عن أقوياء الإرادة وتعرف على تاريخهم وعزيمتهم.

وأخيرا إن اختفاء العزم والإرادة يؤدي إلى فساد في الرأي، وبرود في الهمة، وخور في التصميم، وشتات للجهد، وإخفاق في السير، هو مرض لا دواء له إلا العزم والجزم والثبات.

Daham9920@