حسن علي القحطاني

عام بعد عام

الأحد - 01 يناير 2023

Sun - 01 Jan 2023

ودعنا عاما ونستقبل عاما ميلاديا جديدا يقربنا أكثر من تحقيق أحلامنا، ولعلنا نتفق على أن المرحلة التي تمر بها المملكة العربية السعودية حساسة من حيث كم التحديات لتحقيق الأهداف السامية التي تخدم مصلحة مملكتنا على جميع الصعد وخصوصا السياسية والاقتصادية، ونذكر حديث ولي عهدنا الأمير محمد بن سلمان والمسؤولين مرارا عن التحديات التي واجهتنا ولا زلنا نواجهها وقد نواجه ما هو أشد منها لتثبيت مكانتنا العالمية وحماية مصالحنا وردع خصومنا.

تخطينا التغني ببطولاتنا التاريخية والقناعة التامة بالاعتماد فقط على تصدير النفط بدون تطوير حقيقي ولا عمل مستمر ولا تنوع في مصادر دخل بلدنا؛ لأن هذا يؤدي في النهاية إلى خسارة كل شيء، ونهوض خصومنا وأصدقائنا على حسابنا، فترهل اقتصادنا في 2003م وجه المستثمرين للاقتصاد التركي، وضعفنا في 2011م أدى لمراهنة الدول الصناعية على إيران، هذه حقائق تعلمنا منها دروسا باهظة الثمن؛ ولن يتكرر السماح بتفويت الفرص الثمينة.

إن ما نشهده من تحول ومسابقة لدقائق الزمن نحو النهضة الشاملة ليس من باب الترف ولا رغبة شخصية عند مسؤول أو وزير معين إنما هي أصبحت سياسة المستقبل لدولتنا، وبالطبع يقابلها عمل جاد من مؤسسات الدولة كافة وفق خطط مدروسة بعناية ومتابعة دقيقة لكافة المخرجات وتصحيح سريع لأي مسار لا يحقق نتائج مرضية لأسباب حديثة أو قديمة.

ومن الجميل في العام الماضي من وجهة نظري ما تحقق من التوازن في المواقف السياسية بين أقطاب القوى الكبرى في العالم التي أصبحت تتعامل معنا بمبدأ الندية لا التبعية؛ كما أن الانفتاح الاقتصادي والرقي الاجتماعي وبروز المكون الثقافي والأثر الرياضي كان من نتائج هذا العمل الدؤوب ويبعث تصور عن إطار السعي للنهضة التنموية الشاملة، ومما يثلج الصدر وما أعتبره من أكبر الفوائد هو أن نرى السعودية أصبحت وجهة مفضلة لملايين الزوار من مختلف الأعراق والثقافات والديانات، فبعد أن كان القاصد أما حاجا أو معتمرا أصبح هناك السائح والمستثمر والمبتكر والباحث والدبلوماسي والباحث عن الإقامة؛ ولأجلهم أنشأت مشاريع ومواسم ومواقع تحتوي على آلاف الفعاليات والأنشطة بما يتناسب مع كل زائر من الخارج والداخل.

أخيرا؛ مع هذا العام الجديد سنستمر في تصدير صورة صحيحة عن ديننا وتاريخنا وتراثنا وعاداتنا ومكارم أخلاقنا العربية الأصيلة للعالم كله؛ ومع هذا العام الجديد ستستمر السعودية في تحقيق التوازن السياسي والتنوع الاقتصادي وإقامة شراكات عملاقة وكسب ثقة الشركات العالمية وتوطين الصناعات الاستراتيجية لتحقيق أهداف استدامة مستمرة وستعمل بكل جهد لتوفير البيئات المناسبة لهذه المرحلة المليئة بالتحديات الدولية والأزمات الوجودية، حفظ الله السعودية ومن يحب السعودية. وكل عام وأنتم بخير.

hq22222@