إيران تبتز أوروبا.. وبريطانيا ترد: نظامكم ينهار

التايمز: الرد على إعدام أكبري فاتر ولا بد من تحرك عالمي أكثر جدية طهران: إدراج الحرس في قائمة الإرهاب بمثابة إطلاق النار على أنفسكم
التايمز: الرد على إعدام أكبري فاتر ولا بد من تحرك عالمي أكثر جدية طهران: إدراج الحرس في قائمة الإرهاب بمثابة إطلاق النار على أنفسكم

الخميس - 19 يناير 2023

Thu - 19 Jan 2023

بينما بدأ النظام الإيراني حملة ابتزاز وتهديد جديدة تجاه أوروبا أمس، ووصف خطوتها المنتظرة بتصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية بأنه «إطلاق نار على أنفسهم»، رد الإعلام البريطاني بقوة على أصحاب العمائم، وقال إن نظام الوالي الفقيه ينهار بسرعة كبيرة وبات في طريقه للزوال. وشبهت التايمز البريطانية النظام الإيراني بالنظام السوفيتي الذي انهار عام 1983 إثر حرب اقتصادية ضد موسكو ودعم غربي للمعارضين السوفيت، مما أدى إلى حملة ضد شرعية النظام، مشيرة إلى أن هذا ما يجب القيام به الآن «لأن الدبلوماسية لا تجدي نفعا مع طهران».

ودعت دول أوروبا إلى التحرك بقوة، وقالت في افتتاحيتها أمس «ينبغي تصميم استراتيجية للتعامل مع إيران، التي أصبحت موردا مهما للطائرات بدون طيار للجيش الروسي في أوكرانيا، وقامت بتخصيب ما يكفي من المواد لصنع 4 قنابل نووية، ولديها العديد من الوكلاء والأذرع الإرهابية حول العالم».

رد فاتر

وفي إطار تحذيرها من خطورة نظام الملالي، قالت التايمز «أصبح الحرس الثوري الإيراني قوة مدمرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، حتى في بريطانيا حيث يحاول تنفيذ عمليات اغتيال أو اختطاف لأشخاص في المملكة المتحدة، لكن ما أثار استهجان لندن أخيرا هو قرار إعدام المواطن البريطاني الإيراني علي رضا أكبري الأسبوع الماضي، بعد اعتراف قسري بالتجسس على برنامج إيران النووي». وأشارت إلى أنه بإعدام أكبري، الذي كان نائبا لوزير الدفاع السابق في إيران، تصبح هذه المرة الأولى التي يتم فيها إعدام مواطن مزدوج من قبل إيران منذ عام 1980، ما أثار إدانة واسعة من قبل الغرب، وتؤكد أن الرد البريطاني كان فاترا، إذ تم فرض عقوبات على المدعي العام الإيراني جعفر منتظري، إلا أنه من الواضح أن هناك إحجاما بريطانيا عن اختيار نهج آخر أكثر جدية.

موت الاتفاق

وشددت الصحيفة على أن بريطانيا ترى أنه ما زالت هناك أهداف سياسية مهمة يمكن تحقيقها مع طهران من خلال الدبلوماسية، وأن هناك بقايا أمل في إمكانية إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات بشأن تقليص برنامجها للتخصيب النووي. وقالت «حتى الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان جزءا من إدارة باراك أوباما، عندما تم التوصل إلى اتفاق عام 2015 مع إيران، يقول سرا إن خطة العمل الشاملة المشتركة قد ماتت بالفعل، لأنها كانت تعتمد على التلاعب، ما جعل طهران تقترب أكثر من صنع الأسلحة النووية، والآن أصبح من السهل بالنسبة لطهران أن تبني قدراتها النووية، في الوقت الذي تسعى فيه إلى إقناع الغرب بأنها فعلت ما يكفي لتبرير تخفيف العقوبات عنها». ولفتت إلى أن هناك مؤشرات على تغيير مسار واشنطن تجاه طهران، حيث يرى بايدن فرصة مع وجود أغلبية من الحزبين في الكونجرس لرسم مسار مختلف، مسار لا يركز بشكل ضيق على عملية نزع السلاح النووي فحسب، بل أيضا يمكنه إيجاد طرق لدعم المعارضة الداخلية للنظام، وتسليط الضوء أكثر على تغيير طريقة حكم النظام الإيراني بشكل عام.

التظاهر والتمديد

وتؤكد الصحيفة أن بريطانيا أيضا يجب أن تحذو حذو واشنطن، خاصة أن انتشار الثورة الداخلية في إيران المستمرة منذ سبتمبر، وقمع النظام الوحشي للمتظاهرين، يجعل من المستحيل معاملة طهران كشريك دبلوماسي محتمل، في ظل تصاعد الغضب الداخلي بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر الماضي عقب احتجازها في شرطة الأخلاق. وشددت الصحيفة على ضرورة تخلي بريطانيا عن سياسة «التظاهر والتمديد» غير المثمرة، إذ إن التظاهر بأن إيران تتصرف بحسن نية بشأن الأسلحة النووية، مع تمديد العرض لرفع العقوبات الغربية عنها لا يجدي نفعا، وبدلا من ذلك يجب أن تتحدث لندن بوضوح وبشكل عاجل، مشيرة إلى أن الخطوة الأولى ستكون عبر «إعلان الحرس الثوري منظمة إرهابية ومنعه من دخول بريطانيا، فهو أكبر مورد للأسلحة لأذرعه في الشرق الأوسط والعالم».

عقوبات جديدة

وأقر دبلوماسيون بأن مملثي الدول الأعضاء بالاتحاد الأوروبي وافقوا بالإجماع على فرض عقوبات على إيران في بروكسل، ومن المقرر أن تتم الموافقة على تطبيقها رسميا في اجتماع لوزراء الخارجية الاثنين المقبل.

وفقا للدبلوماسيين تستهدف العقوبات الجديدة نحو 36 فردا ومؤسسة مشاركة في القمع الوحشي للاحتجاجات، وتشمل الإجراءات العقابية المزمعة تجميد أصول في الاتحاد الأوروبي وفرض حظر على دخول التكتل.

واستهدف الاتحاد الأوروبي في الحزمة السابقة من العقوبات التي تم إعلانها في ديسمبر 20 فردا وإذاعة جمهورية إيران، ويتهم الاتحاد الأوروبي الأخيرة بانخراطها بنشاط في تنظيم «اعترافات» تحت الضغط لمنتقدي النظام وبثها بعد إجبارهم عن طريق التخويف والعنف الشديد.

تهديد وابتزاز

في المقابل، عاد نظام الملالي إلى ابتزاز وتهديد أوروبا مجددا، وأجرى وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان مكالمة هاتفية بالممثل الأعلى للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل لتحذيره قبل إصدار أي عقوبات بشأن الحرس الثوري.

وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية «أرنا» أنه خلال هذه المحادثة الهاتفية، انتقد عبد اللهيان بشدة النهج المتوتر والانفعالي للبرلمان الأوروبي، وعده سلوكا غير مدروس وخاطئ.

ونقلت عن الوزير القول «لقد قلنا مرات عديدة إن الحرس الثوري مؤسسة رسمية وسيادية تلعب دورا مهما وحيويا في توفير الأمن القومي لإيران، وتصرف البرلمان الأوروبي في اتهام هذه المؤسسة الصانعة للأمن بالإرهاب هو نوع من إطلاق النار على قدم أوروبا نفسها».

وهدد البرلمان الأوروبي قائلا «عليهم التفكير في العواقب السلبية لهذا السلوك الانفعالي على أوروبا، والتركيز على مسار الدبلوماسية والتفاعل البناء والعقلانية».

وكان البرلمان الأوروبي طلب من الاتحاد الأوروبي إدراج الحرس الثوري الإيراني في قائمة المنظمات الإرهابية.

تطورات إيرانية:

  • دعا المتظاهرون إلى احتجاجات شعبية واسعة ضد نظام الملالي في جميع المدن الايرانية بعد صالة الجمعة اليوم.

  • حكمت محكمة في إيران على رجل قطع رأس زوجته البالغة من العمر 17 عاما بالسجن ثماني سنوات، الجريمة أثارت غضبا واسعا في إيران.

  • هاجمت الصحافة الايرانية رئيس الوزراء العراقي محمد شايع السوداني بعد تصريحاته عن المطالبة بإطلاق سراح المعتقلين العراقيين في دول الجوار.

  • طلبت باكستان من إيران ملاحقة الارهابيين الذين هاجموا وقتلوا أربعة جنود بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية وسط تصاعد العنف.