أحمد صالح حلبي

إكسبو الحج تفوق وتراجع

الاثنين - 16 يناير 2023

Mon - 16 Jan 2023

اختتمت أنشطة وفعاليات مؤتمر ومعرض خدمات الحج والعمرة «إكسبو الحج 2023»، الذي نظمته وزارة الحج والعمرة تحت شعار «الجودة في منظومة الخدمات»، برعاية مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، بحضور أكثر من 60 ألف زائر من جميع أنحاء العالم، ومشاركة أكثر من 200 شركة متخصصة في خدمات الحج والعمرة، والعديد من الجهات الحكومية التي تُعنى بخدمات الحجاج والمعتمرين.

وأثمرت فعاليات المؤتمر الذي استمر 4 أيام، بين 9 جلسات رئيسة و4 جلسات حوارية، وجلستي عرض، و36 ورشة عمل، شارك في تقديمها 70 متحدثا محليا و11 متحدثا دوليا، واقع ومستقبل خدمات الحج والعمرة خلال 3 محاور؛ هي: التحسين والتنافسية والاستدامة.

وجاءت الجلسة الافتتاحية بعنوان «الجودة والتنافسية في خدمة ضيوف الرحمن.. رؤية مستقبلية»، لتؤكد حرص قيادة المملكة على تقديم أعلى مستويات الجودة والتميز في الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، فقدمت القطاعات الحكومية والأهلية ذات العلاقة بخدمات الحجاج والمعتمرين أحدث ما توصلت إليه من برامج وخدمات مستحدثة لضيوف الرحمن، وبرز تحول الأعمال والإجراءات إلى نظم وبرامج الكترونية فكانت منصة «نسك» التابعة لوزارة الحج والعمرة والتي تمنح الحاج والمعتمر من أي موقع بالعالم تصميم واختيار باقة خدماته، وتنهي إجراءاته، ويتم تنفيذ الإجراءات بسبع لغات نموذجا في الإبداع الالكتروني لراحة الحجاج والمعتمرين، وجاءت مشاركة قطاعات وزارة الداخلية وغيرها من القطاعات الحكومية متحدثة عن الجديد في الخدمات والحديث في البرامج.

ومثل إكسبو الحج 2023 ملتقى للتنافس الجيد بين مقدمي الخدمات في القطاع الخاص، فظهر التميز والريادة بأعمال ارتبطت بالخدمات الالكترونية من خلال تعاون المكتب الاستشاري للذكاء الاصطناعي والمجموعة البحثية للواقع الافتراضي والميتافيرس بجامعة الملك عبدالعزيز مع النقابة العامة للسيارات، وشركتي «طواف البيت»، و «مشارق»، لتطوير عدد من الخدمات وتحويلها من أعمال يدوية إلى أعمال الكترونية من خلال الذكاء الاصطناعي ومنها مراقبة أوزان عبوات وجبات التغذية المقدمة للحجاج، وحصر أعداد الحجاج المتواجدين داخل المخيمات في المشاعر المقدسة، والتعرف على الحجاج المتواجدين داخل المخيم، وما إذا كانوا تابعين للمخيم أو أنهم متواجدون داخل المخيم بطريقة خاطئة، ومراقبة نظافة المخيمات ومساكن الحجاج، والتعرف على أي تدن في مستوى النظافة أو تسربات في المياه، ودخل الذكاء الاصطناعي في خدمات الحجاج المرضى المنومين بالمستشفيات، ونقل المتحسنين منهم والتائهين إلى مقار سكنهم، باستخدام أنظمة ذكية تقلل زمن الرحلة.

وأطلقت هذا العام أول منصة للميتافيرس لتثقيف الحجاج بمناسك الحج، وعملت النقابة العامة للسيارات بالتعاون مع المكتب الاستشاري للذكاء الاصطناعي والمجموعة البحثية للواقع الافتراضي والميتافيرس بجامعة الملك عبدالعزيز على تطوير خوارزميات الحافلات الذكية بالنقابة العامة للسيارات والنقل الذكي، وإدخال أدوات الميتافيرس والواقع الافتراضي في التدريب والتعليم والاختبار لتجويد خدمات النقل.

كما دخل الذكاء الاصطناعي في تدريب الحجاج على أهم الأعمال التي يقومون بها منذ وصول الطائرة إلى مطار الملك عبدالعزيز بجدة وحتى سكنهم، وذلك عن طريق نظام محاكاة يستخدم الواقع الافتراضي، ويفيد هذا البرنامج في توعية الحجاج وتدريبهم على ما يلزمهم القيام به لتسهيل نسكهم.

ومع هذه التطورات السريعة ظهر تراجع بعض شركات خدمات الحجاج عن ملاحقة التطورات، أو حتى الالتزام بما قدمته سابقا، مما يطرح سؤالا: لماذا غاب التطور وظهر التراجع؟

وقبل الختام أقول: إن خدمات الحجاج لم تكن كسابق عهدها، يوم كان الحاج مجبرا على النزول بهذه المؤسسة أو تلك الشركة، فاليوم دخل نظام التنافسية وأصبح الحاج مخيرا بين هذه الشركة أو تلك، مما يعني ضرورة العمل على اختيار الكوادر المؤهلة، وفتح قنوات الاتصال والتواصل، وتحسين مستوى الخدمات، وعدم النظر نحو تعيين مدراء ومستشارين، فالخطط والبرامج مقرونة بالأسعار المناسبة التي تجذب الجميع. والاتفاقيات التي وقعها عدد من شركات خدمات الحجاج والمعتمرين، وشركات التغذية والنقل وغيرها، مع ممثلي خدمات الحجاج، خلال فعاليات المعرض، تؤكد أن البقاء سيكون للأفضل.