سارة مطر

ميسي وينه.. كسرنا عينه

السبت - 31 ديسمبر 2022

Sat - 31 Dec 2022

لا يمكن ألا تكون قد سمعت الأغنية التي هزت أرجاء الملاعب الرياضية في مونديال كأس العالم لكرة القدم 2022 في دولة قطر، حيث لم يتوقف الأرجنتينيون عن غنائها فقط في الملاعب، لقد شاهدنا كاميرات الجوال وهي تصور المشجعين صغارهم وكبارهم يرددون هذه الأغنية، التي أعجز عن القول بأنها ليست أغنية شعبوية، وإنما مليئة بالعنصرية الفجة، فلا تزال الأرجنتين عاجزة عن التصالح مع تاريخها المخجل، والدليل أن فريق المنتخب في كأس العالم كان خاليا من أي لاعب من أصول أفريقية.

فلتقرأ معي الأغنية الشهيرة التي ترددت أصداؤها في أنحاء الدولة المضيفة: «برازيل أخبريني بماذا تشعرين، عندما تستقبلين كبيرك في الملعب، أقسم مهما مرت السنون، لن ننسى أبدا، عندما راوغكم مارادونا، وسجل كأني في مرماكم، وأنت تبكي منذ كأس العالم إيطاليا 90 إلى الآن، وهذا ليو سترونه يجلب الكأس لنا، مارادونا أفضل من بيليه، برازيل أخبريني بماذا تشعرين؟ عندما تستقبلين كبيرك في الملعب، أقسم مهما مرت السنون لن ننسى أبدا»، أغنية تقطر عنصرية بعيدة عن السلوكيات العقائدية والتسامح، جاءت في لحن صوت أحادي لا يمكن تغافله أبدا، وقد فازت الأرجنتين بكأس العالم 2022، وبالتأكيد لم تفز بالحظ لكنه الطموح واللعبة الحلوة، إذًا ما الداعي إلى التصادم مع البرازيل وبيليه؟ ولماذا تتحول الكرة -وهي اللعبة الأكثر شعبية في العالم- إلى محطة أكثر من مجرد تنافس؟ بل إنها وصلت إلى العداوات والضرب والتنكيل والتنمر، وكل ما يمكنك أن تتخيله، مبتعدة لكي تكون لعبة ذات مذاق مختلف، والأسباب كثيرة وقد ذكرنا بعضا منها.

لم يتجاهل التلفزيون الأرجنتيني حينما بدأت الأفراح والليالي الملاح بمناسبة فوز المنتخب بكأس العالم 2022، فتذكرت على الفور مشجعي المنتخب السعودي، حينما تم الضحك وتبادل النكات بعد خسارة الأرجنتين من السعودية، فأصبحت الجماهير السعودية تردد جملتها الشهيرة «ميسي وينه... كسرنا عينه»، شعر الإعلام الأرجنتيني بالضغينة والأسى من هذه الجملة أو العبارة، فظهر حينها وجهه القبيح، علما بأن يقينا ميسى لم يكن متألقا في مباراته مع السعودية، لسبب واضح ولا يحتاج حتى إلى تخمين، ألا وهو استهانة المنتخب الأرجنتيني بالمتسابق الآخر القادم من الصحراء، إذ كيف يمكنه أن يتغلب على منتخب يعتصر نرجسية وعنصرية شديدة.

طالعت التقارير التي قدمتها محطات التلفزة الأرجنتينية، شعب لا يريد أن يقبل بالهزيمة، ولا يريد أي أحد أن يتذكر خسارته من منتخب السعودية، ولكن هذا ما حدث فلم يكن ميسي ظاهرا في مباراته مع السعودية، فلم كل هذه الضغينة؟

يشعرني المنتخب الأرجنتيني وكأنه عاش ضحية الاستبداد والاضطهاد، فأصبح عقب ذلك واحدا ممن يمارسون الاضطهاد والتنمر على الآخرين.