ياسر عواد المغامسي

إضاءات في طريق خصخصة التعليم

الاحد - 08 يناير 2023

Sun - 08 Jan 2023

انطلاقا من رؤية المملكة 2030 في بناء مجتمع معرفي منافس عالميا، وتوفير فرصة التعليم للجميع في بيئة تعليمية مناسبة، وتوفير البدائل في تمويل التعليم من خلال تطبيق برامج الخصخصة العامة دون التأثير على جودة التعليم، تم تأسيس المركز الوطني للتخصيص كجزء من رؤية المملكة 2030، ويقوم المركز بتمكين عمليات تخصيص أصول وخدمات الجهات الحكومية المستهدفة، من خلال تسهيل عملية تخصيص الخدمات والأصول الحكومية وزيادة مشاركة القطاع الخاص، ولأن التعليم من أهم مستهدفات هذه الرؤية، فيحسن بنا استعراض هذه التجربة العالمية (خصخصة التعليم) من خلال هذه الإضاءات:

بداية نعرف الخصخصة وهي صفة عامة لعملية تظهر بأشكال متعددة وهي تتعلق بنقل الأموال العامة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، كما تشمل إسناد الخدمات العامة التي يقوم به القطاع العام إلى الشركات الخاصة.

لماذا خصخصة التعليم؟ هناك عوامل تفرض وتجعل خصخصة التعليم أمرا مهما، ومنها:

1 - الأزمة الاقتصادية: بتزايد ما يستهلكه التعليم وبتضاعف أعدد الطلاب.

2 - الخوف من تدهور أوضاع التعليم.

3 - التوجه نحو عالم ما بعد الصناعة: بالتحول من الصناعة إلى العلم، والاهتمام والتركيز على رأس المال الفكري والعلمي.

تتخذ خصخصة التعليم صورا وأشكالا مختلفة منها:

1 - التعاقد: تقوم المدارس الحكومية بتوقيع عقود مع جهات خاصة لتقوم بإمداد المدرسة بخدمات معينة مثل: النقل وتقديم الوجبات وطباعة الكتب.

2 - نظام القسائم أو الكوبونات التعليمية: وفيه تقوم الحكومة بتزويد الأهل بقسائم ذات قيمة مالية محددة لكل طفل في سن المدرسة، وهذه القسائم تخول الأهل إلحاق أولادهم بأي مدرسة يختارونها من مدارس التعليم الأهلي تكون رسومها التعليمية في حدود قيمة القسيمة، وبإمكانهم اختيار مدارس أخرى رسومها أعلى ولكن عليهم دفع الفرق.

3 - إسناد إدارة المدارس وتنظيمها إلى مؤسسات أهلية خاصة، وهو ما يعرف بـ (المدارس المستقلة) يطبق في أمريكا.

4 - إسناد بعض عناصر العملية التعليمية مثل بناء المنهج المدرسي أو توفير برامج تدريبية للتنمية المهنية للقيادات وشاغلي الوظائف التعليمية للقطاع الخاص.

5 - إسناد بعض الخدمات التعليمية المساندة مثل النقل المدرسي والمقاصف المدرسية للقطاع الخاص.

6 - امتلاك القطاع الخاص للمدارس، وهي أكثر أشكال الخصخصة انتشارا.

خصخصة التعليم في بعض الدول:

في بريطانيا بدأت خصخصة التعليم منذ الثمانينيات الميلادية، واتخذت شكلين أساسين:

- يتحمل القطاع الخاص نفقات التعليم التي كان يتحملها القطاع الحكومي، فيشارك أولياء الأمور والشركات الخاصة والمؤسسات الاجتماعية في سداد رسوم الخدمات التعليمية كالكتب والمباني المدرسية وغيرها من المصاريف.

- تتحمل الدولة نفقات الخدمات التعليمية التي تقدمها المؤسسات التعليمية الخاصة أو المستقلة، فالحكومة هنا تبيع الخدمات التعليمية لأولياء الأمور، وتحصل الرسوم التعليمية منهم نظير التحاق أبنائهم بمدارسها، ومن جهة أخرى تشتري الحكومة الخدمة التعليمية من القطاع الخاص من خلال تقديم العون المباشر وغير المباشر لمؤسساته التعليمية عن طريق المنح وسندات التعليم التي تمول من حصيلة الضرائب.

خصخصة التعليم ما بين المؤيدين والمعارضين:

أسباب وحجج المؤيدين:

1 - الخصخصة توفر ما يحتاج إليه التعليم من نفقات وإصلاح عيوبه وإتاحة المجال للتنوع في الجهات التي تقدم الخدمات التعليمية.2 - التحرر من بيروقراطية الأنظمة الحكومية.

3 - تعمل على إيجاد التوافق بين الخدمات التعليمية المقدمة ورغبات المستهلكين لها (أولياء الأمور).

4 - تعتبر الطريقة المثلى لمواجهة ما يعترض الحكومات من مشكلات تمويل التعليم.

أسباب وحجج المعارضين:

1 - يرون أن التعليم لا ينبغي له أن يترك تحت سيطرة المنافع الخاصة، فقوى السوق تسهم في نشر عدم العدالة بين الناس في وصولهم إلى المصادر التعليمية سواء كانت على أساس النوع أو الطبقة الاجتماعية أو المستوى الاقتصادي.

2 - الخصخصة قد تكون مجالا لاحتكار التعليم عندما ينظر إليه بوصفة صناعة تجارية.

@yasmh93