لم يدعوني!
الاثنين - 19 ديسمبر 2022
Mon - 19 Dec 2022
لم ينجُ كاتب هذه السطور من آفة هذا التساؤل، لكن يزعم أنه عالج نفسه لعله ينجو منه، كما يعرف هذا الكاتب أيضا أنه بهذه المقالة فكأنما يدخل عش الدبابير، فـآخر من تفكر بالمناقشة معه هو الإعلامي والمثقف، فالأول يملك الأداة والثاني يملك اللغة التي يتلاعب بها للحصول على المعنى الذي يريده لا الحق الذي نبتغيه.
على كل حال، يشتكي عدد من المثقفين من موضوع أنه لم يكرّم، أو أنه رائد من في هذا المجال ولم يشر إليه، أو لم يُدعَ إلى حفل أو احتفال أو اجتماع أو مؤتمر في تخصصه؛ رغم أنه من الرواد، أو من الأوائل ومن المختصين وبعيدا عن أمرين، أحدهما؛ تقييم الشخص لنفسه، والثاني وهو الإشارة على من يقع الخطأ في هذا الموضوع، فإني أجد للاثنين (المنظم والمستحق للدعوة) مبررات كافية في تبريراته أو دعواه، فالداعي يقول بكل حسن نية، لا يمكنني أن أدعو كل الناس وكل من ظن أنه يستحق حتى أنجو من تعليقاته وعتبه وغضبه، كما أنني بشر يمكن أن أنسى أو أقصر أو أن الميزانية لا تكفي أحيانا، أو أنني أخضع لظروف لا أستطيع شرحها بأي حال من الأحوال، وفي أسوأ الأحوال تكون فرصة لتصفية حساباته الشخصية (فلنعطه هذه المساحة إن وجدت ليس المجال للحديث عنها)، كما أن للمثقف الحق كذلك، فإن كان رائدا أو مهتما أو مساهما في علم ما ولم يُدعَ لمؤتمراته وملتقياته ودُعي من هو أقل منه أو من لا شأن له به، فلا يُلام وهو على حق أيضا، (وقد تكون هناك مبررات نفسية ليس مجال الحديث عنها هي الأخرى)، لكن بعيدا عن هذا كله فإن أفضل رد على عدم دعوة المثقف على أقرانه ممن لم يدعوه لمؤتمر أو لقاء هو مزيد من الإنتاج في التخصص وليس مزيدا من النواح، مزيد من الإبداع والتميز والحضور في هذا المجال ليحرجهم وليس مزيدا من المزايدة على حدث مضى وانتهى، وللرد عليهم أيضا، فليكن لديك أيها المثقف الأحق بالدعوة مزيد من الحضور على مستوى القنوات الإعلامية الأخرى، أو على المستوى المحلي والإقليمي بل والعالمي إن اقتدرت، حتى يكون الإثبات والرد أمام الناس وبالإنتاج والحضور، وليس بالعتب بل بالفعل والتكريس لأحقيتك بوجودك وحضورك بل وسؤال المثقفين عنك!
في نظري هذه هي الردود الإيجابية على عدم الدعوة التي لا توجه للبعض رغم أحقيته بأن يكون إما أول المدعوين أو أبرزهم أو على الأقل منهم، فالروائي إن لم يُدعَ لمؤتمر عن الرواية والأدب، فمزيدا من الروايات الإبداعية المميزة التي تثبت ريادته هو أجمل رد، والأديب في مؤتمر الأدب كذلك، والمثقف والفيلسوف في مؤتمر ثقافي أو فلسفي فإن أفضل رد - يكون محل تقدير الناس والجمهور- هو مزيد من الثقافة والفلسفة والإبداع، فلا أنصف من شهداء الله في الأرض وهم الناس، فهم أكثر إنصافا من أفراد الناس الذين تتجاذبهم النزعات البشرية المعتادة.
إن انتظار التكريم (إن كان ثمة من يستحق التكريم) ممن (نزعم أنهم غير محايدين أصلا وقد يكونون محايدين فعلا) أمر مؤسف من الطرفين، فلماذا يضع بعض المثقفين أنفسهم في كفتي الميزان من البدء، والواجب هو أن يخرج من المعادلة أصلا، فالداعي للمؤتمر إما أن يكون محايدا وحاصرا للمستحقين ويعمل بما يرضي ضميره وواجبات المهنة أو ألا يدخل هذه الدائرة أصلا، وكذلك المثقف إما أن يعتبر الإنتاج هو المقياس وألا ينتظر الإنصاف من أحد، بل ربما جاءك الإنصاف بعد موتك، وإلا فإن انتظار التكريم والدعوات لا تليق بمسمى مثقف أصلا، فأفضل تكريم له هو تركه يكتب وأفضل تكريم لنفسه هو أن ينتج إبداعا يشار إليه بالثقافة والإبداع!
@Halemalbaarrak
على كل حال، يشتكي عدد من المثقفين من موضوع أنه لم يكرّم، أو أنه رائد من في هذا المجال ولم يشر إليه، أو لم يُدعَ إلى حفل أو احتفال أو اجتماع أو مؤتمر في تخصصه؛ رغم أنه من الرواد، أو من الأوائل ومن المختصين وبعيدا عن أمرين، أحدهما؛ تقييم الشخص لنفسه، والثاني وهو الإشارة على من يقع الخطأ في هذا الموضوع، فإني أجد للاثنين (المنظم والمستحق للدعوة) مبررات كافية في تبريراته أو دعواه، فالداعي يقول بكل حسن نية، لا يمكنني أن أدعو كل الناس وكل من ظن أنه يستحق حتى أنجو من تعليقاته وعتبه وغضبه، كما أنني بشر يمكن أن أنسى أو أقصر أو أن الميزانية لا تكفي أحيانا، أو أنني أخضع لظروف لا أستطيع شرحها بأي حال من الأحوال، وفي أسوأ الأحوال تكون فرصة لتصفية حساباته الشخصية (فلنعطه هذه المساحة إن وجدت ليس المجال للحديث عنها)، كما أن للمثقف الحق كذلك، فإن كان رائدا أو مهتما أو مساهما في علم ما ولم يُدعَ لمؤتمراته وملتقياته ودُعي من هو أقل منه أو من لا شأن له به، فلا يُلام وهو على حق أيضا، (وقد تكون هناك مبررات نفسية ليس مجال الحديث عنها هي الأخرى)، لكن بعيدا عن هذا كله فإن أفضل رد على عدم دعوة المثقف على أقرانه ممن لم يدعوه لمؤتمر أو لقاء هو مزيد من الإنتاج في التخصص وليس مزيدا من النواح، مزيد من الإبداع والتميز والحضور في هذا المجال ليحرجهم وليس مزيدا من المزايدة على حدث مضى وانتهى، وللرد عليهم أيضا، فليكن لديك أيها المثقف الأحق بالدعوة مزيد من الحضور على مستوى القنوات الإعلامية الأخرى، أو على المستوى المحلي والإقليمي بل والعالمي إن اقتدرت، حتى يكون الإثبات والرد أمام الناس وبالإنتاج والحضور، وليس بالعتب بل بالفعل والتكريس لأحقيتك بوجودك وحضورك بل وسؤال المثقفين عنك!
في نظري هذه هي الردود الإيجابية على عدم الدعوة التي لا توجه للبعض رغم أحقيته بأن يكون إما أول المدعوين أو أبرزهم أو على الأقل منهم، فالروائي إن لم يُدعَ لمؤتمر عن الرواية والأدب، فمزيدا من الروايات الإبداعية المميزة التي تثبت ريادته هو أجمل رد، والأديب في مؤتمر الأدب كذلك، والمثقف والفيلسوف في مؤتمر ثقافي أو فلسفي فإن أفضل رد - يكون محل تقدير الناس والجمهور- هو مزيد من الثقافة والفلسفة والإبداع، فلا أنصف من شهداء الله في الأرض وهم الناس، فهم أكثر إنصافا من أفراد الناس الذين تتجاذبهم النزعات البشرية المعتادة.
إن انتظار التكريم (إن كان ثمة من يستحق التكريم) ممن (نزعم أنهم غير محايدين أصلا وقد يكونون محايدين فعلا) أمر مؤسف من الطرفين، فلماذا يضع بعض المثقفين أنفسهم في كفتي الميزان من البدء، والواجب هو أن يخرج من المعادلة أصلا، فالداعي للمؤتمر إما أن يكون محايدا وحاصرا للمستحقين ويعمل بما يرضي ضميره وواجبات المهنة أو ألا يدخل هذه الدائرة أصلا، وكذلك المثقف إما أن يعتبر الإنتاج هو المقياس وألا ينتظر الإنصاف من أحد، بل ربما جاءك الإنصاف بعد موتك، وإلا فإن انتظار التكريم والدعوات لا تليق بمسمى مثقف أصلا، فأفضل تكريم له هو تركه يكتب وأفضل تكريم لنفسه هو أن ينتج إبداعا يشار إليه بالثقافة والإبداع!
@Halemalbaarrak