برجس حمود البرجس

القمة العربية الصينية

الأربعاء - 14 ديسمبر 2022

Wed - 14 Dec 2022

بدعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان ـ حفظه الله ـ عقد قادة الدول العربية الأعضاء في جامعة الدول العربية، وجمهورية الصين الشعبية، القمة العربية الصينية الأولى، بتاريخ 9 ديسمبر 2022م، في مدينة الرياض بهدف تطوير العلاقات بين الجانبين العربي والصيني في مختلف المجالات.

لا شك أن الصين من الدول العظمى الأسرع نموا في العالم، صناعيا واقتصاديا وتقنيا. فالتحالفات معها تعد مكسبا للدول العربية، إذ إنها مقبلة على أن تتسيد المركز الأول لأكبر الدول اقتصادا. الصين ـ كما يعلم ويشعر به الجميع ـ تعد من أكبر الدول احتراما للشراكات والتحالفات، واحترام سيادة الدول الأخرى، والصين منصب اهتمامها بشكل كبير على العمل والتطوير، وأصبحت أكبر دولة بالعالم تصديرا واستيرادا.

من أبرز ما تم التأكيد عليه في اجتماع القمة بالرياض، الحرص المشترك على تعزيز الشراكة الاستراتيجية، وتعميق التعاون العربي الصيني. وقد أنشئ منتدى التعاون العربي الصيني بالقاهرة عام 2004م، ليمثل قصة نجاح في التعاون الدولي متعدد الأطراف.

من أهم مضامين القمة، الالتزام بميثاق الأمم المتحدة، والاحترام المتبادل لسيادة الدول ووحدة أراضيها، والامتناع عن استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول. كما أكد في البيان الختامي أن القضية الفلسطينية قضية مركزية تتطلب إيجاد حل عادل ودائم، خلال إنهاء الاحتلال وإقامة دولة مستقلة عاصمتها القدس، والدعوة إلى عقد مؤتمر دولي للسلام، وتثمين الرؤية التي طرحها الرئيس الصيني لحل القضية الفلسطينية، وتقدير الجهود الصينية المبذولة لدفع عملية السلام، وحصول فلسطين على عضوية الأمم المتحدة.

كما تضمن البيان الختامي مواصلة التشاور السياسي، وتبادل الدعم بين الجانبين، وتعزيز التضامن في المحافل الدولية، والتزام الدول العربية بمبدأ الصين الواحدة ورفض «استقلال» «تايوان، واعتبارها جزءا من الأراضي الصينية، ودعم الموقف الصيني في المحافل الدولية، وتعزيز التبادل في كثير من القطاعات بين الصين والدول العربية، وتضافر الجهود لمواجهة التحديات المشتركة.

كانت القضايا الإقليمية حاضرة ضمن أجندة القمة، خاصة قضية سوريا وليبيا واليمن، ودعم لبنان والصومال والسودان، لتحقيق الأمن والاستقرار، وتأكيد الجانب الصيني دعمه لحل القضايا الأمنية في المنطقة، وتكريس قيم السلام والتنمية والإنصاف والعدالة والديمقراطية والحرية، ورفض التدخل في الشؤون الداخلية للدول.

التغير المناخي كان له نصيب في أجندة القمة، ومبادرة المملكة للشرق الأوسط الأخضر، ومبادرة الصين بشأن طريق الحرير الأخضر كانت مثالا. وتمت الإشادة بما قدمته الصين لبعض الدول العربية والجامعة العربية من مساعدات لمكافحة جائحة كورونا، وتضافر الجهود للتعافي بعد الجائحة.

اتفقت الجامعة العربية والصين بشأن التعاون في أمن البيانات ودعم جهود منع انتشار الأسلحة النووية وأهمية إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل. وتعزيز جهود مكافحة الإرهاب بجميع صوره ودوافعه، وتعزيز الحوار والاحترام بين الحضارات، والتأكيد على أن الحضارتين العربية والصينية قدمتا إسهامات فريدة في تقدم الحضارة البشرية، ورفض نظرية صراع الحضارات، والعمل على توطيد علاقات الصداقة العربية الصينية.

وفي الختام، تم تكليف الجهات الرسمية بالعمل على تنفيذ توجيهات القمة، خلال البرامج التنفيذية لمنتدى التعاون العربي الصيني، ومختلف الآليات الأخرى. وتوجيه الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين، ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، على استضافة المملكة هذه القمة، وترحيب الصين بعقد القمة القادمة في الصين.

مبادرة مهمة في توثيق الشراكات والتحالفات والتعاقدات بين الدول العربية والصين، وتوحيد المبادئ الأساسية المبنية على القيم الحميدة لاحترام سيادات الدول، ومحاربة الإرهاب، والتعاون في المجالات التنموية والصحية والتعليمية، وكذلك الاجتماعية والسياحية وبقية القطاعات. الصين حليف وشريك مهم، يواكب تطلعات النهضة التنموية التي تقوم بها السعودية لبناء اقتصاد قوي ومستدام.

Barjasbh@