إيران تعترف بوثائق خامنئي المسربة

نظام الملالي كذب الأنباء ثم عاد وقبض على نائب رئيس وكالة فارس بداعي نشر التسريبات
نظام الملالي كذب الأنباء ثم عاد وقبض على نائب رئيس وكالة فارس بداعي نشر التسريبات

الثلاثاء - 06 ديسمبر 2022

Tue - 06 Dec 2022

تصاعدت التخبطات التي يعيشها النظام الإيراني مع ارتفاع وتيرة الاحتجاجات في المدن والمحافظات، واعترف حكام الملالي بالوثائق المسربة للمرشد علي خامنئي التي بعث بها إلى قائد الحرس الثوري حسين سلامي.

ورغم النفي والتكذيب أكد النظام بصورة غير مباشرة صحة التسريبات التي وردت في «بلاك ريوارد» المقرصنة من وكالة فارس، وأعلن رسميا اعتقال نائب رئيس الوكالة عباس توانكر بسبب التسريبات التي نشرتها «إيران إنترناشيونال»، وادعى إعلام النظام أن توانكر زور النشرات المقرصنة.

وكشفت التسريبات التي جرى تداولها في صحف العالم على صعيد واسع، حالة الرعب التي تسيطر على السلطات الإيرانية، لا سيما المرشد العام، من الانتفاضة المستمرة في إيران، واتهام قوات الباسيج في التقصير في القضاء على المتظاهرين بعدما اسموهم بمثيري الشغب.

ترهل الباسيج

وأظهرت الوثيقة أن الترهل ضرب الباسيج أيضا، واصفة الجهاز بغير الفعال والعاجز عن التعبئة لوقف الاحتجاجات الشعبية، في إشارة إلى تبادل الاتهامات بين الأجهزة مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات.

وحملت الوثيقة مفاجآت عدة بينها تلاعب النظام بالحقائق ومحاولة إظهار محدودية التظاهرات، متلاعبا بالأرقام من 600 ألف متظاهر في التقرير السري إلى مجرد 40 ألفا في التصريحات القضائية، وهو ما دفع إلى تصديق الأرقام التي تنشرها منظمة مجاهدي خلق بوصول عدد شهداء الانتفاضة الإيرانية إلى نحو 700 شخص، إضافة إلى أكثر من 10 آلاف مصاب، و32 ألف معتقل، في ظل القمع المتزايد لأذرعة النظام المتمثلة في الحرس الثوري والباسيج.

إضراب عام

وتواصلت الإضرابات الإيرانية لليوم الثالث على التوالي، ضمن الاحتجاجات المستمرة في البلاد منذ مقتل الفتاة الكردية مهسا أميني، منتصف سبتمبر الماضي على يد شرطة الأخلاق بعد 3 أيام من القبض عليها بداعي عدم التزامها بالحشمة.

وبدأ إضراب عام أمس، ولمدة 3 أيام، حيث وثقت الصور إغلاق التجار والباعة في عشرات المدن الإيرانية أبواب محالهم، كما أضرب نحو 500 من عمال العقود العاملین في شركة خزانات بتروكيماويات في جنوب غرب إيران، وفقا لمجلس تنسيق احتجاجات عمال عقود النفط.

وفي غضون ذلك يشارك طلاب عدد من الجامعات في الإضراب؛ تنديدا بقمع قوات الأمن للاحتجاجات، وتواصلت التظاهرات في عدد من المدن الإيرانية، لا سيما العاصمة طهران ومحافظة خراسان وفارس ومشهد شمال شرق إيران، ورفع المتظاهرون شعارات تندد بممارسات النظام الإيراني، في حين أفاد مسؤول إيراني بانتهاء مهمة ما يطلق عليها «شرطة الأخلاق» بأمر من النيابة العامة.

نظام مستبد

في المقابل أظهرت النائبة الجمهورية في مجلس النواب الأميركي إليز ستيفانيك، عبر صفحتها الرسمية على موقع «تويتر»، وقوفها إلى جانب الشعب الإيراني الذي وصفته بالشجاع، وقالت إنه يعاني في ظل نظام استبدادي قاتل، وفق تعبيرها.

وقالت النائبة الجمهورية: أنا فخورة بالوقوف مع الشعب الإيراني الشجاع الذي يعاني منذ دهر في ظل النظام الاستبدادي القاتل، اعلموا أنكم شجعان بنزولكم إلى الشارع على الرغم من المخاطر للمطالبة بحريتكم، ونحن نراكم ونسمعكم، أنتم مصدر وحي لنا جميعا.

وأضافت «هذا النظام المستبد الذي يستمر في قمع شعبه وبنشر العنف في باقي أصقاع الأرض، تجب محاسبته. أضم صوتي إليكم لكشف خروقات النظام السافرة لحقوق الإنسان. تجب محاسبة المرشد الإيراني وحزب الله على تعدياتهما ونشاطاتهما الخبيثة حول العالم، وأنظر بأمل لمستقبل يكون فيه الإيرانيون أحرارا».

لا تحسُّن

وقلل ناشطون إيرانيون ودول غربية من أهمية تصريح إيراني عن إلغاء جهاز شرطة الأخلاق، وقالت الخارجية الأمريكية إنها لم ترصد ما يدل على أن النظام الإيراني حسن من طريقة معاملته للنساء والفتيات أو أوقف العنف الذي الذي يمارسه ضد المتظاهرين.

وفيما أشاد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بشجاعة المحتجين، أعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية الاثنين أن لا شيء يشير إلى أن وضع المرأة في إيران سيتحسن بعد إعلان مسؤول إلغاء شرطة الأخلاق.

وقال المتحدث «لسوء الحظ، لا يوجد ما يشير إلى أن القادة الإيرانيين يحسنون الطريقة التي يعاملون بها النساء والفتيات أو يوقفون العنف الذي يمارسونه ضد المتظاهرين السلميين»، رافضا التعليق على تصريحات غامضة أو مبهمة تصدر عن السلطات الإيرانية.

وذكرت الخارجية الألمانية أن المتظاهرين الإيرانيين يريدون العيش بحرية واستقلالية، وأن إلغاء شرطة الأخلاق لن يغير هذا الأمر إطلاقا.

وأشارت مؤسسة لحقوق الإنسان ومقرها الولايات المتحدة إلى أن إلغاء وحدات شرطة الأخلاق سيشكل خطوة ضئيلة ومتأخرة جدا بالنسبة للمحتجين الذين باتوا يطالبون بتغيير النظام بأكمله.

تطورات إيرانية

  • قدر مراقبون خسائر إيران من المظاهرات الأخيرة بـ47 مليون دولار

  • بث اعترافات قسرية لأربعة سجناء سياسيين أكراد على التلفزيون الحكومي الإيراني

  • تزايد المخاوف بشأن إمكانية الإعدام الوشيك للسجناء الأكراد الأربعة

  • أعدمت إيران أكثر من 500 شخص خلال العام الحالي بحسب منظمة أممية

  • عدد النساء اللواتي أعدمن خلال 2022 ، وهو الأعلى منذ 5 سنوات




اختراق الهاكرز

حصل موقع «إيران إنترناشيونال » على نشرة سرية أعدتها وكالة أنباء «فارس » الإيرانية الرسمية للقائد العام للحرس الثوري الإيراني حسين سلامي، نقل فيها عن المرشد علي خامنئي قوله إن الاحتجاجات لن تنتهي قريبا.

وتم الكشف عن هذه النشرة السرية نتيجة اختراق مجموعة الهاكرز «بلاك ريوارد » لوكالة أنباء «فارس » التابعة للحرس الثوري، وحصلت عليها إيران إنترناشيونال.

وفي النشرة السرية المكونة من 123 صفحة، والتي تم إعدادها في نسخة واحدة وللقائد العام للحرس الثوري حسين سلامي فقط، أكد المرشد الإيراني أن النظام قد تخلف عن الركب في الحرب الإعلامية.

كما تم التأكيد على ضرورة القيام بشيء لجعل المواطنين يعتقدون أن الاحتجاجات من عمل الأجانب.

وعكست الوثيقة موقفا لافتا للمرشد الإيراني يتوقع فيه استمرار الاحتجاجات وعدم توقفها، كما كشفت أن النظام في إيران يعاني من الترهل من قمة سلطاته وصولا إلى قاعدته.