علي سلطان السهيمي

الجمعيات الخيرية.. وتعزيز الانتماء الوطني

الأحد - 11 ديسمبر 2022

Sun - 11 Dec 2022

تتعدد المؤسسات والمنظمات التي تحتضنها المجتمعات المحلية، والتي تتقلد العديد من المسؤوليات والمهام التي فرضتها عليها الجهات المشرفة ذات العلاقة، ولعل من أهم هذه المنظمات التي يحتويها المجتمع المحلي ولها من الآثار الإيجابية القدر الكبير هي الجمعيات الخيرية؛ فهي مناطة بأدوار كبيرة وعظيمة، ومساهمة في نهضة المجتمعات وإضفاء الكثير من السمات عليها.

إن الجمعيات الخيرية بشتى أنواعها وتخصصاتها (برّ، دعوة، تحفيظ، صحية، ثقافية، تعليمية، سياحية، مهنية.... إلخ) تعتبر من الجمعيات الخيريّة المُهمة في كلّ مجتمع، فهي عبارة عن منظمات هادفة لنشر الخير في كلّ الأرجاء، وتقوم بتوزيع نشاطها في جميع مجالات الخير والإحسان والتكافل الاجتماعي والثقافي والإبداعي والمهنيّ، وتعمل على تحقيق التنمية الاجتماعية بمختلف الوسائل الممكنة، هذا بالإضافة إلى دورها الكبير في دعم جهود الدولة لتحقيق التكافل الاجتماعي ومحاربة كل أشكال الفقر والأمية، وبالتالي فإن الجمعيات الخيرية تحسن من وضع المجتمع، وتُحدث نوعا من التنمية الشاملة.

والجمعيات الخيرية هي مؤسسات غير ربحية، وتعتبر بناء له وظيفة اجتماعية يهدف إلى المساهمة في تعزيز الانتماء الوطني للمستفيدين، مرتبطة بمجموعة من النظم والمعتقدات والممارسات، وتقوم على إشباع احتياجات الأسر؛ سواء كانت تلك الاحتياجات مادية أو معنوية أو تنموية. والانتماء الوطني هو «شعور الفرد بأنه عضو في جماعة معينة ينتمي إليها، ومتوحد معها، وله وضع آمن بينها، ويتبنى مجموعة من القيم التي ترتضيها تلك الجماعة».

ويمكن الإشارة إلى الأدوار التي يمكن أن تقوم بها الجمعيات الخيرية في تعزيز الانتماء الوطني ومن أهمها:

1 - القدرة على تدعيم المشاركة المجتمعية بين الجمعيات الخيرية في تعزيز الانتماء الوطني ويكون ذلك من خلال: تعزيز الروح التعاونية، الوعي بالحقوق الإنسانية مع أهمية الإحساس بالمسؤولية الاجتماعية، والإحساس بالالتزام نحو حماية البيئة والتنمية المستدامة.

2 - القدرة على التنسيق: بهدف تحقيق العمل الجماعي وتحقيق وحدة العمل والتصرف في اتجاه هدف محدد ومتفق عليه، ويمكن أن يسهم التنسيق بين الجمعيات الخيرية في تعزيز الانتماء الوطني في منع التعارض في الاختصاصات، ومنع الازدواجية في الأنشطة الإدارية.

3 - القدرة على التخطيط المالي: ويسهم ذلك في تحديد حجم الأموال التي تحتاج إليها البرامج والمشروعات والخطط التشغيلية المتنوعة، وتحديد أفضل الوسائل لاستخدام الأموال المتوفرة، والتعرف على المشاكل والعقبات التي يمكن أن تعترض المشاريع والبرامج، ووضع نظام سليم للرقابة يمكن من خلاله مراقبة العمليات الفعلية مع الخطط المرسومة، والإفصاح والشفافية بشكل دقيق وفي الوقت المناسب، كل ذلك من أدوار الجمعيات الخيرية في التخطيط المالي التي تسهم في تعزيز الانتماء الوطني.

4 - القدرة على تحديد الأولويات: من خلال تحسين التعامل مع مورد الوقت، وتحسين القدرة على صنع القرارات، وتحديد الأولويات مهارة مهمة ينبغي امتلاك ناصيتها بالتعلم والتمرس والتدرب على أدواتها، حيث إنها تعتبر المخزون الابتكاري لعملية حل المشكلات.

5 - القدرة على التنفيذ والمتابعة والتقييم: من خلال التأكد من أن ما تمّ يتم وفق المخطط له ووفق مقاييس العمل، ومن خلال خفض تكاليف تنفيذ المهام، ومن خلال تحري الدقة والواقعية في التحليل أثناء عمليات التنفيذ مما يسهم في اكتشاف مواقع القصور ومعرفة أسبابها واقتراح سبل علاجها، والتأكد من درجة تحقيق أهداف الجمعية والوصول إلى رؤية شاملة لتقييم البديل في حالة وجود مراجعة منتظمة.

إن العمل في الجمعيات الخيرية، يمثل أهم جوانب وإشراقات المسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتق أبناء المجتمع رجالا ونساء، والتي تعتبر إحدى القنوات التي تدعم المصلحة العامة وضرورة لتقوية روابط العلاقات الإنسانية، وتعتبر الجمعيات الخيرية بصفة خاصة من إحدى الدعائم الأساسية في كل مجتمع، وهي مكملة للعمل الاجتماعي الحكومي الرسمي من جانب، ومتناغمة في تقديم خدماتها للمستفيدين من جانب آخر.

أخيرا: وحتى تتحقق الأدوار والمهام التي يمكن أن تقوم بها الجمعيات الخيرية لتعزيز الانتماء الوطني ومن خلال الدراسات والأبحاث ذات العلاقة يجب تكثيف الدورات التدريبية للعاملين بالجمعيات الخيرية لتعزيز الانتماء الوطني للمستفيدين من مشروعاتها وبرامجها، وكذلك توفير دليل للبرامج والأنشطة الاجتماعية التي تقوم بها الجمعيات الخيرية حاليا ومستقبلا في تعزيز الانتماء الوطني للمستفيدين، عقد الملتقيات على المستوى المحلي والخليجي والعربي في مجال تعزيز الانتماء الوطني، تدشين كراسي ومراكز بحث بالجامعات السعودية لتعزيز الانتماء الوطني، فتح قنوات اتصال بين الجمعيات الخيرية والجامعات لتبادل الخبرات والتجارب الوطنية والعالمية الناجحة في تعزيز الانتماء الوطني.

ومضة:

حكمة صينية «كن كالقمر، اخرج من خلف الغيوم، وأنر العالم»

alisutan1398@