دحام مبارك الغالب

فضل التطوع والأعمال التطوعية

الخميس - 05 يناير 2023

Thu - 05 Jan 2023

في السنوات الأخيرة أصبح مفهوم التطوع والعمل التطوعي يلفت أنظار الناس، وزاد وعيهم بفوائده وآثاره الإيجابية على المتطوع وعلى المجتمع بشكل عام.

فالعمل التطوعي على المستوى الشخصي فرصة فريدة من نوعها، تتيح لك مقابلة أشخاص مختلفين وتكوين شبكة من العلاقات تضمن تطوّرك الشخصي والفكري والاجتماعي أيضا. ويسهم بشكل كبير في ارتقاء سيرتك المهنية إلى مستوى جديد مختلف تماما.

والعمل التطوعي ببساطة هو عمل خير يهدف إلى مساعدة ومساندة أشخاص غير مقتدرين سواء كان العمل فرديا أو جماعيا، والهدف الأول والأخير منه هو نيل الأجر والثواب ونشر الفرحة في قلوب الآخرين دون انتظار أي مردود أو ربح مادي.

وقد تطور مفهوم العمل التطوعي في وقتنا الحالي ليصبح نشاطا اجتماعيا قائما بشكل كبير على نشر الإيجابية في المجتمع وبات يتخذ أشكالا عديدة سواء كان ببذل الجهد الجسدي لمساعدة الآخر أو إنفاق المال ومساعدة المحتاج أو حتى بنشر العلم دون طلب أي مردود مادي أو نشر الفائدة بأي طريقة.

إن العديد من الفرص التطوعية توفر تدريبا مكثفا يصقل مهاراتك في جميع المجالات، كتطوير القدرة على التواصل مع الآخرين، وتنمية روح الفريق، فضلا عن الخبرة العملية في المجال الذي تتطوع فيه بالنظر إلى كون العمل التطوعي مجاني وغير مدفوع الأجر.

يسعى العمل التطوعي لخلق روح إنسانية تعاونية بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات المختلفة، فالتطوع هو ممارسة تتطلب ثقافة ووعيا بما يقدم لنا وللآخرين، لأن التطوع هو منا ولأجلنا، وهو نابع عن خلق العطاء العظيم ويعتبر عملا ساميا وجميلا.

ولقد جاءت آيات كثيرة دالة على مشروعية العمل التطوعي، ومن ذلك: قوله تعالى: (ومن تطوع خيرا فإن الله شاكر عليم). إن الله تعالى شاكر لفعل المتطوع عالم بالقائم به حتى يتيقن كل من عمل خيرا أن الله تعالى يعلمه ويشكره على عمله.

للعمل التطوعي أهمية على مستوى الفرد والمجتمع، فهو يسهم في تكاتف المجتمع وزيادة أواصر المحبة والمودة، من خلال تقديم المساعدة للآخرين، ويقوم بتنمية كثير من المهارات الشخصية للفرد في مجال عمله أو حياته، كمهارة التواصل، والالتقاء، والتخطيط، وإدارة الوقت، والقيادة، سواء باكتسابها أو حتى تنميتها وتطويرها، بالإضافة إلى أنه يوفر الفرص للمشاركة والتفاعل بين المتطوعين وأفراد المجتمع والجمعيات والمؤسسات العامة، والولاء للمجتمع وإدراك عملية التنمية، وتحديد الأولويات التي يحتاجها المجتمع، واستغلال طاقات الشباب المتوفرة للحد من سلوكياتهم الضارة، ويوجه أوقات الفراغ التي يملكها الشباب وطاقاتهم نحو أعمال تفيدهم وتفيد مجتمعهم ويبعث العمل التطوعي السعادة في نفس الفرد الذي يقوم به.

والحمد لله أن وطننا لديه زخم وإقبال منقطع النظير على العمل التطوعي من كل فئات المجتمع يقابله دعم وتشجيع من كافة الجهات المسؤولة في المملكة، فقد عملت على إطلاق مجموعة من المبادرات في هذا المجال وذلك لتحقيق رؤية 2030 بوصول عدد المتطوعين في السعودية إلى مليون متطوع.

ومن المبادرات التي أطلقتها المملكة: مبادرة يوم التطوع السعودي لدعم التوعية الصحية لدى المواطنين وتثقيفهم فيها، وفعالية التشجير والمساهمة في زيادة البيئة الخضراء لزيادة نسبة المساحات الخضراء في وطننا، بالإضافة لمبادرة عطاء وطن.

إن العمل التطوعي يمثل أهمية كبيرة في تعزيز مسيرة التنمية المستدامة وبناء مستقبل وطننا.

Daham9920@