سيف الإعدام يلاحق رقاب الإيرانيين

مدونة شهيرة تواجه تهديدا بالقتل بعد اتهامها بالإفساد في الأرض مصممة أزياء تستحوذ على تعاطف الرأي العام وتثير السخرية حول النظام منظمات وجهات دولية وداخلية تتهم القضاء الإيراني بالتبعية والفساد أستاذ قانون: القضاء فقد مصداقيته والمجتمع لم يعد يثق في رجاله مقتدى: المتظاهرون يطالبون بحقوقهم ولا يشنون حربا على النظام
مدونة شهيرة تواجه تهديدا بالقتل بعد اتهامها بالإفساد في الأرض مصممة أزياء تستحوذ على تعاطف الرأي العام وتثير السخرية حول النظام منظمات وجهات دولية وداخلية تتهم القضاء الإيراني بالتبعية والفساد أستاذ قانون: القضاء فقد مصداقيته والمجتمع لم يعد يثق في رجاله مقتدى: المتظاهرون يطالبون بحقوقهم ولا يشنون حربا على النظام

الأحد - 25 ديسمبر 2022

Sun - 25 Dec 2022

فيما اتهمت منظمات وجهات دولية وداخلية القضاء الإيراني ووصفته بـ»التبعي الفاسد»، يواصل سيف الإعدام ملاحقة رقاب الإيرانيين، حيث أعدم ثلاثة أشخاص، ويواجه العشرات مصيرا مشابها في الأيام المقبلة.

وتواجه المدونة الإيرانية الشهيرة بيتا حقاني نسيمي خطر الإعدام بعد اعتقالها في أكتوبر الماضي من قبل الحرس الثوري الإرهابي، وإيدعها سجن كيمشاه بتهمة الإفساد في الأرض.

وتشن السلطات الإيرانية حملة قمع عنيفة ضد المشاركين في الاحتجاجات المستمرة في البلاد بعد مقتل الشابة الكردية مهسا أميني في سبتمبر الماضي على يد قوات الأمن بسبب عدم ارتدائها غطاء الرأس، وأيدت المحكمة العليا في إيران أمس إعدام مواطن إيراني ثالث يبلغ من العمر 32 عاما، بعد اتهامه بمحاولة دهس 6 ضباط شرطة في نوفمبر الماضي.

ويتواصل الغضب في شوارع ومدن إيران مع مقتل أكثر من 700 شخص في المظاهرات، واعتقال ما يزيد عن 32 ألفا، وإصابة 12 ألفا، في أكبر احتجاجات تقودها النساء وتهدد باقتلاع نظام الوالي الفقيه.

استجواب بيتا

وأعلنت الحقوقية الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة مسيح علي نجاد، أن بيتا حقاني نسيمي تواجه ظروفا صعبة في سجنها، كما أنها وضعت في الحجز الانفرادي، مشيرة إلى أن أهلها لا يعرفون إلى الآن شيئا عن مصيرها، وقالت إن المصممة التي تبلع من العمر 22 عاما فقط، جرى استجوابها من قبل الحرس الثوري الإرهابي لـ20 يوما، وسط مخاوف من إصدار السلطات حكما بإعدامها، بعد أن باتت هذه النوعية من الأحكام تتردد كل يوم في المحاكم الإيرانية.

وأثارت الفتاة بيتا حقاني تعاطفا واسعا على تويتر للمطالبة بالإفراج عنها، وأطلق مغردون غاضبون من اعتقالها، العديد من الهاشتاقات لتسليط الضوء على حملة القمع التي تشنها السلطات الإيرانية ضد الداعمين لحركة الاحتجاجات المستمرة في البلاد، وحرص الكثير من المدونين على توسيع حملة التضامن للإفراج عنها، من خلال إعادة نشر تغريدة الحقوقية الإيرانية المقيمة في الولايات المتحدة مسيح علي نجاد التي ذكرت في تغريدتها أن بيتا حقاني مهددة بالإعدام وعائلتها لا تعرف شيئا عن مصيرها.

سخرية مؤلمة

وسخر البعض بشكل مؤلم من طبيعة الاتهامات التي أدينت بها بيتا حقاني، متناقلين صورا لهذه المدونة الإيرانية من حياتها اليومية، متسائلين عن كيفية قدرتها على «الإفساد في الأرض»، رغم صغر سنها واهتماماتها في الموضة التي لا تمت بصلة للتطرف أو العنف، على حد وصف المغردين.

والمدونة والمصممة بيتا حقاني نسيمي (22 عاما) هي الفتاة الثانية التي حركت الرأي العام العالمي خلال أسبوع واحد، بعد اعتقال الممثلة الإيرانية ترانه علي دوستي قبل أسبوع بسبب منشورات داعمة للاحتجاجات تندد خصوصا بإعدام متظاهرين وتظهر فيها وهي تخلع الحجاب.

ولم تكن حملة التعاطف مع ترانه علي دوستي على صعيد تويتر فحسب، فقد طالب نحو 500 ممثل ومخرج وعامل في مجال السينما العالمية، من بينهم النجمة كيت وينسلت، من خلال رسالة مفتوحة السلطات الإيرانية بسرعة الإفراج عنها.

الإعدامات تتوالى

وتتوالى حملة الإعدامات في إيران، وحتى الآن أعدمت إيران متظاهرين اثنين لمشاركتهما في الاحتجاجات المستمرة منذ ما يزيد على 3 أشهر، وواجه كلاهما تهمة «الحرب ضد الله».

وقالت منظمة العفو الدولية، إن السلطات الإيرانية تسعى إلى تطبيق عقوبة الإعدام على 21 شخصا على الأقل فيما وصفتها بأنها «محاكمات صورية تهدف إلى ترهيب المشاركين في الانتفاضة الشعبية التي هزت إيران».

وأيدت المحكمة العليا حكما آخر بالإعدام صدر في الشهر الماضي، ضد شاب يبلغ من العمر 32 عاما، قالت المحكمة إنه حاول دهس 6 ضباط، وقالت السلطات على موقعها على شبكة الإنترنت إن ضابط شرطة قتل، وأصيب 5 آخرون، وفي الوقت ذاته، ألغت المحكمة العليا حكما آخر بإعدام مغني الراب الإيراني الكردي، سامان ج. الذي تقرر في نهاية أكتوبر الماضي، بسبب أغان تنتقد الحكومة.

وذكر تقرير على الموقع أن الحكم نقض ولكن على مغني الراب المثول مرة أخرى أمام المحكمة، ووفق نشطاء إيرانيين وجماعات حقوقية في الخارج، قتل أكثر من 700 إيراني معظمهم من المتظاهرين.

فساد القضاء

واتهم البعض القضاء الإيراني بالفساد والتبعية، ونقلت وكالة أنباء العمال الإيرانية (إيلنا) عن آية الله مرتضى مقتدي، وهو باحث إيراني ونائب رئيس «جمعية مدرسي حوزة قم» قوله إن «المتظاهرين لا يشنون حربا على الله ولا على النظام».

وقال الرجل الذي تولى في السابق رئاسة محكمة العدل الإيرانية، إن «المحتجين كانوا يتظاهرون من أجل حقوقهم، لكن قوات الأمن منعتهم من ممارسة حقوقهم».

وأشار إلى أن فرض عقوبة الإعدام يستلزم ارتكاب المدان جريمة قتل، مضيفا أن هذا الأمر لم ينطبق على محسن شكاري الذي كان يشارك في الاحتجاجات المناهضة للحكومة في إيران، ما أدى إلى إغلاق أحد الشوارع، فيما قيل إنه جرح أحد عناصر «الباسيج»، وهي قوات شبه عسكرية تحت قيادة الحرس الثوري الإيراني.

وحذر أستاذ القانون بجامعة طهران محسن برهاني في فعالية نظمت داخل جامعة الإمام الصادق، من أن «القضاء يفقد مصداقيته»، مضيفا «أكثر من نصف المجتمع لم يعد يصدقنا»، وتابع برهاني «يواجه المتظاهرون محاكمات موجزة، فأين الدليل على ارتكاب جريمة شن الحرب على الله».

ضرب بالعصي

وطرح الصحفي الإيراني صدرا محقق، في تغريدة على صفحته بموقع تويتر تساؤلا مفاده «كيف يمكن للمواطن العادي أن يميز أن مسلحين يرتدون ملابس مدنية يعتدون على المواطنين بالضرب بالعصي هم أعضاء في ميليشيات الباسيج وليسوا إرهابيين تسللوا بين الناس لقتلهم؟»

وتوقع المتظاهرون أن يزداد قمع النظام في الأيام المقبلة، وقال علي رضا الطالب من مدينة قزوين لوكالة الأنباء الألمانية، إن «الأمور ستزداد سوءا يوما بعد يوم بسبب تزايد حالة الغضب والحزن بين عائلات وأصدقاء وأقارب المتظاهرين الذين جرى قتلهم. هذا الأمر سيحشد المزيد».

وأضاف «تقوم قوات الأمن وهي ترتدي ملابس مدنية بعمليات تفتيش في كل مكان في مدينة قزوين بما في ذلك الجامعة. لا أعرف ما المدى الذي سوف تصل إليه الأمور؟ الاحتجاجات سوف تندلع. نحن طلاب الجامعة في إضراب وهناك كثير منخرطون، لهذا السبب تم إلغاء العديد من الفصول الدراسية «.

وفي محاولة لوقف المظاهرات، خاصة في الجامعات الإيرانية، قالت السلطات إنها تسعى لإجراء «حوار»، فيما نظمت جامعات إيرانية عديدة فعاليات خلال إحياء «يوم الطالب الإيراني»، وسط مطالبات بضرورة إجابة المسؤولين الحكوميين على أسئلة الطلاب.

شجاعة الطالبات

وقالت الطالبة الإيرانية فاطمة من جامعة الزهراء بطهران، إن من كان يشارك في هذه الفعاليات هم «طلاب هادئون وموالون للنظام»، وأشارت الطالبة البالغة من العمر 25 عاما، إنه منذ وفاة مهسا أميني «رأينا في جامعتنا متظاهرات».

وأضافت «أنا متفاجئة من شجاعة زميلاتي في الجامعة، كانت جامعة طهران في السابق في طليعة العمل السياسي. هذه المرة الجميع يحتج».

وفي «يوم الطالب الإيراني»، جرى نشر مقاطع مصورة لمسيرات داخل مختلف الجامعات الإيرانية، بما في ذلك فعالية في اليوم السابق داخل جامعة الشريف، حيث التقى رئيس بلدية طهران علي رضا زاكاني بعدد من طلاب الجامعات الذين قاموا باستقباله بوابل من الأسئلة المحرجة.

وخلال اللقاء، وقفت طالبة وهي لا ترتدي حجابا، قائلة «الشاه كان يمتلك قدرا كبيرا من الكرامة لأنه رحل عن البلاد عندما شاهد الاحتجاجات الجماهيرية ضده في البلاد»، وبمجرد خروج زاكاني من القاعة، هتف الطلاب والطالبات هتافات ضد النظام لا سيما «الموت للديكتاتور».

الإعدامات في إيران:

  • 2 تم إعدامهما بسبب الاحتجاجات

  • 21 يواجهون الإعدام بعد التظاهرات

  • 32 أعدموا في أسبوع واحد

  • 250 إعداما في النصف الأول لـ2022

  • 30 % من الإعدامات للبلوش والعرب