ياسر عمر سندي

الأسر اليوتيوبية

الأربعاء - 18 يناير 2023

Wed - 18 Jan 2023

وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة اتفقت على الدخول عنوة إلى منازلنا؛ وأبناؤنا على الطرف الآخر حريصون على استقبالهم بتفاوت مراحلهم العمرية ومستوياتهم التعليمية.

أصبحنا حاليا وعبر وسيلة اليوتيوب التواصلية نشاهد عائلة فلان وعائلة علان أيقونات الأسر اليوتيوبية يقومون بتصوير أحداثهم وواقعهم الخاص بين الزوج والزوجة وأبنائهم وما يعكسونه من تمثيليات مترهلة لأنشطة مبتذلة يتم تسجيلها ورفعها بصرف النظر عن معناها وهدفها.

هل تدرك هذه الأسر في منتجاتها حجم المسؤولية المجتمعية وكارثة التفريط فيها؟

هذا السؤال أود مناقشته مع القراء الأفاضل؛ أولياء الأمور وكل غيور؛ وهو دوري ودور كل أب وأم ومسؤول عن التوعية والتقييم والتفنيد لهذه المنتجات السلبية من خلال واجبنا الديني وهمنا المجتمعي.

أرى حاليا ما يستدعي إلى رفع درجة الوعي المجتمعي الجاد بالنظر في المحتوى المقدم من تلك الأسر اليوتيوبية من خلال معيارين مهمين؛ أولا النوعية؛ وثانيا الجودة.

العبث والعشوائية مقابل الحصول على ردود الأفعال وزيادة عدد المشاهدات من المتابعين وكذلك رفع نسبة المعجبين المنساقين خلفهم ليس له هدف سوى تحقيق أغراض شخصية وهو الحصول على المال والشهرة.

نحن لسنا ضد المحتوى الإيجابي الذي يقدم للأطفال من أنشطة معرفية وتربوية مثل تعليمهم الأخلاقيات والتعاملات مع الوالدين والأخوة والأصدقاء وكيفية قضاء الأوقات وتنظيمها واستثمارها أو أسلوب الدراسة والاهتمام بالنظافة الخاصة والعامة وانتقاء الأفضل للملبس والمشرب والمأكل وكل ما يعود بالنفع والخير، حتما ذاك مطلب رئيس وغاية مثلى ننشدها جميعا.

ولكن عندما نشاهد ذلك المحتوى المزعج والمنفر من تلك الأسر اليوتيوبية التي تتنافس بطريقة مبتذلة وسقيمة في الاستخفاف بعقلية المتلقي من خلال مقالب يفتعلها الأبوان بين بعضهم أو تجاه أبنائهم أو أن تصدر من الأخوة بين بعضهم البعض مثل أن تقوم الأم بعمل موقف يقلل من قدر الأب أو أن يتلفظ الأب بكلمات غير لائقة لزوجته وأبنائه لمجرد تكوين مشهد كوميدي ونشره؛ أجده أنموذجا عقيما في نقل صورة الأبوين المثالية وأرى فيه استغلالا لبراءة أطفالهم بتصويرهم وانتهاك خصوصياتهم بطريقة تؤثر سلبا على نفسياتهم؛ أو ما نراه من تلك الأسرة اليوتيوبية بشراء أنواع مختلفة من الحلويات والمشروبات غير الصحية والتي تجعل من أبنائنا مطبقين لقاعدة التقليد الأعمى لما يشاهدونه من سلوكيات سيئة؛ قطعا تلك الأفعال مستهجنة ومرفوضة تماما.

يقول المفكر الإسلامي الشهير مالك بن نبي رحمه الله «خيانة المجتمع نوعان الأول بهدم روحه والآخر بهدم وسائله؛ والجراثيم الناقلة للأمراض الاجتماعية أفكار معدية تهدم كيان المجتمعات أو تعوق نموها».

معظم الأسر اليوتيوبية همها اللهث النفعي وراء مصالحهم الخاصة لتحقيق الكسب المادي والانتشار المجتمعي بصرف النظر عما يقدمونه هل هو مفيد أم لا.

لا، وألف لا، لعائلة فلان وعلان المنتجة للوباء المجتمعي.

Yos123Omar@