بسام فتيني

متلازمة توهم الوعي!

الأحد - 11 ديسمبر 2022

Sun - 11 Dec 2022

إن أخطر ما قد يواجه البشر في الأعوام المقبلة هو تبرير الخطأ بحجة شيوعه بين البشر!

فلذلك نجد كيف أن تحول التأثير المتدرج البسيط إلى ثقافة عامة تنتشر كالنار في الهشيم بين الناس، ولعل أكبر مثال قد أذكره هنا بناء على ما سبق قد يكون في حالة نستشهد بها وهي حديث الناس حاليا وهي: توهم الوعي عند بعض المشاهير أو بعض من يمكن وصفهم بالمؤثرين، فمن يصعد على أكتاف البث المباشر ثم يناظر على الناس لابسا ثوب الناصح الأمين ولكنه يستخدم أبشع الألفاظ وأكثرها قذارة فهو إنما يقع تحت تأثير متلازمة توهم الوعي!

هو هنا يتلبس دور الموجه الآمر الناهي وكأنه مخول بالسُلطة وموكل بالإصلاح حتى ولو لم يصلح نفسه ولفظه!

وهذا السلوك نحن جيل السبعينيات نعرفه جيدا فهو أسلوب من يستترون خلف ستار التدين ثم يمررون أفكار التطرف والتشدد باسم الدين والدين منهم براء.

أمثال هؤلاء خطر حقيقي على المجتمع ويجب تجاهلهم وفورا، ولاحظ أنا هنا لا أقول حسابهم أو عقابهم بل تجاهلهم؛ لأن هؤلاء يقتاتون على إثارة الجدل ثم يتخذون منظرا معينا لإدعاء الحشمة (المظهرية) لإضفاء القداسة على كلامهم لكن ألفاظهم تفضحهم، ولغة جسدهم تكشفهم، ثم ومن أول اختبار حقيقي للأخلاق سيسقطهم!

هذه الحقيقة التي يجب أن نعيها لنعرف كيف نتعامل معها، التحدي الحقيقي اليوم يكون في زرع الوعي المجتمعي الحقيقي لمواجهة أمثال هؤلاء بسلاح التجاهل لسفاسف القول والوعي وبذكاء بأساليب وطرق من يشحذون المشاهدات بافتعال القضايا والقصص والحكايات، وصدقوني مثل هذه النماذج قد لا تنطلي ألاعيبهم على (الشياب) أمثالي فقد عايشنا وعشنا جملة من التناقضات لمدعي الفضيلة ومن يدعون أنهم وكلاء الله في الأرض وهم قد يكونون أفسق خلق الله!

لذلك أرجوكم لا تمنحوهم اليوم حتى فرصة وقت استماعكم لهم، فالزمن يتجاوزهم وأمثالهم إن لزمنا المضي قدما نحو عمارة الأرض والتمسك بوسطية ديننا السمح الجميل، دين يدعو للجمال والسلام والتعايش حتى مع المختلف دون المساس بالثوابت، ولعل الجميع يشاهد كيف تشهد بلادنا تطورا سريعا يغيظ الأعادي، والحقيقة أن بلادنا تواجه حربا شعواء باستخدام أسلحة خفية يشارك بها البعض بغباء وأقول بعض ملامحها على سبيل المثال لا الحصر حين يحاول العدو التشويش باستخدام العنصرية أو تمرير رسائل أن هناك تجاوزات في الحفلات والأنشطة الترفيهية!

هذا الأسلوب الخبيث سيموت في مهده حين نقف مع دولتنا يدا واحدة ونمضي سويا نحو 2030 والله معنا.

BASSAM_FATINY@