برجس حمود البرجس

كفاءة الأعمال لدى الشركات

الثلاثاء - 06 ديسمبر 2022

Tue - 06 Dec 2022

تغيرت أعمال الشركات المحلية وتطورت خلال السنوات الخمس الأخيرة بشكل كبير، حيث ارتفعت معايير الحوكمة والنزاهة، ومواكبة تطور الأعمال الحكومية في الوزارات والهيئات والشركات الحكومية أسهم في تغيير أعمال الشركات، على عكس ما كان بالسابق. أصبح التميز ضرورة لبقاء كثير من الشركات ضمن المنافسة لزيادة المبيعات والأرباح.

أيضا تطورت ذائقة المستهلك النهائي وأصبح رضاه مطلبا ضروريا لبقاء الشركة المزودة للخدمات والسلع ضمن المنافسة. بالإضافة إلى ذلك، تطور التجارة الالكترونية والخدمات اللوجستية والشراء من خارج المملكة لكثير من السلع والخدمات، جعل الأمر سهلا عند الكثير وأصبحت ثقافة عامة يجيدها الأبناء والبنات في البيوت قبل الآباء والأمهات، وهذا أيضا يتطلب مزيدا من التميز من الشركات المحلية المزودة للخدمات.

جميع ما ذكر أعلاه، جعل «رفع كفاءة الأعمال» أمرا ضروريا، وما يزيدها ضرورة هو زيادة الأسعار الأخرى وارتفاع تكاليف الأيدي العاملة والإيجارات والرسوم وغيرها بما فيها التضخم العالمي للأسعار.

في المقابل اكتفى كثير من أصحاب الشركات وإداراتها بإلقاء اللوم فقط على زيادة التكاليف التي ذكرت دون مقياس لرفع كفاءة الأعمال، ولذلك أصبحنا نسمع فقط عن حصر الأسباب للصعوبات في زيادة التكاليف.

اعتادت بعض الشركات على رفع أسعار منتجاتها وخدماتها لتعويض ارتفاع الأسعار ولم تخدمهم كثيرا خبراتهم لعشرات السنين في تجارتهم وصنعتهم، ولم تشفع لهم لرفع الكفاءة لمواجهة جزء من ارتفاع التكاليف والتميز والبقاء ضمن المنافسة.

رفع أسعار المنتجات والخدمات أسهم في مواجهة بعض التحديات ولكنه لم يحل المشكلة الرئيسة، ومع مرور الوقت وعدم التركيز على رفع الكفاءة، أصبح حتى رفع الأسعار صعبا على الشركات، فلا يوجد عذر غير إلقاء اللوم على ارتفاع التكاليف.

تميز بعض الشركات والذي انعكس على زيادة المبيعات والأرباح، جعل الأمر واضحا بأن رفع كفاءة الأعمال نجح في بعضها وفشل في البعض الآخر، ولذلك تجد الشركات التي تواجه تحديات في مبيعاتها وأرباحها تتشكى وتلقي باللوم فقط على ارتفاع التكاليف.

لا تجد كثيرا من الشركات طبقت أدوات تطوير وأدوات قياس لتطور من أنفسها وترفع من كفاءتها، ولكن تجد الكثير اكتفى برفع أسعار منتجاته وخدماته واكتفى بخفض التكاليف من خلال خفض الوظائف والرواتب وإغلاق بعض الفروع والمخازن، وهذا طبعا لن يعفي من شرط التميز من أجل البقاء.

بعض المصانع طورت من تقنيات أعمالها وتبنت أدوات الثورة الصناعية الرابعة، وهناك شركات دخلت أسواقا جديدة لتوسع من دوائر تسويقها، وهناك شركات اعتمدت على تطوير كفاءة كوادرها ووظائفها، وهناك شركات طبقت أدوات التجارة الالكترونية لتوسع من مبيعاتها وتواكب التطور، وهناك شركات اعتمدت على تعيينات جديدة لوظائفها المهمة والحساسة والتنفيذية.

وهناك أيضا شركات استعانت بشركات استشارية عالمية لتحليل أوضاعها وتقديم التوصيات لتطوير الأعمال وقنوات التسويق للحصول على مشاريع وأيضا لتسويق منتجاتها.

الدراسات والتحليل مقارنة بشركات مثيلة محلية وخارجية (benchmark) أصبحت أمرا ضروريا لمعرفة مكامن الخلل ومعالجتها.

تبقى أيضا أهمية كفاءة الرئاسة التنفيذية والإدارة التنفيذية أمرا مهما لتطور أعمال الشركة، فالأمر لم يعد للحاجة لأصحاب سنوات الخبرة فقط، بل لكفاءات بشرية قادرة على فهم الأعمال والفكر والأدوات الحديثة التي تصنع التميز.

Barjasbh@