بسام فتيني

اغتيال موظف!

الأحد - 18 ديسمبر 2022

Sun - 18 Dec 2022

للفساد عدة أوجه، وجه واحد فقط منه هو الفساد المالي، أما باقي الوجوه الخفية فهي تتشكل وتتلون وتأخذ نمطا خداعا باحترافية الفاسد في تمييع معنى الفساد حين يمارسه في الخفاء!

فالفساد الإداري وجه، والفساد الوظيفي وجه، والفساد المجتمعي وجه، والفساد السلطوي وجه، وبين تعدد الوجوه تتساقط أعداد الضحايا بصمت وقد تموت للأبد أو تبتعد شيئا فشيئا فتخلو الساحة لزمرة الفاسدين وعصبة من يتستر عليهم إما صمتا؛ لأنه جبان، وإما تواطؤا؛ لأنه (فويسد) صغير يقتات على فتات الفاسد الكبير!

حديثي اليوم تحديدا سيكون عن الفساد في الوظيفة والتوظيف والمجتمع الوظيفي، وكيف أنه واحد من أخطر أنواع الفساد على المجتمع، فالفاسد حين يتمكن في منصب ما فهو إنما يتعامل مع بيئة العمل وكأنها أملاكه الخاصة، فيعمد لجمع المغفلين حوله، من أرباب الكسل وناقلي الأخبار داخل المنظمة، ومتطفلي حديث المكاتب!

أمثال هؤلاء الفسدة وظيفيا قد يغتالون الموظف الشريف النزيه ويلصقون به أبشع التهم؛ لأنه لا يجاريهم في تجاوزاتهم!

ناهيك عن الفساد في عملية التوظيف، فهو أيضا له عدة أوجه وأشكال متعددة، فمن يضع إعلانا لشاغر وظيفي وهو يعلم علم اليقين أنه سيختار شخصا معينا فهذا فساد!

ومن يعين الأضعف مؤهلا فقط لضمان تابعيته له في القرارات فهذا فساد.

ومن يُكبل المتميزين وظيفيا خوفا على منصبه أو مقعده فهذا فساد.

ومن يُمكن الفاشلين ويمنحهم المناصب العليا في المنظمة فقط لأن ولاءهم للفاسد المدير فهذا فساد.

انظر حولك في مجتمعك الوظيفي واسأل نفسك، هل يتواجد الفساد الوظيفي بيننا؟

لا تكن صامتا على الخطأ، ارفع صوتك متخذا القنوات الرسمية للإبلاغ عن التجاوزات مهما علا شأن مرتكبيها، فالكفاءات الوطنية التي تتسرب من الكيانات الوظيفية خسارة كبرى، والوطن لا يقوم إلا بأبنائه المتميزين وظيفيا، والفاسد المتنفذ سيردعه النظام لكن حين يتحدث الجميع عن فساده الظاهر للعيان، فالصمت عن الفساد فساد، والفساد لا يمكن أن يتغلغل حين يتم محاصرة الفاسدين بمن اختلطت في دمهم جينات النزاهة، الفساد يتغلغل حين يصمت الصامتون خوفا على كراسيهم بحجة (وما شأني)!

خاتمة.. لا تكن فاسدا بصمتك على الخطأ، اصدح بصوت الحق والله معك

BASSAM_FATINY@