سارة مطر

لماذا لا ينبت شغف القراءة في أجيالنا؟!

السبت - 10 ديسمبر 2022

Sat - 10 Dec 2022

جميعنا نريد أن يكون هذا الجيل ملهما وقارئا من الدرجة الأولى، لكن الحقيقة نحن لا نفعل أي شيء كي نبني جيلا يستلذ بالقراءة، كما يستلذ بطعم القهوة في الصباح الباكر، أو بتناول الآيس كريم وسط درجة حرارة منخفضة، نحن نريد جيلا مختلفا، لكننا لا نفعل أي شيء لبناء هذا الجيل، بل وللأسف نسقط عليه اللوم بأنه مجنون بالأجهزة الالكترونية، حتى وصل حد الإدمان ولا يستطيع أن يستغني عن مثل هذه الأجهزة ولو للحظة واحدة، فهو إن لم يكن يشارك في إحدى المجموعات في «واتس أب»، فهو مشغول بمتابعة المباريات أو أي برنامج على حضرة الأستاذ «يوتيوب»، لقد أظهرت البحوث مؤخرا أن المجتمع السعودي يحتل المركز الأول في مشاهدة «يوتيوب»، ولم يسأل أحدنا لماذا سرق «يوتيوب» أوقات شبابنا، ولماذا لم يسرقه كتاب ما يستمتع بقراءته؟

كثيرون لا يعرفون كيف لهم أن يختاروا كتبا مميزة، لكنهم يدركون جيدا أفضل برنامج عالمي، وأفضل مسلسل حصد على كثير من الجوائز، هناك فقر في تطوير مستوى ثقافة أبنائنا، لقد التقيت كثيرا من الشباب الذين يشتكون من أن أمنية حياتهم أن يكونوا قراء مصابين بنهم القراءة، لكن هذا الشغف لا يوجد لديهم، وهم يشعرون بالحزن لذلك، ماذا يمكن أن تفعل لهم؟ ما الذي يمكنك أن تقوم به كي تشعل هذا الشغف المنطفئ؟ ولماذا الأجانب يتلذذون بقراءة الكتب، وكنت قبيل سنوات أهوى تصوير الأجانب وهم يقرؤون الكتب، إنهم لا يهتمون بموقع المكان، سواء في الطائرة أو في أوبر أو في أحد المقاهي، يقرؤون بلذة كبيرة، تتمنى فعلا أن تحظى ولو لبعض الوقت بهذه اللذة.

في كل عام تقام مسابقة سنوية للقراءة، تخيل أن تقام مناسبة سنوية لقارئ العام، بدلا من إقامة المسابقة أسبوعية أو شهرية على سبيل المثال، دون حاجة إلى دفع مبالغة باهظة، لكون الفائز استطاع قراءة عشرة أو عشرين كتابا، وحتى الآن لا أعرف ما الفائدة التي يمكن أن يستفيد الشباب غير المتسابقين من مثل هذه المسابقات، غير التصفيق وحصول الفائز على جائزة العام، لكن هل خدم الفائز المجتمع الذي يعيش فيه؟! لا أظن ذلك، هل استطاع أن ينشر الثقافة في كل مكان؟! أيضا، لا أظن ذلك.

إذا كنت تريد أن تبني الشغف داخل أفراد المجتمع، على الأخص الشباب، وفر الكتب في كل مكان، مثلما توفر علب البيبسي والشوكلاته والحلويات في صناديق، كل ما عليك أن تدفع قروشا وتضغط على الزر فتحصل فورا على ما تبتغيه، الأمر لا يحتمل غير ثوان معدودة، وتحصل على ما تريده، إذا عليك أن تجعل الكتاب في كل مكان، في المطار وفي أوقات الانتظار في البنوك والمستشفيات، إذا كنت تريد شعبا واعيا وفر له ما يريده، اجعل الكتاب في كل مكان، ولا بأس أن تكون الكتب قد سبق قراءتها، ليس من الضروري أن يكون الكتاب لم يلمس من أحد، لكن من الضروري أن يكون في كل مكان، وإلا عليك أن تلغي المسابقات السنوية؛ لأنها لا تضيف لأفراد المجتمع أي تطور.