كيف يمكن للحزن أن يحسن حياتك
الثلاثاء - 17 يناير 2023
Tue - 17 Jan 2023
تبدو كلمة الحزن كئيبة، ومؤلمة، ويبدو أن الحزن نفسه كله ألم لا خير فيه، والذي يتداوله الناس عن الحزن أنه صورة سوداوية لحالة إنسانية بائسة، ليس هذا فحسب، بل إن الناس لا ترى في الحزن أي صورة إيجابية ممكن استغلالها، وكيف يمكن أن يستغل أحدهم البكاء والألم والإحباط مقابل الفرح والعافية والتفاؤل، طبيعي جدا أن يكون هذا هو حال الحزن الآني والعرضي، إذ إنه لا يمكنك أن تصفه أقل من ذلك، فالحزن الذي يُلم بالإنسان ليس إلا تراجعا ووحدة وضيقة، لكن الإنسان ومنذ الأزل، يجهل ما يسعده وما ينفعه حتى الحزن نفسه!
هل يمكننا القول بجرأة إن للحزن صورا إيجابية، يمكن استغلال مفهومها بشكل رائع جدا عندما «نفهم ونتفهم» الحزن، وبخاصة عندما يكون عرضيا وليس مرضيا، وبمعنى آخر، عندما يكون عابرا وليس مقيما أو بما يصفه علماء النفس «اكتئابا» ذلك أنه عندما يكون في حالته المرضية يكون مرضا لا حالة نفسية عابرة وطبيعية تمر على معظم البشر، ويكون أكثر احتياجا للعلاج أكثر من مسألة تفهم!
وكمقدمة مهمة، فإن حياة الإنسان ليست سوى «ثلاث خطوات» في الأصل، فالإنسان المتطور تكون خطواته الثلاث: «خطوتين للأمام وخطوة واحدة للخلف» وبحسب ترتيباتها المحتملة، بينما الإنسان المتراجع تكون خطواته: «خطوتين للخلف وخطوة واحدة للأمام» وبحسب ترتيباتها أيضا، والحزن ليس إلا خطوة واحدة للخلف في كلا الحالتين، وتعتبر حالة الخطوة الواحدة للخلف هي طبيعية للغاية؛ لأنها من طبيعة الإنسان من جهة، ومن جهة أخرى تمنح الإنسان القدرة على مراجعة وتصحيح نفسه!
ماذا لو اعتبرنا الحزن هو نتيجة طبيعية لفقدان مؤقت للفرح، ألا يبدو إيجابيا؟ فإن كثيرا من الناس يعيش حالات فرح مستمرة، يفقد الفرح قيمته مع استمراره، فيأتي الحزن ليكسر رتابة الفرح المستمر، ليبدو الحزن هنا لطيفا ومقبولا ومؤقتا؛ لأن العودة للفرح وشيكة ومشوقة، بينما الذي يعيشون طوال حياتهم في حزن مقيم لا يعرفون الفرح أصلا، بل تأقلموا مع الحزن حتى أنهم لا يعرفون الفرح أصلا ويظنون أن الحياة حزن دائم، معتقدين أن الحياة كذلك، وكما قيل تعرف الأشياء بأضدادها، فلا يعرف الفرح من لم يذق طعم الحزن!
وفي مثل أكثر بساطة لكنه يبدو معبرا، تبدو حياة قطط المنازل مملة، ما إن تصحو وهي في نفس المكان وتأكل نفس الأكل، وتعيش نفس درجة الحرارة طوال العام، خالية من الألم والتغيير والأحداث ولذلك تبدو مملة فلا شيء جديد في حياتهم، بينما حياة قطط الشوارع تبدو أكثر إثارة رغم الألم فالأجواء متغيرة وحالاتها متغيرة وأخطارها متعددة وظروفها مختلفة ومع هذا تبدو أكثر دهاء وذكاء وتعبيرا ولديها عشرات الحلول لحياتها ولولا وجوه القطط الصامتة لقلنا أنها قادرة أن تعبر عن فرحها وحزنها لو قدر لها ذلك!
لماذا نتحدث هكذا؟ لأن الإنسان يجب أن يتأقلم مع طبيعته مع حزنه وفرحه، مع قلقه وطمأنينته، مع تحولاته وثباته مع جسده وروحه، مع عقله وعاطفته، مع كل مناقضاته، وأحد مناقضاته كيف يمكن للحزن أن يكون صورة إيجابية في حياته، وليست هذه الكلمات إلا مساهمة كيف يمكننا أن نفرح بالحزن (أو على الأقل نتقبله) رغم ألمه ورغم سوداويته ورغم أثره المؤلم!
Halemalbaarrak@
هل يمكننا القول بجرأة إن للحزن صورا إيجابية، يمكن استغلال مفهومها بشكل رائع جدا عندما «نفهم ونتفهم» الحزن، وبخاصة عندما يكون عرضيا وليس مرضيا، وبمعنى آخر، عندما يكون عابرا وليس مقيما أو بما يصفه علماء النفس «اكتئابا» ذلك أنه عندما يكون في حالته المرضية يكون مرضا لا حالة نفسية عابرة وطبيعية تمر على معظم البشر، ويكون أكثر احتياجا للعلاج أكثر من مسألة تفهم!
وكمقدمة مهمة، فإن حياة الإنسان ليست سوى «ثلاث خطوات» في الأصل، فالإنسان المتطور تكون خطواته الثلاث: «خطوتين للأمام وخطوة واحدة للخلف» وبحسب ترتيباتها المحتملة، بينما الإنسان المتراجع تكون خطواته: «خطوتين للخلف وخطوة واحدة للأمام» وبحسب ترتيباتها أيضا، والحزن ليس إلا خطوة واحدة للخلف في كلا الحالتين، وتعتبر حالة الخطوة الواحدة للخلف هي طبيعية للغاية؛ لأنها من طبيعة الإنسان من جهة، ومن جهة أخرى تمنح الإنسان القدرة على مراجعة وتصحيح نفسه!
ماذا لو اعتبرنا الحزن هو نتيجة طبيعية لفقدان مؤقت للفرح، ألا يبدو إيجابيا؟ فإن كثيرا من الناس يعيش حالات فرح مستمرة، يفقد الفرح قيمته مع استمراره، فيأتي الحزن ليكسر رتابة الفرح المستمر، ليبدو الحزن هنا لطيفا ومقبولا ومؤقتا؛ لأن العودة للفرح وشيكة ومشوقة، بينما الذي يعيشون طوال حياتهم في حزن مقيم لا يعرفون الفرح أصلا، بل تأقلموا مع الحزن حتى أنهم لا يعرفون الفرح أصلا ويظنون أن الحياة حزن دائم، معتقدين أن الحياة كذلك، وكما قيل تعرف الأشياء بأضدادها، فلا يعرف الفرح من لم يذق طعم الحزن!
وفي مثل أكثر بساطة لكنه يبدو معبرا، تبدو حياة قطط المنازل مملة، ما إن تصحو وهي في نفس المكان وتأكل نفس الأكل، وتعيش نفس درجة الحرارة طوال العام، خالية من الألم والتغيير والأحداث ولذلك تبدو مملة فلا شيء جديد في حياتهم، بينما حياة قطط الشوارع تبدو أكثر إثارة رغم الألم فالأجواء متغيرة وحالاتها متغيرة وأخطارها متعددة وظروفها مختلفة ومع هذا تبدو أكثر دهاء وذكاء وتعبيرا ولديها عشرات الحلول لحياتها ولولا وجوه القطط الصامتة لقلنا أنها قادرة أن تعبر عن فرحها وحزنها لو قدر لها ذلك!
لماذا نتحدث هكذا؟ لأن الإنسان يجب أن يتأقلم مع طبيعته مع حزنه وفرحه، مع قلقه وطمأنينته، مع تحولاته وثباته مع جسده وروحه، مع عقله وعاطفته، مع كل مناقضاته، وأحد مناقضاته كيف يمكن للحزن أن يكون صورة إيجابية في حياته، وليست هذه الكلمات إلا مساهمة كيف يمكننا أن نفرح بالحزن (أو على الأقل نتقبله) رغم ألمه ورغم سوداويته ورغم أثره المؤلم!
Halemalbaarrak@