فقه العرافة والتنجيم
الاثنين - 26 ديسمبر 2022
Mon - 26 Dec 2022
مع نهاية كل سنة ميلادية تبدأ حملة التنجيم، وتنطلق العرافات بالتنبؤ بالغيب، وللأسف الشديد يُقبل كثيرون على هؤلاء المنجمين ويجعلون مستقبلهم بين أيديهم، ولا شك أن تصديق هؤلاء له انعكاسات سلبية على من يؤمن بذلك، وقد ينتهي بهم الأمر إلى الوقوع في شراك الأوهام والأكاذيب «كذب المنجمون ولو صدقوا»، خصوصا أن هؤلاء المنجمين يدّعون أنهم على علم بالغيب تلميحا حتى وإن لم يدلوا بذلك تصريحا، ولكن ما يقومون به هو ادعاء بذلك، والله تعالى قد أكد أنه تعالى وحده يعلم الغيب، وهو القائل في محكم تنزيله: «قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله» وقوله: «وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو»، كما أن القرآن أكد أن نبينا الأكرم -صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم- لا يملك علم الغيب في قوله تعالى: «قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرت من الخير وما مسني السوء إن أنا إلا نذير وبشير لقوم يؤمنون»، وهو ما يؤكد أن علم الغيب هو علم رباني استأثر به المولى عزّ وجل وقد أخفاه عن عباده.
*التنجيم ضرب من التنبؤ بالغيب
يوهم المنجمون متابعيهم بأن لديهم علما ومعرفة بما يحدث في السنة الجديدة، ويبررون ذلك بمجموعة من الحجج يربطونها بعوالم خفية وبمخلوقات لا ندري ماذا تكون؟!، ولا شك أن المنجمين والعرافين يستغلون حالة الناس وظروفهم الاجتماعية وما يمرون به ليتغلغلوا في أوساطهم محاولين فرض هيمنة عليهم من خلال التنبؤ بمستقبلهم وما ينتظرهم في السنة الجديدة، وتجد كثيرين يؤمنون بهذه التنبؤات، بل يوقفون مصير حياتهم بهذه التنبؤات التي تبقى مجرد احتمالات قد تصدق وقد تخيب، وللأسف أصبحت في السنوات الأخيرة خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي عمل من لا عمل له، فتجد مواقع وصفحات التنجيم لا تنتهي وكل يغني على ليلاه، ولكن المشكلة الأكبر في العدد الكبير الذين يتابعونهم ويصدقونهم ويروجون لهم، وإن موقف الإسلام من ذلك موقف واضح وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - أنه قال «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» رواه أبو داوود، كما أن الإمام عليّ عليه السلام نهى عن ذلك بقوله «يا أيها الناس إياكم وتعلم علم النجوم إلا ما يسترشد به في البر أو البحر؛ لأنه يؤدي إلى العرافة والمنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر والساحر مثل الكافر والكافر في النار سيروا على اسم الله».
*الحكمة من إخفاء علم الغيب عن البشر
يحق لكل إنسان أن يتساءل، ويحق له الحصول على أجوبة، لذلك يطرح كثيرون سؤالا عن سبب النهي عن إتيان العرافين والكهنة والإقبال عليهم لمعرفة المستقبل، بل وحتى الاستماع إليهم، وهو تساؤل مشروع، بل ومطلوب حتى يعرف الإنسان لماذا نهى الإسلام عن ذلك وماهي الحكمة من إخفاء علم الغيب عن البشر؟، ولنتصور جميعا أن أحدهم ذهب إلى عراف وقال له بأنه سيرسب في الامتحان، ماذا سيكون رد فعل المتلقي لهذا الكلام، سينعكس ذلك سلبا عليه؛ لأن عقله صدق هذا الكلام وبالتالي سيركن له، كما أن الإنسان ليس مجهزا باستقبال الغيبيات؛ لأن ذلك سيجعل حياته متوترة باستمرار ولن يعيش في هذه الحياة بسلام، سيكون دائما على أعصابه؛ لأنه يرى الكثير من الأحداث التي ستحدث ولا يمكن مجابهتها؛ لأن علم الغيب هو معرفة ما سيكون ولا يمكن تغيير الوقائع التي ستحصل، وهذا ما يجعل الإنسان في حالة قلق وخوف دائم، لذلك أخفى الله سبحانه وتعالى الغيب عن الإنسان رحمة منه به، في المقابل قدم له العلم والحكمة؛ ليستعين بهما في مواجهة تحديات الحياة «ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون».
sayidelhusseini@
*التنجيم ضرب من التنبؤ بالغيب
يوهم المنجمون متابعيهم بأن لديهم علما ومعرفة بما يحدث في السنة الجديدة، ويبررون ذلك بمجموعة من الحجج يربطونها بعوالم خفية وبمخلوقات لا ندري ماذا تكون؟!، ولا شك أن المنجمين والعرافين يستغلون حالة الناس وظروفهم الاجتماعية وما يمرون به ليتغلغلوا في أوساطهم محاولين فرض هيمنة عليهم من خلال التنبؤ بمستقبلهم وما ينتظرهم في السنة الجديدة، وتجد كثيرين يؤمنون بهذه التنبؤات، بل يوقفون مصير حياتهم بهذه التنبؤات التي تبقى مجرد احتمالات قد تصدق وقد تخيب، وللأسف أصبحت في السنوات الأخيرة خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي عمل من لا عمل له، فتجد مواقع وصفحات التنجيم لا تنتهي وكل يغني على ليلاه، ولكن المشكلة الأكبر في العدد الكبير الذين يتابعونهم ويصدقونهم ويروجون لهم، وإن موقف الإسلام من ذلك موقف واضح وقد جاء عن النبي - صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم - أنه قال «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد» رواه أبو داوود، كما أن الإمام عليّ عليه السلام نهى عن ذلك بقوله «يا أيها الناس إياكم وتعلم علم النجوم إلا ما يسترشد به في البر أو البحر؛ لأنه يؤدي إلى العرافة والمنجم كالكاهن، والكاهن كالساحر والساحر مثل الكافر والكافر في النار سيروا على اسم الله».
*الحكمة من إخفاء علم الغيب عن البشر
يحق لكل إنسان أن يتساءل، ويحق له الحصول على أجوبة، لذلك يطرح كثيرون سؤالا عن سبب النهي عن إتيان العرافين والكهنة والإقبال عليهم لمعرفة المستقبل، بل وحتى الاستماع إليهم، وهو تساؤل مشروع، بل ومطلوب حتى يعرف الإنسان لماذا نهى الإسلام عن ذلك وماهي الحكمة من إخفاء علم الغيب عن البشر؟، ولنتصور جميعا أن أحدهم ذهب إلى عراف وقال له بأنه سيرسب في الامتحان، ماذا سيكون رد فعل المتلقي لهذا الكلام، سينعكس ذلك سلبا عليه؛ لأن عقله صدق هذا الكلام وبالتالي سيركن له، كما أن الإنسان ليس مجهزا باستقبال الغيبيات؛ لأن ذلك سيجعل حياته متوترة باستمرار ولن يعيش في هذه الحياة بسلام، سيكون دائما على أعصابه؛ لأنه يرى الكثير من الأحداث التي ستحدث ولا يمكن مجابهتها؛ لأن علم الغيب هو معرفة ما سيكون ولا يمكن تغيير الوقائع التي ستحصل، وهذا ما يجعل الإنسان في حالة قلق وخوف دائم، لذلك أخفى الله سبحانه وتعالى الغيب عن الإنسان رحمة منه به، في المقابل قدم له العلم والحكمة؛ ليستعين بهما في مواجهة تحديات الحياة «ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون».
sayidelhusseini@