أطباء الليل أبطال صنعتهم الانتفاضة الإيرانية
شبكة أهلية لإسعاف المتظاهرين في منازلهم بعيدا عن ملاحقة الحرس الثوري
جراح أمريكي يدعو المجتمع الدولي لدعم الشعب الإيراني في مواجهة القمع
العثور على الطبيبة آيدة رستمي جثة هامدة بعدما فقدت عينها وتشوه وجهها
أكثر من 200 مدينة تواصل الاحتجاجات وترفض الاستسلام للديكتاتورية
شبكة أهلية لإسعاف المتظاهرين في منازلهم بعيدا عن ملاحقة الحرس الثوري
جراح أمريكي يدعو المجتمع الدولي لدعم الشعب الإيراني في مواجهة القمع
العثور على الطبيبة آيدة رستمي جثة هامدة بعدما فقدت عينها وتشوه وجهها
أكثر من 200 مدينة تواصل الاحتجاجات وترفض الاستسلام للديكتاتورية
الأحد - 08 يناير 2023
Sun - 08 Jan 2023
عُثر على الطبيبة الإيرانية الشابة الدكتورة آيدة رستمي (36 عاما) مقتولة، وظهرت على جسدها علامات التعذيب، وفقدت إحدى عينيها وشوه نصف وجهها.
تساءل الكثيرون: ما الجريمة التي ارتكبتها حتى يحدث لها كل ذلك؟ كانت رستمي طبيبة ملتزمة بقسم أبقراط، وتعرضت للتعذيب حتى الموت لمجرد أنها قدمت العلاج الطبي للمتظاهرين المناهضين للنظام في إيران.
كانت الطبيبة الضحية تعتني بالعديد من المتظاهرين الجرحى في منطقة أكباتان بطهران، عندما غادرت منزل أحد المتظاهرين للحصول على الإمدادات وتم القبض عليها، تعهدت أن تصبح طبيبة بعد أن فقدت والدها بسبب السرطان عندما كانت صغيرة، خاطرت بحياتها لإنقاذ الإيرانيين خلال الوباء، لكن انتهى بها الأمر للتعذيب حتى الموت لمساعدة مواطنيها في نوع مختلف من الأزمات.
قصة رستمي ليست الوحيدة، بل هناك مئات الأطباء والطبيبات الذين لاقوا نفس المصير خلال الاحتجاجات الحالية التي تشهدها إيران في أكثر من 200 مدينة.
كما يؤكد الجراح والعالم الأمريكي الإيراني الدكتور فيروز دانشکري.
أطباء الليل
يقول الدكتور فيروز دانشکري «استمرت الاحتجاجات الإيرانية المناهضة للنظام لأكثر من 100 يوم مع شعارات مثل «يسقط الخميني»، في إشارة إلى المرشد السابق للنظام الخميني، وتردد صداها في جميع أنحاء البلاد، وردت طهران بحملة قمع شديدة وقاسية، وفقا لحركة المعارضة الإيرانية الرئيسة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، استشهد ما لا يقل عن 750 متظاهرا، بمن فيهم ما لا يقل عن 65 حدثا، قبض على ما يصل إلى 30 ألف شخص، وتفيد التقارير المتراكمة عن قيام قوات الأمن بمداهمة المستشفيات وأخذ المتظاهرين للتعذيب والاستجواب».
وكشف عدد من مديري المستشفيات عن إجبارهم على تقديم قوائم بأسماء المرضى إلى حرس الملالي، وعلى هذا النحو، تجنب العديد من المتظاهرين المستشفيات، حتى بعد إصابتهم بجروح خطيرة.
وأدت هذه الظاهرة إلى ظهور شبكة من «الأطباء الليليين» الذين يكرسون جهودهم لعلاج المتظاهرين المصابين خارج نظام المستشفيات وبعيدا عن أنظار الحرس الثوري وقوات الأمن، أنتجت تلك الشبكة العديد من الأبطال المجهولين، ولم تكن رستمي هي الوحيدة التي فقدت حياتها.
اعتقال وتعذيب
ويرى الجراح الإيراني أن الوضع الحالي لا يعتبر فريدا من نوعه، ففي الثمانينيات، عندما كان طالبا في كلية الطب بجامعة طهران في إيران، عالج العديد من النشطاء في منازلهم أو في أي مكان كانوا يختبئون فيه من السلطات، دون أي معدات تقريبا وإمدادات ضئيلة.
ويضيف «تم اعتقالي وتعرضي للتعذيب الشديد خلال تلك الفترة، ونقلت في النهاية إلى عنبر مكتظ بالسجناء في سجن إيفين، بمجرد أن اكتشفوا أنني طالب طب، بدأ دوري السري كطبيب سجن، كنت محظوظا لأنني تركت السجن على قيد الحياة، مع الأخذ في الاعتبار أنني أيضا كنت ناشطا مع منظمة مجاهدي خلق، وفي ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، تمتعت منظمة مجاهدي خلق بدعم هائل بين الناس من جميع مناحي الحياة، بما في ذلك التكنوقراط والأطباء، كانت العدو اللدود لنظام الملالي منذ إنشائه، وعلى هذا النحو، تم إعدام حوالي 120.000 من نشطاء مجاهدي خلق، بما في ذلك أكثر من 30 ٪ من زملائي في الفصل، في إيران على مر السنين.
الهروب من إيران
ويكمل دانشکري رواية قصته فيقول «بعد هروبي من إيران، أصبحت أستاذا للجراحة في الولايات المتحدة وعالما في الجراحة، ولكن على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود، لم أنس أبدا الألم الذي رأيته بين النشطاء الشباب في إيران، والذين لا يمكنني فعل الكثير من أجلهم، لقد انتفض الإيرانيون من جميع مناحي الحياة ضد النظام لإقامة جمهورية ديمقراطية، مرة أخرى، أجد أنه من المشجع أن العديد من المهنيين الطبيين الإيرانيين يتحدون جهود النظام لإيقاع النشطاء المصابين واعتقالهم».
ويواصل «علاوة على ذلك، أنا فخور بأن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق ساعدت في تنسيق شبكة الأطباء الليليين بينما لعبت أيضا دورا مركزيا في الانتفاضة، أبطال مثل رستمي يقدمون التضحية القصوى لتحقيق الديمقراطية والحرية في إيران، وبالنظر إلى تجربتي الخاصة، يمكنني أن أتخيل جيدا ما يمر به الأطباء والممرضات الإيرانيون منذ بدء الانتفاضة في منتصف سبتمبر.
إعدام الأطباء
وجهت تهم الإعدام إلى 3 أطباء على الأقل في نوفمبر الماضي، اتهموهم بـ«العداء لله»، لأنهم عالجوا الناس، واتضح أن هذه الاتهامات قد تؤدي إلى إعدام المتهمين، تم شنق شخصين على الأقل لمشاركتهما في الاحتجاجات، وحذرت السلطات من أنه يمكن أن يتبعه عدد أكبر بكثير.. وفقا للجراح الإيراني.
وأدان المجتمع الدولي على النحو الواجب عمليتي الإعدام المعروفين وأحكام الإعدام المصاحبة له، فضلا عن تقارير اغتصاب النساء في الحجز وإطلاق النار الجماعي على المتظاهرين في الشوارع.
ويشير إلى أن هذه التصريحات لها دلالات عديدة، فمع دخول الانتفاضة الإيرانية شهرها الرابع، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للديمقراطيات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان اتخاذ إجراءات ملموسة لدعم الانتفاضة والمشاركين فيها ومبادئ أولئك الذين يدعمونها، بما في ذلك الطاقم الطبي الإيراني.
ودعا المجتمع الدولي أن يدين بشدة فظائع النظام الإيراني وأن يتخذ إجراءات مثل فرض عقوبات جدية ووقف المفاوضات مع النظام والاعتراف بحق الإيرانيين في الدفاع عن أنفسهم.
وامتلكت رستمي الشجاعة للمخاطرة بحياتها من أجل التزامها بقسم أبقراط وأظهر عدد كبير من النشطاء نفس الشجاعة، لكنهم ينتظرون أيضا ليروا ما سيفعله العالم الحر لدعمهم في معركتهم ضد النظام في طهران.
مظاهرات الطائرة
بالتواكب، دعت المقاومة الإيرانية إلى تنظيم مظاهرات في أنحاء البلاد لإحياء الذكرى الثالثة لسقوط طائرة ركاب أوكرانية بصاروخ مضاد للطائرات، بعد فترة قصيرة من إقلاعها من طهران.
ويتهم النشطاء وأقارب الضحايا حتى الآن الحكومة في طهران بإخفاء القيام بعمل عسكري، أدى لمقتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 176 شخصا.
وكان الضحايا من أوكرانيا وإيران وكندا وأفغانستان وبريطانيا والسويد.
وأشار التقرير النهائي بشأن الحادث، المؤلف من 285 صفحة، ونشر عام 2021 إلى « خطأ بشري».
وقالت الحكومة إنها على استعداد لدفع 150 ألف دولار لكل أسرة ضحية.
وتجرى الاحتجاجات في عدة مواقع من بينها جامعات ومحطات مترو الأنفاق في طهران، وتأتي الدعوة لتنظيم المظاهرات في ظل احتجاجات موسعة اندلعت منتصف سبتمبر الماضي، بعد مقتل شابة كردية تم احتجازها لعدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي.
تطورات إيرانية:
تساءل الكثيرون: ما الجريمة التي ارتكبتها حتى يحدث لها كل ذلك؟ كانت رستمي طبيبة ملتزمة بقسم أبقراط، وتعرضت للتعذيب حتى الموت لمجرد أنها قدمت العلاج الطبي للمتظاهرين المناهضين للنظام في إيران.
كانت الطبيبة الضحية تعتني بالعديد من المتظاهرين الجرحى في منطقة أكباتان بطهران، عندما غادرت منزل أحد المتظاهرين للحصول على الإمدادات وتم القبض عليها، تعهدت أن تصبح طبيبة بعد أن فقدت والدها بسبب السرطان عندما كانت صغيرة، خاطرت بحياتها لإنقاذ الإيرانيين خلال الوباء، لكن انتهى بها الأمر للتعذيب حتى الموت لمساعدة مواطنيها في نوع مختلف من الأزمات.
قصة رستمي ليست الوحيدة، بل هناك مئات الأطباء والطبيبات الذين لاقوا نفس المصير خلال الاحتجاجات الحالية التي تشهدها إيران في أكثر من 200 مدينة.
كما يؤكد الجراح والعالم الأمريكي الإيراني الدكتور فيروز دانشکري.
أطباء الليل
يقول الدكتور فيروز دانشکري «استمرت الاحتجاجات الإيرانية المناهضة للنظام لأكثر من 100 يوم مع شعارات مثل «يسقط الخميني»، في إشارة إلى المرشد السابق للنظام الخميني، وتردد صداها في جميع أنحاء البلاد، وردت طهران بحملة قمع شديدة وقاسية، وفقا لحركة المعارضة الإيرانية الرئيسة، منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، استشهد ما لا يقل عن 750 متظاهرا، بمن فيهم ما لا يقل عن 65 حدثا، قبض على ما يصل إلى 30 ألف شخص، وتفيد التقارير المتراكمة عن قيام قوات الأمن بمداهمة المستشفيات وأخذ المتظاهرين للتعذيب والاستجواب».
وكشف عدد من مديري المستشفيات عن إجبارهم على تقديم قوائم بأسماء المرضى إلى حرس الملالي، وعلى هذا النحو، تجنب العديد من المتظاهرين المستشفيات، حتى بعد إصابتهم بجروح خطيرة.
وأدت هذه الظاهرة إلى ظهور شبكة من «الأطباء الليليين» الذين يكرسون جهودهم لعلاج المتظاهرين المصابين خارج نظام المستشفيات وبعيدا عن أنظار الحرس الثوري وقوات الأمن، أنتجت تلك الشبكة العديد من الأبطال المجهولين، ولم تكن رستمي هي الوحيدة التي فقدت حياتها.
اعتقال وتعذيب
ويرى الجراح الإيراني أن الوضع الحالي لا يعتبر فريدا من نوعه، ففي الثمانينيات، عندما كان طالبا في كلية الطب بجامعة طهران في إيران، عالج العديد من النشطاء في منازلهم أو في أي مكان كانوا يختبئون فيه من السلطات، دون أي معدات تقريبا وإمدادات ضئيلة.
ويضيف «تم اعتقالي وتعرضي للتعذيب الشديد خلال تلك الفترة، ونقلت في النهاية إلى عنبر مكتظ بالسجناء في سجن إيفين، بمجرد أن اكتشفوا أنني طالب طب، بدأ دوري السري كطبيب سجن، كنت محظوظا لأنني تركت السجن على قيد الحياة، مع الأخذ في الاعتبار أنني أيضا كنت ناشطا مع منظمة مجاهدي خلق، وفي ذلك الوقت، كما هو الحال الآن، تمتعت منظمة مجاهدي خلق بدعم هائل بين الناس من جميع مناحي الحياة، بما في ذلك التكنوقراط والأطباء، كانت العدو اللدود لنظام الملالي منذ إنشائه، وعلى هذا النحو، تم إعدام حوالي 120.000 من نشطاء مجاهدي خلق، بما في ذلك أكثر من 30 ٪ من زملائي في الفصل، في إيران على مر السنين.
الهروب من إيران
ويكمل دانشکري رواية قصته فيقول «بعد هروبي من إيران، أصبحت أستاذا للجراحة في الولايات المتحدة وعالما في الجراحة، ولكن على الرغم من مرور أكثر من ثلاثة عقود، لم أنس أبدا الألم الذي رأيته بين النشطاء الشباب في إيران، والذين لا يمكنني فعل الكثير من أجلهم، لقد انتفض الإيرانيون من جميع مناحي الحياة ضد النظام لإقامة جمهورية ديمقراطية، مرة أخرى، أجد أنه من المشجع أن العديد من المهنيين الطبيين الإيرانيين يتحدون جهود النظام لإيقاع النشطاء المصابين واعتقالهم».
ويواصل «علاوة على ذلك، أنا فخور بأن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق ساعدت في تنسيق شبكة الأطباء الليليين بينما لعبت أيضا دورا مركزيا في الانتفاضة، أبطال مثل رستمي يقدمون التضحية القصوى لتحقيق الديمقراطية والحرية في إيران، وبالنظر إلى تجربتي الخاصة، يمكنني أن أتخيل جيدا ما يمر به الأطباء والممرضات الإيرانيون منذ بدء الانتفاضة في منتصف سبتمبر.
إعدام الأطباء
وجهت تهم الإعدام إلى 3 أطباء على الأقل في نوفمبر الماضي، اتهموهم بـ«العداء لله»، لأنهم عالجوا الناس، واتضح أن هذه الاتهامات قد تؤدي إلى إعدام المتهمين، تم شنق شخصين على الأقل لمشاركتهما في الاحتجاجات، وحذرت السلطات من أنه يمكن أن يتبعه عدد أكبر بكثير.. وفقا للجراح الإيراني.
وأدان المجتمع الدولي على النحو الواجب عمليتي الإعدام المعروفين وأحكام الإعدام المصاحبة له، فضلا عن تقارير اغتصاب النساء في الحجز وإطلاق النار الجماعي على المتظاهرين في الشوارع.
ويشير إلى أن هذه التصريحات لها دلالات عديدة، فمع دخول الانتفاضة الإيرانية شهرها الرابع، أصبح من المهم أكثر من أي وقت مضى بالنسبة للديمقراطيات الغربية والمدافعين عن حقوق الإنسان اتخاذ إجراءات ملموسة لدعم الانتفاضة والمشاركين فيها ومبادئ أولئك الذين يدعمونها، بما في ذلك الطاقم الطبي الإيراني.
ودعا المجتمع الدولي أن يدين بشدة فظائع النظام الإيراني وأن يتخذ إجراءات مثل فرض عقوبات جدية ووقف المفاوضات مع النظام والاعتراف بحق الإيرانيين في الدفاع عن أنفسهم.
وامتلكت رستمي الشجاعة للمخاطرة بحياتها من أجل التزامها بقسم أبقراط وأظهر عدد كبير من النشطاء نفس الشجاعة، لكنهم ينتظرون أيضا ليروا ما سيفعله العالم الحر لدعمهم في معركتهم ضد النظام في طهران.
مظاهرات الطائرة
بالتواكب، دعت المقاومة الإيرانية إلى تنظيم مظاهرات في أنحاء البلاد لإحياء الذكرى الثالثة لسقوط طائرة ركاب أوكرانية بصاروخ مضاد للطائرات، بعد فترة قصيرة من إقلاعها من طهران.
ويتهم النشطاء وأقارب الضحايا حتى الآن الحكومة في طهران بإخفاء القيام بعمل عسكري، أدى لمقتل جميع ركاب الطائرة البالغ عددهم 176 شخصا.
وكان الضحايا من أوكرانيا وإيران وكندا وأفغانستان وبريطانيا والسويد.
وأشار التقرير النهائي بشأن الحادث، المؤلف من 285 صفحة، ونشر عام 2021 إلى « خطأ بشري».
وقالت الحكومة إنها على استعداد لدفع 150 ألف دولار لكل أسرة ضحية.
وتجرى الاحتجاجات في عدة مواقع من بينها جامعات ومحطات مترو الأنفاق في طهران، وتأتي الدعوة لتنظيم المظاهرات في ظل احتجاجات موسعة اندلعت منتصف سبتمبر الماضي، بعد مقتل شابة كردية تم احتجازها لعدم التزامها بقواعد اللباس الإسلامي.
تطورات إيرانية:
- استدعى وزير الخارجية الهولندي، فوبكه هوكسترا، سفير إيران في أعقاب إعدام متظاهرين أمس الأول.
- دعت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى مزيد من الضغوط من جانب الاتحاد الأوروبي على طهران.
- وصفت النائبة اليسارية في ألمانيا كارين لاي إيران على موقع تويتر بأنها «دولة إجرامية».
- دعت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا إلى تعزيز الدعم للمتظاهرين في إيران، وتشديد الإدانة لقادة الملالي.