تكفى.. مرة أخرى!
الأربعاء - 28 ديسمبر 2022
Wed - 28 Dec 2022
يسكنني الخوف وأنا أرى النهايات المؤلمة واللحظات الأخيرة والغياب الإجباري والانهزام المفاجئ في علاقاتنا وتعاملاتنا حينما تكون بالصورة التي لا تليق دينيا واجتماعيا وعقلا وعرفا.
أزعم أن البعض قد يجبر، وربما تكون هي الحل الوحيد، وأبصم أن البعض لا يريد ولا يرغب ولا يتمنى أن تكون كما كانت.
يومٌ حمل في طياته صورة مروعة وحدثا لا يمثل إلا نفسه وهو ما أشغل الآخرين، مما ترك أثرا وتأثيرا في نفس الجميع.
حادثة حرق الصديق لصديقه
حادثة مروعة مؤلمة مفجعة، اكتوت منها القلوب وذرفت الدموع، ونحن نستذكر شواهد من «تكفى يا سعد إلى أنا إيش سويت»؟!
نداءات قاتلة، غاب العقل عنها، وتغطى بنتيجة لا يُقبل أحد!
حوادث ليست لنا، وصور لا يمكن أن تكون بيننا، ومواقف أفزعتنا لا يمكن أن يقبل بها كائن من يكون.
استجابت الردود والكل أنكر ما حدث، ويئسوا من الأصدقاء والثقة بهم.
هل الصداقة أصبحت جريمة؟
إن الأحداث التي تقع على الإنسان هي بكل أبعادها أقدار مقدرة، ولا نملك إلا التسليم المطلق والإيمان الكامل بأن أمر الله في كل الأحوال هو خير.
لن أتحدث عن الحادثة كونها لا تمثل المجتمع وهي حالة فردية.
وما أريد أن أوضحه هنا أن الإنسان بطبعه يتعرض إلى ضغوط وظروف ويحتاج فيها إلى آخر للمشاركة والمشورة والرأي دون الاندفاع في اتخاذ القرارات التي ربما يتخذها بطريقة لا تتناسب.
وفقدان الجسر والتواصل بين محيط الأسرة تجده يعيش الرمق الأخير بل بدأنا نخافه ونخشى انتشاره.
الابن يشارك الأصدقاء ويأخذ برأيهم أكثر من الآباء.
والأخ ربما يجد الأصدقاء هم الملاذ الأقرب!
والقريب يقضي أوقاته مع الأصدقاء الذين هم من خارج حدود الأسرة؛ مما تجده يتخذ قرارات غريبة وينهج منهجا غير مقبول، مما يسهم في وجود فجوة ما بينه وبين أسرته، وقد يتسلل إلى تفكيره أنه يواجه عدم محبة وتقدير، وهو بذلك يصنع خيالات وأوهاما تدعمه في الابتعاد عن أسرته.
وفي المقابل تجد بعض الآباء يقضي وقته في عمله والاهتمام به، أو مع الأصدقاء والالتزام التام في الاستراحات، وفتح ملفات السفر والزواج وهو يغيب تماما عن أسرته ولا يراهم أو يجلس معهم أو يخصص وقتا لهم.
والأمرّ من ذلك أنه يربط مسؤوليته في رعايتهم بتوفير المأكل والمشرب، وقد اتكأ على تربيتهم في تفويض الأم بالقيام بالمهام التربوية.
إن المتغيرات الحديثة التي كانت لها دور رئيس قد فقدت الكثير ومنها مسجد الحي الذي لم يعد يلتقي به الكثير إلا في أوقات محددة، وذلك لكثرة المساجد وتعدديتها - ولله الحمد -، إضافة إلى ارتباط الكثير بأعمال تؤدي إلى القيام بواجباته الدينية في مقر أعمالهم.
كما أن الجيران مع زحام الحياة وكثرة التنقل ومزاحمة الحياة جعلت النمط السريع في الحياة يقلل من التقاء الجيران ومعرفتهم.
إن الأحداث التي تحدث والمواقف التي تتكون تحتاج إلى إعادة بناء الكثير من الأسر وارتباطهم وتماسكهم والعمل على متابعة وتربية الحقوق والواجبات تجاه أنفسهم وتجاه أقاربهم وتجاه مجتمعهم، وهو الأمر الذي نجده مغيّبا عند الكثير مما يساعد ويسهم ويدفع بعض الأبناء للوقوع في قضايا يدفعون ثمنها، ولأسباب عديدة أهمها قلة الخبرة في اتخاذ قرارات تساندهم في التجاوز لأي ظرف أو مشكلة تحدث.
إن أحداث الحياة تكشف لنا واقعا مخيفا في استهداف الشباب من جميع الجوانب من خلال نشر بعض الألعاب الالكترونية وانتشار بعض السموم التي تدمر العقل وتدعو إلى التساهل في التعدي على الآخرين من خلال ارتكاب الجرائم، وهو ما يمكن اتخاذه في التصفية للأشخاص حينما يختلف معهم بأسرع طريقة وهو ما يؤدي إلى بشاعة التصرفات، وإن لم يكن الأصدقاء كلهم سوءا بل بعضهم أسوأ من السوء نفسه؛ حيث يتم سحبك إلى ضعف اللحظة وكثرة التشتت مما يساعد على الوقوع في المخدرات التي تسلبك عقلك قبل روحك.
إن ما حدث من حريق لشاب آمن وبطريقة مروعة ومؤسفة آلمنا كثيرا وهو محط أنظار الدولة وفقهاء الدين، وتحت طائلة الدولة التي ستردعه، سائلين لهذا الشاب الرحمة والمغفرة وجنات النعيم.
وقد تترك المشاهد والمقاطع التي يتم تناقلها أذى لأسرته، وربما تعكس سلوكا على بعض الناشئة في التساهل بالاطلاع على مثل ذلك.
إننا بحاجة ماسة إلى أن نعيد حسابتنا كآباء وأمهات ومؤسسات تربوية واجتماعية في أن نخصص ما يساعد على ألا نترك عقول الأبناء تختطف أو تشوه وتلوث.
والحقيقة التي علينا أن نعيها أن العدو خفي يصعب مشاهدته بل تجد تأثيره من خلال سلوكيات مختلفة تظهر وتتضح، والبعض يتهاون في التعامل معها ويهملها حتى يقع الفأس بالرأس مما يجعلنا نعض أصابع الندم.
إن التربية والمتابعة والنموذج القدوة هو ما نحتاجه للمحافظة على الأمن والاطمئنان على أبنائنا.
Alsuhaymi37@
أزعم أن البعض قد يجبر، وربما تكون هي الحل الوحيد، وأبصم أن البعض لا يريد ولا يرغب ولا يتمنى أن تكون كما كانت.
يومٌ حمل في طياته صورة مروعة وحدثا لا يمثل إلا نفسه وهو ما أشغل الآخرين، مما ترك أثرا وتأثيرا في نفس الجميع.
حادثة حرق الصديق لصديقه
حادثة مروعة مؤلمة مفجعة، اكتوت منها القلوب وذرفت الدموع، ونحن نستذكر شواهد من «تكفى يا سعد إلى أنا إيش سويت»؟!
نداءات قاتلة، غاب العقل عنها، وتغطى بنتيجة لا يُقبل أحد!
حوادث ليست لنا، وصور لا يمكن أن تكون بيننا، ومواقف أفزعتنا لا يمكن أن يقبل بها كائن من يكون.
استجابت الردود والكل أنكر ما حدث، ويئسوا من الأصدقاء والثقة بهم.
هل الصداقة أصبحت جريمة؟
إن الأحداث التي تقع على الإنسان هي بكل أبعادها أقدار مقدرة، ولا نملك إلا التسليم المطلق والإيمان الكامل بأن أمر الله في كل الأحوال هو خير.
لن أتحدث عن الحادثة كونها لا تمثل المجتمع وهي حالة فردية.
وما أريد أن أوضحه هنا أن الإنسان بطبعه يتعرض إلى ضغوط وظروف ويحتاج فيها إلى آخر للمشاركة والمشورة والرأي دون الاندفاع في اتخاذ القرارات التي ربما يتخذها بطريقة لا تتناسب.
وفقدان الجسر والتواصل بين محيط الأسرة تجده يعيش الرمق الأخير بل بدأنا نخافه ونخشى انتشاره.
الابن يشارك الأصدقاء ويأخذ برأيهم أكثر من الآباء.
والأخ ربما يجد الأصدقاء هم الملاذ الأقرب!
والقريب يقضي أوقاته مع الأصدقاء الذين هم من خارج حدود الأسرة؛ مما تجده يتخذ قرارات غريبة وينهج منهجا غير مقبول، مما يسهم في وجود فجوة ما بينه وبين أسرته، وقد يتسلل إلى تفكيره أنه يواجه عدم محبة وتقدير، وهو بذلك يصنع خيالات وأوهاما تدعمه في الابتعاد عن أسرته.
وفي المقابل تجد بعض الآباء يقضي وقته في عمله والاهتمام به، أو مع الأصدقاء والالتزام التام في الاستراحات، وفتح ملفات السفر والزواج وهو يغيب تماما عن أسرته ولا يراهم أو يجلس معهم أو يخصص وقتا لهم.
والأمرّ من ذلك أنه يربط مسؤوليته في رعايتهم بتوفير المأكل والمشرب، وقد اتكأ على تربيتهم في تفويض الأم بالقيام بالمهام التربوية.
إن المتغيرات الحديثة التي كانت لها دور رئيس قد فقدت الكثير ومنها مسجد الحي الذي لم يعد يلتقي به الكثير إلا في أوقات محددة، وذلك لكثرة المساجد وتعدديتها - ولله الحمد -، إضافة إلى ارتباط الكثير بأعمال تؤدي إلى القيام بواجباته الدينية في مقر أعمالهم.
كما أن الجيران مع زحام الحياة وكثرة التنقل ومزاحمة الحياة جعلت النمط السريع في الحياة يقلل من التقاء الجيران ومعرفتهم.
إن الأحداث التي تحدث والمواقف التي تتكون تحتاج إلى إعادة بناء الكثير من الأسر وارتباطهم وتماسكهم والعمل على متابعة وتربية الحقوق والواجبات تجاه أنفسهم وتجاه أقاربهم وتجاه مجتمعهم، وهو الأمر الذي نجده مغيّبا عند الكثير مما يساعد ويسهم ويدفع بعض الأبناء للوقوع في قضايا يدفعون ثمنها، ولأسباب عديدة أهمها قلة الخبرة في اتخاذ قرارات تساندهم في التجاوز لأي ظرف أو مشكلة تحدث.
إن أحداث الحياة تكشف لنا واقعا مخيفا في استهداف الشباب من جميع الجوانب من خلال نشر بعض الألعاب الالكترونية وانتشار بعض السموم التي تدمر العقل وتدعو إلى التساهل في التعدي على الآخرين من خلال ارتكاب الجرائم، وهو ما يمكن اتخاذه في التصفية للأشخاص حينما يختلف معهم بأسرع طريقة وهو ما يؤدي إلى بشاعة التصرفات، وإن لم يكن الأصدقاء كلهم سوءا بل بعضهم أسوأ من السوء نفسه؛ حيث يتم سحبك إلى ضعف اللحظة وكثرة التشتت مما يساعد على الوقوع في المخدرات التي تسلبك عقلك قبل روحك.
إن ما حدث من حريق لشاب آمن وبطريقة مروعة ومؤسفة آلمنا كثيرا وهو محط أنظار الدولة وفقهاء الدين، وتحت طائلة الدولة التي ستردعه، سائلين لهذا الشاب الرحمة والمغفرة وجنات النعيم.
وقد تترك المشاهد والمقاطع التي يتم تناقلها أذى لأسرته، وربما تعكس سلوكا على بعض الناشئة في التساهل بالاطلاع على مثل ذلك.
إننا بحاجة ماسة إلى أن نعيد حسابتنا كآباء وأمهات ومؤسسات تربوية واجتماعية في أن نخصص ما يساعد على ألا نترك عقول الأبناء تختطف أو تشوه وتلوث.
والحقيقة التي علينا أن نعيها أن العدو خفي يصعب مشاهدته بل تجد تأثيره من خلال سلوكيات مختلفة تظهر وتتضح، والبعض يتهاون في التعامل معها ويهملها حتى يقع الفأس بالرأس مما يجعلنا نعض أصابع الندم.
إن التربية والمتابعة والنموذج القدوة هو ما نحتاجه للمحافظة على الأمن والاطمئنان على أبنائنا.
Alsuhaymi37@