المنح الدراسية الخارجية هل حققت الهدف؟
الجمعة - 09 ديسمبر 2022
Fri - 09 Dec 2022
سبق وكتبت عن عدم جدوى برامج المنح الدراسية الخارجية في مجال استقطاب الطلاب الأجانب للدراسة في بعض الجامعات بالمملكة في التخصصات الشرعية والدعوية، وأهمية إلغاء هذه البرامج واستبدالها ببرامج منح دراسية تقدم من المملكة للطلاب الأجانب غير محددة التخصص؛ لاستمرار مساهمة المملكة وتحقيق هدفها في:
1 - تعليم أبناء بعض الدول النامية التي لا تستطيع القضاء على الأمية بداخلها.
2 - نشر العلوم العربية والإسلامية المستمدة من مصادر الإسلام الوسطي.
وبهذا تتحقق الفائدة من برامج المنح الدراسية الخارجية.
وفي ذات السياق أؤكد على أهمية المحافظة على المنجزات السابقة من الجامعات والمعاهد العلمية التي شيدتها المملكة في بعض دول العالم لهذا الهدف ولا زالت حتى الآن قائمة تصرف عليها المملكة مئات الملايين من الريالات دعما لأبناء الدول المحتاجة للعلم في شتى مجالاته وفروعه.
وتزامنا مع الزيارة التي قام بها مؤخرا سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لإندونيسيا اطلعت على تقرير عن أحد المؤسسات العلمية السعودية في الخارج وهو (معهد العلوم الإسلامية والعربية في العاصمة جاكرتا)، ويعد هذا المعهد أحد المعاهد السعودية التي خدمت ولا زالت تخدم شريحة كبيرة من الشعب الإندونيسي الشقيق، حيث يعرف بأنه مؤسسة تعليمية تتبع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الغرض الرئيس منه تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتستقطع ميزانيته بالكامل من ميزانية جامعة الإمام بالرياض.
وقد تأسس هذا المعهد في شهر جمادى الأولى عام 1400هـ بموافقة الديوان الملكي في21 من ذي الحجة سنة 1398هـ، وعهد إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض مهمة الإشراف عليه ومتابعته كغيره من المعاهد التي سبقته في كل من رأس الخيمة وموريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد ظل مسماه: معهد تعليم اللغة العربية حتى عام 1406هـ الموافق 1986م ليتغير اسمه إلى (معهد العلوم الإسلامية والعربية). وبدأت الدراسة في المعهد في شهر جمادى الآخرة عام 1400هـ، واقتصرت عند الافتتاح على سبعة فصول مسائية خاصة ببرنامج الإعداد اللغوي، ثم أخذ في التطور مرحلة بعد أخرى حتى وصلت أقسامه العلمية في العام الدراسي 1424هـ إلى قسمين هما:
- قسم الإعداد اللغوي: ويشمل قسم الإعداد اللغوي طلبة وطالبات، وشعبة التعليم التكميلي طلبة وطالبات.
- القسم الجامعي: ويشمل قسم الشريعة طلاب وطالبات، وشعبة تأهيل المعلمين طلاب، وقسم العلوم الإدارية والمصرفية الإسلامية طلاب.
وفي عام 1436هـ الموافق 2014م أعلن سفير المملكة في إندونيسيا، أن معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا صدرت له موافقة بفتح ثلاثة فروع في إندونيسيا، والاقتراح أن يكون أحدها في تورا بايا، والثاني في مدينة ميدان كبرى مدن سومطرة، والثالث في مكاسا وهي بوابة إندونيسيا الشرقية.
وتحقيقا لمواصلة هدف المملكة المتمثل في نشر العلوم العربية والإسلامية المستمدة من مصادر الإسلام الوسطي السمح في دول العالم، ولضخامة المنجزات السعودية من هذا النوع من الجامعات والمعاهد العلمية في عدد من دول العالم فيجب أن يتم تطويرها؛ لعدة أسباب من أهمها:
أولا: لتكون بديلا لبرامج المنح الدراسية الخارجية في جانب هذه المنح أحادية التخصص؛ وما قد يواجه تطبيقات هذه البرامج من أدلجة متعمدة ربما تمرر لطلاب المنح الخارجية المستفيدين، ويصعب القضاء عليها في فترة وجيزة؛ خصوصا وأن المملكة تسعى بكل قوة لتخليص منظومتنا التعليمية من اختراق مؤكد، وذلك يدعو بشكل جدي لغلق برامج المنح الدراسية الخارجية فورا في الجامعات التي لا زالت تعمل على هذه البرامج، وتحديدا في التخصصات العلمية الفكرية التي ينفذ من خلالها الفكر المؤدلج، ويتكاثر فيها المخترقون لتعليمنا من عناصر الإخوان؛ وذلك تحقيقا لجهود الدولة في القضاء على أي أفكار متطرفة تؤثر على منظومة تعليمنا.
وثانيا: لوقف الهدر الاقتصادي جراء برامج المنح الدراسية الخارجية التي أسست بعض الجامعات من أجلها، ليكون غلق هذه البرامج هو مقدمة لغلق الجامعات التي تقوم عليها؛ ويكون البديل هو تطوير الجامعات والمعاهد الخارجية، لتتوحد الجهود في نشر التعليم والمعرفة في بعض دول العالم التي تكافح الأمية، أو غيرها من الدول المحتاجة للتعليم الإسلامي الوسطي، وذلك من خلال منهج علمي رصين نضمن فيه تحقيق الهدف مع جودة المخرجات، وإيقاف الهدر الاقتصادي في برامج لم تثبت نجاحها ولا الجدوى منها منذ بدايتها التي كانت مع بداية تعليمنا.
و بالعودة إلى معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا وتأهل هذا المعهد بفرعه الرئيس وفروعه الجديدة بأن يكون على مستوى جامعة فإنني اقترح تحويله إلى جامعة باسم (جامعة الأمير محمد بن سلمان في إندونيسيا) لتكون جامعة مستقلة يطبق عليها المادتان الثامنة والأربعون والتاسعة والأربعون من نظام الجامعات الجديد.
وفي الختام.. أتمنى كما سعينا لوقف الهدر الاقتصادي في ما تضمنه نظام الجامعات الجديد من تأكيد اعتماد الجامعات على نفسها في الجانب المالي (إيرادات ومصروفات) أن ندخل الجامعات والمعاهد التي أسستها المملكة في الخارج في هذا النظام لتقوم بنفسها، ويكون لنا إدارتها بما يحقق الأهداف المرجوة منها، وفي مقدمة هذه الأهداف: نشر التعليم والمعرفة الإنسانية بالصورة التي عليها الإسلام الوسطي الذي يدعو للسلام والمحبة بين أبناء العالم.
alsuhaimi_ksa@
1 - تعليم أبناء بعض الدول النامية التي لا تستطيع القضاء على الأمية بداخلها.
2 - نشر العلوم العربية والإسلامية المستمدة من مصادر الإسلام الوسطي.
وبهذا تتحقق الفائدة من برامج المنح الدراسية الخارجية.
وفي ذات السياق أؤكد على أهمية المحافظة على المنجزات السابقة من الجامعات والمعاهد العلمية التي شيدتها المملكة في بعض دول العالم لهذا الهدف ولا زالت حتى الآن قائمة تصرف عليها المملكة مئات الملايين من الريالات دعما لأبناء الدول المحتاجة للعلم في شتى مجالاته وفروعه.
وتزامنا مع الزيارة التي قام بها مؤخرا سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان لإندونيسيا اطلعت على تقرير عن أحد المؤسسات العلمية السعودية في الخارج وهو (معهد العلوم الإسلامية والعربية في العاصمة جاكرتا)، ويعد هذا المعهد أحد المعاهد السعودية التي خدمت ولا زالت تخدم شريحة كبيرة من الشعب الإندونيسي الشقيق، حيث يعرف بأنه مؤسسة تعليمية تتبع جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، الغرض الرئيس منه تعليم اللغة العربية والدراسات الإسلامية، وتستقطع ميزانيته بالكامل من ميزانية جامعة الإمام بالرياض.
وقد تأسس هذا المعهد في شهر جمادى الأولى عام 1400هـ بموافقة الديوان الملكي في21 من ذي الحجة سنة 1398هـ، وعهد إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض مهمة الإشراف عليه ومتابعته كغيره من المعاهد التي سبقته في كل من رأس الخيمة وموريتانيا والولايات المتحدة الأمريكية، وقد ظل مسماه: معهد تعليم اللغة العربية حتى عام 1406هـ الموافق 1986م ليتغير اسمه إلى (معهد العلوم الإسلامية والعربية). وبدأت الدراسة في المعهد في شهر جمادى الآخرة عام 1400هـ، واقتصرت عند الافتتاح على سبعة فصول مسائية خاصة ببرنامج الإعداد اللغوي، ثم أخذ في التطور مرحلة بعد أخرى حتى وصلت أقسامه العلمية في العام الدراسي 1424هـ إلى قسمين هما:
- قسم الإعداد اللغوي: ويشمل قسم الإعداد اللغوي طلبة وطالبات، وشعبة التعليم التكميلي طلبة وطالبات.
- القسم الجامعي: ويشمل قسم الشريعة طلاب وطالبات، وشعبة تأهيل المعلمين طلاب، وقسم العلوم الإدارية والمصرفية الإسلامية طلاب.
وفي عام 1436هـ الموافق 2014م أعلن سفير المملكة في إندونيسيا، أن معهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا صدرت له موافقة بفتح ثلاثة فروع في إندونيسيا، والاقتراح أن يكون أحدها في تورا بايا، والثاني في مدينة ميدان كبرى مدن سومطرة، والثالث في مكاسا وهي بوابة إندونيسيا الشرقية.
وتحقيقا لمواصلة هدف المملكة المتمثل في نشر العلوم العربية والإسلامية المستمدة من مصادر الإسلام الوسطي السمح في دول العالم، ولضخامة المنجزات السعودية من هذا النوع من الجامعات والمعاهد العلمية في عدد من دول العالم فيجب أن يتم تطويرها؛ لعدة أسباب من أهمها:
أولا: لتكون بديلا لبرامج المنح الدراسية الخارجية في جانب هذه المنح أحادية التخصص؛ وما قد يواجه تطبيقات هذه البرامج من أدلجة متعمدة ربما تمرر لطلاب المنح الخارجية المستفيدين، ويصعب القضاء عليها في فترة وجيزة؛ خصوصا وأن المملكة تسعى بكل قوة لتخليص منظومتنا التعليمية من اختراق مؤكد، وذلك يدعو بشكل جدي لغلق برامج المنح الدراسية الخارجية فورا في الجامعات التي لا زالت تعمل على هذه البرامج، وتحديدا في التخصصات العلمية الفكرية التي ينفذ من خلالها الفكر المؤدلج، ويتكاثر فيها المخترقون لتعليمنا من عناصر الإخوان؛ وذلك تحقيقا لجهود الدولة في القضاء على أي أفكار متطرفة تؤثر على منظومة تعليمنا.
وثانيا: لوقف الهدر الاقتصادي جراء برامج المنح الدراسية الخارجية التي أسست بعض الجامعات من أجلها، ليكون غلق هذه البرامج هو مقدمة لغلق الجامعات التي تقوم عليها؛ ويكون البديل هو تطوير الجامعات والمعاهد الخارجية، لتتوحد الجهود في نشر التعليم والمعرفة في بعض دول العالم التي تكافح الأمية، أو غيرها من الدول المحتاجة للتعليم الإسلامي الوسطي، وذلك من خلال منهج علمي رصين نضمن فيه تحقيق الهدف مع جودة المخرجات، وإيقاف الهدر الاقتصادي في برامج لم تثبت نجاحها ولا الجدوى منها منذ بدايتها التي كانت مع بداية تعليمنا.
و بالعودة إلى معهد العلوم الإسلامية والعربية في إندونيسيا وتأهل هذا المعهد بفرعه الرئيس وفروعه الجديدة بأن يكون على مستوى جامعة فإنني اقترح تحويله إلى جامعة باسم (جامعة الأمير محمد بن سلمان في إندونيسيا) لتكون جامعة مستقلة يطبق عليها المادتان الثامنة والأربعون والتاسعة والأربعون من نظام الجامعات الجديد.
وفي الختام.. أتمنى كما سعينا لوقف الهدر الاقتصادي في ما تضمنه نظام الجامعات الجديد من تأكيد اعتماد الجامعات على نفسها في الجانب المالي (إيرادات ومصروفات) أن ندخل الجامعات والمعاهد التي أسستها المملكة في الخارج في هذا النظام لتقوم بنفسها، ويكون لنا إدارتها بما يحقق الأهداف المرجوة منها، وفي مقدمة هذه الأهداف: نشر التعليم والمعرفة الإنسانية بالصورة التي عليها الإسلام الوسطي الذي يدعو للسلام والمحبة بين أبناء العالم.
alsuhaimi_ksa@