300 يوم حرب بوتين وزيلينسكي.. لا تراجع ولا استسلام

ديبيتريس: روسيا تفكر في فتح جبهة جديدة وأوكرانيا ترفض التفكير في أي تنازلات
ديبيتريس: روسيا تفكر في فتح جبهة جديدة وأوكرانيا ترفض التفكير في أي تنازلات

الأحد - 25 ديسمبر 2022

Sun - 25 Dec 2022

300 يوم مرت على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، وما زالت آمال نهايتها وتوقف نيرانها تبدو ضئيلة، في ظل رفض أحد الجانبين التنازل عن أهدافه والرجوع خطوات للخلف.

وفيما أمضى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأيام الماضية في توزيع الميداليات والإدلاء بتصريحات حول الحرب، يرى الكاتب دانيال آر. ديبيتريس في مقال بمجلة «نيوزويك» أن الصور باتت مختلفة إلى حد كبير.

ويقول «قفز زيلينسكي غير الحليق والمرتدي سترة مموهة، إلى أكثر الجبهات سخونة للتحدث مع قواته وشكرهم على صمودهم في الخطوط الأمامية في مواجهة هجوم روسي بدأ قبل ستة أشهر، أما الرئيس فلاديمير بوتين الذي ارتدى بزته السوداء الرسمية مع ربطة عنق حمراء، فكان في الكرملين المريح، يقر بأن القتال كان أصعب مما توقعه.

طريق مسدود

ويؤكد الكاتب أنه باستثناء باخموت، وهي مدينة متوسطة تعج بـ70 ألف نسمة خلت من كل مظاهر الحياة ما عدا أولئك الذين لا قدرة لهم على مغادرتها أو أنهم لا يريدون ذلك، فإن الحرب تبدو الآن كأنها في طريق مسدود، وهناك الكثير من إطلاق النار والقصف.

وتواصل القوات الروسية إلقاء كميات ضخمة من الذخيرة على منشآت الطاقة الأوكرانية، في محاولة لحرمان ملايين الأوكرانيين المدنيين من التدفئة والكهرباء والقدرة على تحمل جليد الشتاء القارس. وتحت أمرة الجنرال سيرغي سوروفيكين، يعمد الجيش الروسي إلى تعزيز خطوطه الدفاعية، وتطبيق استراتيجية حربية تقوم على العقاب الجماعي ضد الأوكرانيين، وعلى استخدام أشهر الشتاء لإعادة بناء بعض من قوته، بعد عشرة أشهر كانت ضارية.

وبالنسبة إلى الأوكرانيين، فإن الأمر يكمن في التمسك برباطة الجأش والاستعداد، حيث تمر الحرب بمنعطفات وتحولات. والجانب الذي هو في موقع الهجوم اليوم قد يجد نفسه يتخلى عن أراض بعد أسابيع أو أشهر، وعلى رغم الحماسة البطولية لزيلينسكي وفريقه نتيجة الانتصارات العسكرية في الميدان منذ الصيف، فإن الجنرالات الأوكرانيين يدركون مخاطر المبالغة في الاحتفال قبل الأوان.

مهاجمة كييف

ويبدو رئيس الأركان الجنرال فاليري زالوجني مقتنعا بأن بوتين سيشن هجوما واسعا آخر بحلول مارس على أبعد تقدير، وأكد لمجلة «إيكونوميست» البريطانية بأن «الروس يجهزون 200 ألف جندي، ليس لدي شكوك بأنهم سيحاولون الهجوم مجددا على كييف».

وفي مقابلة مع المجلة نفسها، قال قائد القوات البرية الأوكرانية الجنرال أوليكسي سيرسكي، «إن القوات الروسية أقل ارتكابا للأعمال الخرقاء تحت أمرة سوروفيكين، وأن كل من يعتبر أن روسيا باتت قوة مستهلكة، يكون كمن يضحك على نفسه».

وتتمتع أوكرانيا بالحافز والإرادة، وعلى عكس الروس، فإن الأوكرانيين يقاتلون من أجل بقاء دولتهم، وهي الدولة التي لا يعتبر بوتين أنها شرعية، وعلى رغم أن الجيش الروسي قد يكون مزيجا من الفاقدين للمعنويات، فإن بوتين لا يزال يعتقد بإمكان نجاح عمليته العسكرية الخاصة، وبصرف النظر عن الخسائر البشرية والتراجعات، فإن بوتين المحاط بدائرة صغيرة من المتملقين الذين يخشون إبلاغه بالأخبار السيئة، لا يتراجع عن حرب يعلم أن الهزيمة فيها ستكلفه منصبه».. وفقا للكاتب.

جبهة جديدة

ويؤكد بوتين أنه منفتح على الدبلوماسية مع كييف لكن بشروطه، وبينها الاعتراف الرسمي بضمه شرق أوكرانيا وجنوبها، الأمر الذي لا يرغب زيلينسكي أو أي رئيس أوكراني آخر في التفكير فيه لحظة واحدة. وأوحت زيارة بوتين هذا الأسبوع لبيلاروسيا بإمكان استخدام أراضي هذه الدولة لفتح جبهة أخرى في الشمال، مما يساعد على تشتيت الأوكرانيين في وقت يركز الروس قتالهم في الدونباس.

لا تنازل

زيلينسكي هو الآخر لا يفكر في التنازل. ومع الكثير من الانتصارات التي حققها الجيش الأوكراني، فإن من المحتمل أنه يفكر بإمكان إلحاق الهزيمة العسكرية بروسيا. وترقى خطة زيلينسكي للسلام ذات النقاط العشر إلى دعوة روسيا إلى الاستسلام، والانسحاب من كل إنش من الأراضي الأوكرانية (بما فيها القرم) والتوسل من أجل أن تحظى بمسامحة من أوكرانيا، ولم يكن زيلينسكي ليطرح هذه الشروط المتشددة لو لم يكن مركنا إلى أن الغرب، وخصوصا الولايات المتحدة، ستقف إلى جانبه إلى أمد طويل.

ضد نفسها

ويشير ديبيتريس إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن فعلت خيرا بالموازنة بين أمرين: تقديم المساعدة العسكرية التي تحتاجها أوكرانيا للدفاع عن نفسها، والتقليل من احتمالات التصعيد بين روسيا وحلف شمال الأطلسي، ورفض البيت الأبيض إرسال أنظمة صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تستخدم لشن هجمات مباشرة على روسيا، ولم يشجع كييف على قتل رئيس الأركان الروسي الجنرال فاليري غيراسيموف عندما انكشف موقعه مؤخرا خلال تفقده الجبهة.