تأثيرات عالمية و«حويلان»
الاثنين - 09 يناير 2023
Mon - 09 Jan 2023
أما حويلان فقد كانت قرية صغيرة تبعد عن بريدة مسافة لا تزيد عن اثني عشر كيلو مترا، يحول بينها وبين بريدة قرية واسط والمؤطأ قبل أن تهبط على بريدة جهة حائط الحبلين، غربي حويلان كثيب رملي شاهق تتجمع البيوت والأملاك على سفح الكثيب (النفود) لتشكل أملاك الناس خطوطا ممتدة من الشمال للجنوب، يزرعون ما تجود به الأرض لهم وما زاد عن حاجتهم ساقه الناس لأسواق بريدة، ثم يعود أهل البلدة قبل مغيب الشمس أو بعدها أحيانا متجنبين المرور بـ«بريكة» مظنة أن فيها من الجان ما قد يصيبهم، وقد تبين لاحقا أنها ليست سوى أوهام الإرهاق والتعب أو لعل الجنّ رحلوا لما تكاثر الناس.
واتصلت حويلان بواسط وبالمؤطأ، هذا ليس كل شيء، الآن تؤثر عوامل الاقتصاد العالمية على حويلان كما لو كان الـ «فيفث أفينو» النيويوركي الشهير يمر في سوق حويلان، أو أن ساعة «بيق بن تطل بين سعفات النخيل في حويلان أيضا، أو أن «سب وي» طوكيو يقف في إحدى محطاته في حاضرة حويلان المزدهرة، العالم لم يعد قرية صغيرة بمعنى تعبير مجازي نضحك منه بل حقيقة.
لما ارتفعت سعر الفائدة الأمريكية، ترقب القابعون في بيوتهم في حويلان أثر ذلك على أسهمهم فور دخولهم لسوق الأسهم السعودي أو من خلال تطبيق دراية الذي يتيح تداول أسهم عالمية، فتتأثر مدخراتهم التي تم الاستثمار فيها في ناسداك وداو جونز أو ربما في سوق الأسهم الياباني، والذي جرأهم على الاستثمار فيها هم أبناؤهم الشباب الذين ركبوا سيارة «أوبر» من «حويلان» إلى مطار الأمير نايف الدولي في القصيم متجهين للولايات المتحدة الأمريكية ملتحقين ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي لم يترك بيتا إلا وفيه مبتعث، وخلال البعثة تعلم الشباب وعلموا أهلهم في حويلان كيف يمكن الاستثمار في الأسواق العالمية تحت سعيفات النخيل في مزرعتهم في حويلان بمجرد مداعبة لوحة مفاتيح اللاب توب، أما تطبيقات «تيكرتشارت» المتنوعة؛ فهي تتيح التداول والمتابعة لكل أسهم دول الخليج قاطبة تحت سقف تطبيق واحد، وليس هذا فحسب، بل إن لها شراكات مع بنوك محلية وخليجية تجعل أثرياء حويلان (القرية الصغيرة) يتجرؤون على دخولها هي الأخرى، ولا زالت اليابان تقلل من إنتاجها لسياراتها الفارهة (لكزس) ربما للأسواق العالمية أو للسوق السعودي فحسب مما أفسد خطط «أبو محمد» لشراء سيارة اللكزس الجديدة لنفسه قبل زواجه الثاني، واكتفى بالباترول من نيسان والتي استطاعت الشركة (ربما بسبب قوة المستثمر السعودي في بترومين) أن يحافظ على سعر جيد للسيارة المتأثرة بجنون كارلوس غصن رئيسها التنفيذي القديم الملاحق.
وإن كانت أسعار الأسمدة التي تحتاجها حويلان لم تتأثر كثيرا بالأزمات العالمية نظرا لتصنيعها المحلي، فإن هذا لم يجعل الكثير منهم يتابع ما يحدث في سوق العالمي للاستيراد فبعد الظهور القوي لدبس التمر صار الناس يستثمرون فيه هو الآخر، إذن الأسمدة مهمة والتصدير مهم!
لقد أصبح العالم قرية صغيرة جدا، وصارت حويلان تتأثر فعلا بأي حدث عالمي بعد أن كانت القرى معزولة عن مراكز الدول في المدن والعواصم الكبيرة، فسعر الفائدة يؤثر في العالم كله، وسعر صرف الدولار أمام العملات العالمية يؤثر على سلع ينوي الناس (كل الناس بلا استثناء بما فيها الناس في حويلان) في شرائها مثل جوال أو سيارة، وتسهيلات التقنية صار يمكن لأحد أبناء الأسر في حويلان أن يلعب مع فريق بعض الألعاب الالكترونية في الكمبيوتر المنزلي بواسطة اتصال بالألياف الضوئية للإنترنت وبعد أن يفوزوا يتواعد هؤلاء الشباب في رحلة معا إلى طوكيو ثم إلى إسبانيا، واحد منهم من حويلان أما البقية فمن القاهرة وفيينا ومانشستر وباريس لم يجمعهم شيء إلا اللعبة الالكترونية والعالم عندما تحول إلى قرية صغيرة صاروا أصدقاء!
Halemalbaarrak@
واتصلت حويلان بواسط وبالمؤطأ، هذا ليس كل شيء، الآن تؤثر عوامل الاقتصاد العالمية على حويلان كما لو كان الـ «فيفث أفينو» النيويوركي الشهير يمر في سوق حويلان، أو أن ساعة «بيق بن تطل بين سعفات النخيل في حويلان أيضا، أو أن «سب وي» طوكيو يقف في إحدى محطاته في حاضرة حويلان المزدهرة، العالم لم يعد قرية صغيرة بمعنى تعبير مجازي نضحك منه بل حقيقة.
لما ارتفعت سعر الفائدة الأمريكية، ترقب القابعون في بيوتهم في حويلان أثر ذلك على أسهمهم فور دخولهم لسوق الأسهم السعودي أو من خلال تطبيق دراية الذي يتيح تداول أسهم عالمية، فتتأثر مدخراتهم التي تم الاستثمار فيها في ناسداك وداو جونز أو ربما في سوق الأسهم الياباني، والذي جرأهم على الاستثمار فيها هم أبناؤهم الشباب الذين ركبوا سيارة «أوبر» من «حويلان» إلى مطار الأمير نايف الدولي في القصيم متجهين للولايات المتحدة الأمريكية ملتحقين ببرنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الذي لم يترك بيتا إلا وفيه مبتعث، وخلال البعثة تعلم الشباب وعلموا أهلهم في حويلان كيف يمكن الاستثمار في الأسواق العالمية تحت سعيفات النخيل في مزرعتهم في حويلان بمجرد مداعبة لوحة مفاتيح اللاب توب، أما تطبيقات «تيكرتشارت» المتنوعة؛ فهي تتيح التداول والمتابعة لكل أسهم دول الخليج قاطبة تحت سقف تطبيق واحد، وليس هذا فحسب، بل إن لها شراكات مع بنوك محلية وخليجية تجعل أثرياء حويلان (القرية الصغيرة) يتجرؤون على دخولها هي الأخرى، ولا زالت اليابان تقلل من إنتاجها لسياراتها الفارهة (لكزس) ربما للأسواق العالمية أو للسوق السعودي فحسب مما أفسد خطط «أبو محمد» لشراء سيارة اللكزس الجديدة لنفسه قبل زواجه الثاني، واكتفى بالباترول من نيسان والتي استطاعت الشركة (ربما بسبب قوة المستثمر السعودي في بترومين) أن يحافظ على سعر جيد للسيارة المتأثرة بجنون كارلوس غصن رئيسها التنفيذي القديم الملاحق.
وإن كانت أسعار الأسمدة التي تحتاجها حويلان لم تتأثر كثيرا بالأزمات العالمية نظرا لتصنيعها المحلي، فإن هذا لم يجعل الكثير منهم يتابع ما يحدث في سوق العالمي للاستيراد فبعد الظهور القوي لدبس التمر صار الناس يستثمرون فيه هو الآخر، إذن الأسمدة مهمة والتصدير مهم!
لقد أصبح العالم قرية صغيرة جدا، وصارت حويلان تتأثر فعلا بأي حدث عالمي بعد أن كانت القرى معزولة عن مراكز الدول في المدن والعواصم الكبيرة، فسعر الفائدة يؤثر في العالم كله، وسعر صرف الدولار أمام العملات العالمية يؤثر على سلع ينوي الناس (كل الناس بلا استثناء بما فيها الناس في حويلان) في شرائها مثل جوال أو سيارة، وتسهيلات التقنية صار يمكن لأحد أبناء الأسر في حويلان أن يلعب مع فريق بعض الألعاب الالكترونية في الكمبيوتر المنزلي بواسطة اتصال بالألياف الضوئية للإنترنت وبعد أن يفوزوا يتواعد هؤلاء الشباب في رحلة معا إلى طوكيو ثم إلى إسبانيا، واحد منهم من حويلان أما البقية فمن القاهرة وفيينا ومانشستر وباريس لم يجمعهم شيء إلا اللعبة الالكترونية والعالم عندما تحول إلى قرية صغيرة صاروا أصدقاء!
Halemalbaarrak@