مانع اليامي

الحدائق العامة منجز وطني ولكن..

الأحد - 18 ديسمبر 2022

Sun - 18 Dec 2022

تولي الدولة في عصرنا الحاضر أنسنة المدن أهمية بالغة في سبيل تجويد حياة الناس، ومن الشواهد الحية على سبيل المثال مشاريع المنتزهات والحدائق العامة التي لا يخلو منها حيّ في أي مدينة، من الحقيقة أن مواقعها مميزة ومناسبة لكل الفئات والوصول لها ميسر، هذا ما رصدته في المدن التي استقررت بها أو زرتها.

يقيني أن الأعمال جارية لخلق المزيد، في العموم هذه المشاريع تصميما، تنفيذا، تشغيلا، وصيانة تكلف خزينة الدولة مبالغ طائلة ومنافعها عامة مفتوحة على مدار الساعة ومجانية للكل ما يفرض على المجتمع بكل شرائحه والجهات ذات المسؤولية المباشرة في نفس الوقت الحفاظ عليها وصيانتها.

نعم هذه المشاريع تهدف إلى راحة المواطن والمقيم، وأيضا الزائر، ولها منافذ ترفيهية تفضي إلى الاستمتاع بالحياة والثابت أنها تصنف ضمن الممتلكات العامة مثلها مثل الطرق وغير ذلك من المنشآت ذات الصلة ما بفرض تصاعد الحس المجتمعي بأن صونها من التشويه أو العبث يحقق المصلحة منها وهي المصلحة الموجهة أولا وأخيرا لصالح المجتمع نفسه هنا أوهناك وصيانتها سواء الوقائية أو الدورية من قبل الجهة المعنية بشؤونها أعمال تحقق استدامة المنفعة وكل هذا يخدم الجميع.

باختصار، الإضرار بالممتلكات العامة والمتنزهات والحدائق العامة والمسطحات الخضراء على رأس القائمة يعد فوق كونه تصرفا غير مسؤول في مقام اعتداء صريح على الجميع، والأمر كذلك فإنه من غير المقبول أن تفقد هذه المشاريع الحيوية بصفتها منجزات وطنية هامة قيمتها وتضيع غاياتها النبيلة بفعل تصرفات غير منضبطة من بعض الذين ينتفعون منها ويشوهونها خلال الانتفاع بسوء الاستعمال وبعده بما يتركونه خلفهم من المخلفات.

هذا السلوك العاري من تقدير المنجزات بما يخلفه من أفعال مشينة لا يعكس أساس تربية وأخلاق هذه الفئة التي أحسبها قليلة فحسب، بل تشكل ظاهرة سلبية تفرض تداعياتها وجوب المكافحة العاجلة بالتوعية والتأديب والعقاب – حسب الموقف - للحد من تمددها ومنعها من ملامسة حدود التخريب، بصراحة تحقيق ذلك مربوط بمخرجات الدور الإداري والرقابي للجهات القائمة على هذه الأماكن.

Msaalyami@