شاهر النهاري

رأيي في رياضات الوطن

الاثنين - 05 ديسمبر 2022

Mon - 05 Dec 2022

لا أهضم معارك الإعلام الرياضي، التي يقودها بالغالب أشخاص لا يدركون عن الرياضة، إلا عنصرية، وألوانا، وتشكيكا، ونفث أحقاد لجر شكل الشارع الزاحف.

ولكن وبعد مشاركتنا الأخيرة في مونديال قطر، أحببت أن أمرر وجهة نظري، غير الملزمة.

بداية فبيئتنا قاسية للغاية، لا تسمح لأبنائنا بمزاولة الرياضة بشكل حريص يحفظ صحة أجسادهم وأجهزتهم العضوية، ومفاصلهم، ونظرا لنقص الوسائل الكفيلة برعايتهم والحفاظ عليهم منذ السنوات الأولى لدراستهم بملاعب مجهزة مكيفة، وأرضيات مزروعة، لا تسبب لهم الكسور والضعف والقطوع الصليبية.

في مدارسنا لا يوجد مدربون وفنيون أكفاء هدفهم تدريب الصغار ورعايتهم، والنوادي تزاول اصطياد اللاعبين الواعدين من مدارسهم، أو حاراتهم، في أعمار متأخرة.

كرة قدمنا ترتفع وتيرتها على الإعلام ومواقع التواصل والشارع، أكثر مما هو في الملاعب، ويتم التعامل مع اللاعب الموهوب كما فرس الرهان.

كل من له لسان أو قلم، يستطيع دخول مجال الرياضة، والتنظير، والمطالبة، ورسم وتعديل الخطط، حتى وإن لم يكن يوما رياضيا.

الأسر المتوسطة والغنية، يربؤون بأبنائهم عن مجال الرياضة، وبالتالي يندر وجود أبنائهم في الملاعب.

اللعب في الاستراحات، وما يتبعه من تدخين وكبسات، وتبطح، وأغذية ومشروبات وإخلال بنظام النوم وغياب الإحماء والتعرض للعنف لا يمكن أن ينتج رياضيا يعول عليه.

مدارس وأكاديميات كرة القدم الخاصة يقصد منها شفط الأموال من جيوب الأهالي، وإرضائهم بشهادة، وحفل تخرج.

من يصلون للفرق الرياضية، تكون لياقتهم هشة، وثقافتهم الصحية مشوهة، ويكونون معرضين للكسر، والقطع، وسرعة العطب، بسبب التأسيس المبني على ظروف شارع قاسية، وأجواء ناشفة، وانعدام مبادئ وأسس التدريب.

وزارة وهيئات الرياضة الحالية والسابقة حريصة تبحث عن مشاركات مشرفة، وفوز بأي طريقة، واللعب يعتمد النصر بمن حضر.

الاهتمام والتخطيط والمعالجات السريعة تحدث للفريق الممتاز، بينما يتم إهمال خطوات ومراحل التدرج قبل الوصول.

اللاعب السعودي في الدوري مطالب باللعب مع عشرات اللاعبين المحترفين الأجانب، ومجاراتهم، والتفوق عليهم، مع فوارق اللياقة والتأسيس، والخبرة وراحة ما قبل التقاعد!

في منتخباتنا، تقوم الفرق الفنية بالضغط على اللاعبين، ليدخلوا نظاما ملتزما طوال فترة المشاركات والمنافسات، وكم يعودون بعد ذلك إلى عدم الانضباطية، ما يخلق المشاكل، وتذبذب المستوى.

البنية الجسدية تختلف بين لاعبينا ولاعبي الدول الأخرى، والحرافة وحدها لا يمكن أن تقنع فريقا أجنبيا بضم لاعب سعودي لصفوفه، لأنهم يعرفون، أنه لن يكون منسجما مع ترتيبات وتنظيمات لاعبيهم المنتظمين طوال عمرهم، وأنه ربما يساعد على وجود الخلل بما يضفيه لفرقهم من نزوات وأفكار وطيش، وعدم التزام، وحتى ولو كانت مشاركاته مدفوعة الثمن.

استراتيجية الرياضة السعودية تحتاج لخطط قويمة تبدأ من المدارس، وتوطن ديناميكية الفكر الرياضي من كل جوانب حياة الشباب، حتى لا يتركوها عند أول فرصة وظيفية تلوح لهم.

الرياضة ليست فقط كرة قدم، ومن الواجب إيجاد الأجواء والملاعب، والمدربين الأكفاء، لتربية الأجيال من الصفر إلى مصاف الأولمبياد، وفي جميع الألعاب.

المجتمعات السعودية يجب إقناعها بجودة وجدوى ما يحدث لأبنائهم من حياة صحية ولياقية سليمة، تبعدهم عن العادات السيئة، وأن تصبح الرياضة هدفا مهنيا يشجع من يزاولونها في مختلف مراحل ومجالات الرياضة، وليس فقط في عمر اللاعب القصير.

shaheralnahari@