خطر المثالية على العلاقة بين الذكر والأنثى
السبت - 24 ديسمبر 2022
Sat - 24 Dec 2022
قبل التفصيل في موضوع العلاقة بين الذكر والأنثى، دعونا نتساءل أولا: لماذا خلقنا الله ذكرا وأنثى، وما غايته سبحانه من ذلك؟ وهل طبيعة هذا الخلق (ذكر وأنثى) تختص بالبشر فقط أم إنها تشمل جميع الكائنات الحية؟، ثم لماذا يتجاهل البعض وجود فطرة غريزية عند الذكر والأنثى والتصرف والحديث وكأن لا وجود لها؟ والأهم في هذا السياق هو ما دور العقل عند البشر في ضبط هذا الشأن وضمان عدم انفلاته؟ وهل يكفي العقل وحده لضبط هذه العلاقة؟.
إن الدافع إلى التطرق لهذا الموضوع يكمن في الاطلاع على حديث بعض المنظرين المزعومين الذين يصورون العلاقة بين الذكر والأنثى بصورة مثالية وملائكية، تقول إن كلا الجنسين يجب ألا يعيرا هذه الطبيعة البشرية التي تجمع بينهما أهمية كبيرة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن يعتبروا كل من يشير إليها ويتحدث عنها إنسانا همجيا وشهوانيا، يمنح شهوته زمام القيادة وزمام التحكم في فهمه وسلوكه.
وهذا القول الذي فيه تحجيم كبير لدور وتأثير هذه الغريزة الفطرية الموجودة عند كلا الطرفين، وفيه أيضا تسفيه وتسطيح بالغ لشخص وعقل كل من يذكر بها، يتجاهل بأن الله أوجدها في جميع الكائنات الحية ولم يختزلها في البشر فقط، وذلك لأهميتها البالغة في تلبية عاملي التناسل والتكاثر الضروريين للاستمرار والبقاء، إلا أن الله سبحانه اختص البشر دون سائر مخلوقاته بنعمة العقل حتى تكون هنالك آلية تعمل على محاولة كبح جماح هذه الغريزة، وضبط عملية ممارستها.
لذا، فإن الزعم بأن العلاقة بين الجنسين خارج إطار العلاقة الشرعية بينهما (الزواج) كعلاقة الصداقة وغيرها من العلاقات، قادرة على تحييد وجود هذه الفطرة البشرية بشكل كامل، هو زعم باطل لا يمكن قبوله أو تعميمه، لأن تطبيقه يتطلب توافر شروط فكرية وانضباطية عند البشر.
يقول الواقع إن نسبة معتبرة منهم لا تتوافر فيهم هذه الشروط، وحتى لو توافرت في بعضهم فهنالك نسبة منهم لا تعيرها أي اهتمام، مما يجعل التسليم بوجودها وعدم التنبه لاحتمال إهمالها أو غيابها أمرا في غاية الخطورة، خاصة إذا كانت أهمية دور الحسيب والرقيب غائبة أو مغيبة عند من يحمل هذا المنطق والتوجه المثالي وغير الواقعي.
ولتأكيد صحة كل ما سبق ذكره، يكفي أن نعلم بأن كل الشرائع السماوية تحمل توجهات وتوجيهات واضحة ومباشرة تعترف بوجود هذه الغريزة، وتشدد على ضرورة الاهتمام بضبطها والحرص على عدم انفلاتها، مذكرة بأن هذه الضرورة ضرورة وجودية وأخلاقية تماما كما هي ضرورة عقائدية.
وهؤلاء المنظرون وأمثالهم لو أنهم اعترفوا بحجم تأثير هذه الغريزة، وطالبوا فقط بزيادة الوعي حولها وبسن قوانين تضبطها وتعاقب كل من يخالفها، لقُبل كلامهم ولأصبح أكثر منطقية، خاصة أننا نعلم يقينا أن الاعتماد على العقل وحده كرادع يمنع أي ممارسات غريزية يرفضها الشرع والعرف بين الذكر والأنثى دون وجود قوانين صارمة تحاربها، هو أمر لا يمكن الوثوق به ولا الركون إليه، وتراثنا القائل بأن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن يشهد بذلك.
اللافت في هذا الموضوع بوجه خاص، أن غالب من يتطرق إليه ويناقشه بكثرة هم ذكور، في حين أن نسبة الإناث اللاتي يتداولن الحديث عنه قليلة جدا، رغم وجود كثير من المثقفات والمتعلمات بينهن، مما يثير علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول الدافع وراء ذلك والهدف منه.
أخيرا، يجب أن يعلم أن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال، مما يجعل كل المزاعم والادعاءات الداعية أولا إلى الالتفاف على حقيقة دور وتأثير هذه الغريزة الفطرية ووجوب مراعاتها، والقائلة ثانيا بأن التذكير بها يعد في حد ذاته شذوذا فكريا ومعرفيا وسلوكيا يجب مهاجمته وعدم الانصياع إليه هو محض تدليس وتضليل. لذا، وجب على كل من يتطرق إلى هذا الشأن بالأسلوب المثالي المذكور أعلاه، ألا يستصغر عقولنا ويتذاكى عليها، وألا يهون مما هو عظيم عند الله وعند خلقه.
ahmedbanigais@
إن الدافع إلى التطرق لهذا الموضوع يكمن في الاطلاع على حديث بعض المنظرين المزعومين الذين يصورون العلاقة بين الذكر والأنثى بصورة مثالية وملائكية، تقول إن كلا الجنسين يجب ألا يعيرا هذه الطبيعة البشرية التي تجمع بينهما أهمية كبيرة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، وأن يعتبروا كل من يشير إليها ويتحدث عنها إنسانا همجيا وشهوانيا، يمنح شهوته زمام القيادة وزمام التحكم في فهمه وسلوكه.
وهذا القول الذي فيه تحجيم كبير لدور وتأثير هذه الغريزة الفطرية الموجودة عند كلا الطرفين، وفيه أيضا تسفيه وتسطيح بالغ لشخص وعقل كل من يذكر بها، يتجاهل بأن الله أوجدها في جميع الكائنات الحية ولم يختزلها في البشر فقط، وذلك لأهميتها البالغة في تلبية عاملي التناسل والتكاثر الضروريين للاستمرار والبقاء، إلا أن الله سبحانه اختص البشر دون سائر مخلوقاته بنعمة العقل حتى تكون هنالك آلية تعمل على محاولة كبح جماح هذه الغريزة، وضبط عملية ممارستها.
لذا، فإن الزعم بأن العلاقة بين الجنسين خارج إطار العلاقة الشرعية بينهما (الزواج) كعلاقة الصداقة وغيرها من العلاقات، قادرة على تحييد وجود هذه الفطرة البشرية بشكل كامل، هو زعم باطل لا يمكن قبوله أو تعميمه، لأن تطبيقه يتطلب توافر شروط فكرية وانضباطية عند البشر.
يقول الواقع إن نسبة معتبرة منهم لا تتوافر فيهم هذه الشروط، وحتى لو توافرت في بعضهم فهنالك نسبة منهم لا تعيرها أي اهتمام، مما يجعل التسليم بوجودها وعدم التنبه لاحتمال إهمالها أو غيابها أمرا في غاية الخطورة، خاصة إذا كانت أهمية دور الحسيب والرقيب غائبة أو مغيبة عند من يحمل هذا المنطق والتوجه المثالي وغير الواقعي.
ولتأكيد صحة كل ما سبق ذكره، يكفي أن نعلم بأن كل الشرائع السماوية تحمل توجهات وتوجيهات واضحة ومباشرة تعترف بوجود هذه الغريزة، وتشدد على ضرورة الاهتمام بضبطها والحرص على عدم انفلاتها، مذكرة بأن هذه الضرورة ضرورة وجودية وأخلاقية تماما كما هي ضرورة عقائدية.
وهؤلاء المنظرون وأمثالهم لو أنهم اعترفوا بحجم تأثير هذه الغريزة، وطالبوا فقط بزيادة الوعي حولها وبسن قوانين تضبطها وتعاقب كل من يخالفها، لقُبل كلامهم ولأصبح أكثر منطقية، خاصة أننا نعلم يقينا أن الاعتماد على العقل وحده كرادع يمنع أي ممارسات غريزية يرفضها الشرع والعرف بين الذكر والأنثى دون وجود قوانين صارمة تحاربها، هو أمر لا يمكن الوثوق به ولا الركون إليه، وتراثنا القائل بأن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن يشهد بذلك.
اللافت في هذا الموضوع بوجه خاص، أن غالب من يتطرق إليه ويناقشه بكثرة هم ذكور، في حين أن نسبة الإناث اللاتي يتداولن الحديث عنه قليلة جدا، رغم وجود كثير من المثقفات والمتعلمات بينهن، مما يثير علامات استفهام كثيرة وكبيرة حول الدافع وراء ذلك والهدف منه.
أخيرا، يجب أن يعلم أن الشمس لا يمكن أن تحجب بغربال، مما يجعل كل المزاعم والادعاءات الداعية أولا إلى الالتفاف على حقيقة دور وتأثير هذه الغريزة الفطرية ووجوب مراعاتها، والقائلة ثانيا بأن التذكير بها يعد في حد ذاته شذوذا فكريا ومعرفيا وسلوكيا يجب مهاجمته وعدم الانصياع إليه هو محض تدليس وتضليل. لذا، وجب على كل من يتطرق إلى هذا الشأن بالأسلوب المثالي المذكور أعلاه، ألا يستصغر عقولنا ويتذاكى عليها، وألا يهون مما هو عظيم عند الله وعند خلقه.
ahmedbanigais@