ياسر عمر سندي

مجتمع «شين»

الأربعاء - 14 ديسمبر 2022

Wed - 14 Dec 2022

عندما تنعدم الفضيلة تبرز الرذيلة؛ وعندما تحتضر الآداب يظهر الخراب؛ وميزان الزيادة والنقصان هو الإنسان؛ وعلى مر العصور ومختلف الحضارات هنالك ثوابت فطرية للعلاقات البشرية والتي ارتضاها لنا المولى عز وجل تكريما لنا ورحمة بنا.

هنالك موضوع مهم يجب الالتفات إليه بطريقة عاجلة لما يترتب عليه من قيم مجتمعية قد تتصدع في مختلف المجتمعات المحافظة والمتحررة وهو سلامة الفطرة الإنسانية؛ وأقصد بذلك نبذ مجتمع الشذوذ؛ مجتمع «ش»؛ وسأتناول الموضوع من عدة جوانب؛ تشريعية؛ ونفسية واجتماعية.

عندما خلق الله سبحانه وتعالى أبا البشر آدم عليه السلام أمر الملائكة أن تسجد تكريما له ولطبيعته المختلفة عن التكوين الملائكي؛ والذي شذ عن ذلك السياق إبليس اللعين ليتحقق طرده من رحمة الرحيم ويثبت عليه غضب العليم.

إن خلق أول البشرية تم في أحسن تقويم؛ نفسي وجسدي ليبحث عن التكامل البشري والعاطفي مع حواء في استعدادها النفسي والجسدي كذلك ليحدث التزاوج والإنجاب والتدرج الجيني الإنساني إلى أن تدخل ذلك التشوه الشيطاني ليفسد ديمومة الاستقامة في الفطرة الربانية، وهي فكرة الميل لتجربة ذات الجنس الذكوري واستمتاعهم الجسدي غير الفطري إلى أن اضطر الجنس الآخر لممارسة تلك التجربة العكسية إشباعا للعاطفة الأنثوية؛ مثلما فعل قوم قرية «سدوم» بفساد سلوكهم وقصتهم مع النبي لوط وضيوفه ستستمر قرآنا يتلى إلى قيام الساعة إثباتا على انعدام الأدب وسوء المنقلب.

من وجهة نظري النفسية أن الأصل في الشذوذ هي فكرة شيطانية أصابت الإنسانية من خلال هذا السؤال؛ لماذا لا نجرب؟ إلى أن حدث تقبل لذلك الاعوجاج أو الشذوذ إن صح التعبير لنسمي المصطلحات بمسمياتها الأصلية.

في علم النفس وسيكولوجية الإعلان والإعلام تحاول بعض المجتمعات دعم وتبني فكرة الشذوذ بترقيق اللفظ واختيار كلمات ومصطلحات أكثر لطفا كي يتلقاها المستمع العام وتصبح أمرا اعتياديا؛ مثال ذلك في اللغة العربية مصطلح «المثلية والمثليين» والذي يعكس المماثلة والمسايرة لنفس الجنس؛ أيضا استخدام بعض الألوان مثل «قوس قزح» وهي ألوان مبهجة للنفس مما يسبب الألفة والمرح ويتبناها العقل البشري كصورة ذهنية جميلة مرتبطة بألوان تشويقية؛ كذلك مصطلح “Gay” الذي يعني في اللغة الإنجليزية «السعادة والضحك» مما يساعد على دعم الفكرة وتعزيزها في نفس المتلقي؛ وإذا أمعنا النظر في الكلمة الصحيحة لـ“Fagot” في ترجمة المعاجم والتي تعني لغويا الشاذ جنسيا ولكن لا يتم استخدامها لأنها تعبر عن الانحراف السلوكي الجنسي بكل صراحة.

بعض التكتلات من الشركات والمنظمات العالمية؛ من خلال صناعة الأفلام وإنتاج ألعاب الأطفال وكذلك الشعارات الملصقة والرسومات والمطبوعات على الملابس والمقتنيات الخاصة بالأطفال والمراهقين والناضجين تدعم فكرة الشذوذ ليتم تقبلها من النواة الأولى وهي الأسرة وتدخل المنازل بأسلوب نفسي ومجتمعي أكثر لباقة.

من الأساليب النفسية التي تعمل عليها تلك التكتلات:

• استخدام أسلوب الصدمة والمفاجأة للمجتمع بفكرة الشذوذ حتى يتم التراخي عنها بعد ذلك ودمجها

• التعاطف مشاعريا مع الشواذ كونهم ضحايا وأقليات وهم طيبون بطبيعتهم وأكثر رقة

• تبرير الشذوذ كونه احتياجا جسديا وتوجها شخصيا

• وضع الشواذ في قوالب مجتمعية ناجحة في الأفلام والمسلسلات مثل «الطبيب والمهندس والمحامي والأديب ولاعب الكرة»

• توضيح أن من يرفض الشواذ هم أناس رجعيون ومتخلفون وقبولهم يعتبر تطورا

• رصد الميزانيات الضخمة لترويج الفكرة

• وضع تصنيف بنماذج التوظيف مثل هل المتقدم ذكر أو أنثى أو «أخرى» وعدم قبولهم أو رفض تعيينهم يعتبر من العنصرية

نجد من يتعاطف معهم ويصفونهم بمجتمع «ميم» أي مثلي الجنس ومزدوج التوجه الجنسي ومتحولون جنسيا؛ ونحن نستمر بفطرتنا الربانية ونصفهم بأنهم مجتمع «شين» أي سيئ وشاذون عن الطبيعة الفطرية

@Yos123Omar